دمشق 13 أغسطس 2018 /تمكنت وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع القوات الرديفة اليوم ( الاثنين ) من السيطرة على عدة مواقع في عمق بادية السويداء الشرقية ضد مقاتلي تنظيم (داعش) مضيقا الخناق على مقاتلي التنظيم المتحصنين في تلول الصفا بين بادية ريف دمشق وريف السويداء ، في إطار عملياتها المستمرة لتحرير ريف المحافظة الشرقي من الإرهاب ، بحسب الاعلام الرسمي ومصدر ميداني عسكري.
وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) أن وحدات من الجيش والقوات الرديفة حققت تقدما على المحور الشمالي الشرقي في عمق بادية السويداء وحررت خلال عملياتها مرقب قبيان وحوية غصين والكسيرة وتل ابو غانم شمال تلول الصفا وشمالها الغربي بعد اشتباكات عنيفة مع إرهابيي "داعش " .
وبينت الوكالة الرسمية أن التقدم الجديد اسفر عن تدمير نقاط محصنة وبؤر للارهابيين في حين تستمر الوحدات المقاتلة في ملاحقة فلول الارهابيين الفارين تحت ضربات المدفعية والراميات النارية المناسبة لطبيعة المنطقة الوعرة .
وأوضحت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن احكام الطوق على ما تبقى من فلول تنظيم " داعش" المتحصن في المنطقة ذات الطبيعة الجغرافية الوعرة والمعقدة وقطع طرق إمدادهم ودك مقراتهم وتحصيناتهم بالأسلحة المناسبة تسرع في اندحارهم وتزيد من خسائرهم في الوقت الذي تواصل فيه وحدات الهندسة تمشيط وتطهير المناطق المحررة والمغاور وتفكيك العبوات الناسفة والالغام والمفخخات التي خلفها الإرهابيون.
ومن جانبه أكد مصدر ميداني مفضلا عدم الكشف عن اسمه لوكالة أنباء ( شينخوا) بدمشق أن المرحلة الأولى من العملية العسكرية التي شنها الجيش السوري في بادية السويداء الشرقية منذ أسبوع تقريبا شارفت على الانتهاء ، بعد احكام السيطرة على بادية السويداء والوصول الى الحدود الاردية لبادية ريف دمشق .
وبين المصدر العسكري أن الجيش السوري والقوات الرديفة تشن الحملة العسكرية من ثلاثة محاور ، بغية تطهير البادية من تنظيم " داعش" .
وتابع يقول إن" الهدف الاستراتيجي للعملية العسكرية وهو تطهير المنطقة الجغرافية الواقعة من الشمال وشمال شرق وجنوب شرق السويداء، إضافة إلى المنطقة الممتدة شرق السويداء وشرق بادية ريف دمشق، و أيضا في الجنوب والجنوب الشرقي من بادية حمص، وجميع هذه الاتجاهات تلتقي في منطقة البادية السورية الواسعة جغرافيا".
وأشار إلى أنه خلال سير العملية، فإن تنظيم (داعش) استغل الظروف الجغرافية باعتبار طبيعة المنطقة المحتوية الكثير من الكهوف والمغاور التي أمّنت لها الاختباء وحرية الحركة وإمكانية المرور إلى خارج مجال الرصد والمراقبة، وهذا ما يمكن اعتباره نقاط قوة لصالح المجموعات المسلحة.
وأكد المصدر الميداني أن الجيش السوري يعتزم التقدم باتجاه قاعدة التنف التي توجد فيها قوات التحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة بهدف القضاء على تنظيم (داعش) نهائيا .
وقال المصدر الميداني إن الأوضاع داخل مدينة السويداء باتت طبيعية ، مع بقاء الحواجز التي تنتشر ليلا داخل المدينة تحسبا لوقوع أي طارئ .
وبدوره ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن إن " قوات الجيش السوري تستمر في محاولة تقدمها وفرض سيطرتها على ما تبقى لتنظيم الدولة الإسلامية من مناطق في بادية ريف دمشق، على بعد نحو 50 كيلومتراً عن منطقة تواجد قوات التحالف الدولي في التنف، حيث تتواصل عمليات الاستهداف المدفعي والصاروخي من قبل قوات النظام لمنطقة تلول الصفا " .
وأشار المرصد السوري إلى أن عمليات الاستهداف المدفعي والصاروخي من قبل قوات النظام لمنطقة تلول الصفا ومحيطها، مستمرة ، مع بدء قوات النظام عملية تقدمها في المنطقة وتمشيطها للمناطق التي سيطرت عليها حديثاً بحثاً عن متوارين من التنظيم .
وبهذا التقدم في بادية السويداء الشرقية يكون الجيش السوري قد تمكن من السيطرة على الجنوب السوري ولم يعد لتنظيم (داعش) اية تواجد في الجنوب السوري .
وفقد تنظيم " داعش" آخر معقل له في حوض اليرموك قبل أسبوعين واليوم خسر معقله في بادية السويداء ، وبات وضعه محرجا ، بحسب مصادر عسكرية سورية .
وكان تنظيم " داعش" شن يوم 25 يوليو الماضي هجوما مباغتا على ريفي السويداء الشرقي والشمالي الشرقي ، بالتزامن مع سلسلة تفجيرات انتحارية داخل مدينة السويداء اسفر عن مقتل 255 شخصا ، وجرح اكثر من 200 آخرين ، وخطف 36 معظمهم نساء وأطفال .