صنعاء 21 أغسطس 2018 /بينما يضحى الملايين من المسلمين في جميع أنحاء العالم بالماعز والأبقار للاحتفال بعيد الأضحى، أو "مهرجان التضحية" الإسلامي الذي بدأ اليوم (الثلاثاء) إن الملايين من الناس في الحرب بهذا البلد الفقير غير قادرين على تأمين وجبة واحدة في اليوم.
ووفقاً لتقارير الأمم المتحدة الأخيرة، فإن 22.2 مليون يمني يعتمدون على المعونات، ويكافح 8.4 مليون شخص من أصل 25 مليون نسمة في اليمن من أجل تأمين الوجبة التالية.
في سوق الثروة الحيوانية بشمال شرق العاصمة صنعاء، توافد عشرات الأشخاص لشراء الماعز والأبقار للاحتفال بمهرجان التضحية.
حتى بعض الماشية هنا ظهرت عليها علامات سوء التغذية الحاد.
يقول حسين الرجوي (ومواطن يمني ذهب للشراء من السوق) إن عائلته ستشارك في تكلفة الاضحية مع ست عائلات مجاورة أخرى في هذا العيد.
واضاف الرجوي لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "البقرة التي كانت تساوي 350 الف ريال يمني (636.36 دولار أمريكي)، اصبحت خلال ايام العيد تباع بمليون ريال".
وشكي سيف محمد، من أن أسعار المواشي أعلى بكثير من العام السابق.
وقال محمد "لقد عانينا بالفعل من ارتفاع الأسعار، والحرب، والحصار.. لذلك، فإننا نعاني من ثالوث قاتل".
في غضون ذلك، قال محمد الفرسى، تاجر المواشي، إن ارتفاع الأسعار سببه ارتفاع أسعار الأعلاف والمياه والوقود.
وتابع "إن العمل هذا العام ضعيف جدا مقارنة بالعام السابق بسبب الحرب والحصار الشامل وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الريال اليمني".
وتعاني اليمن نزاعا دمويا منذ العام 2014 عندما اجتاحت جماعة الحوثي، جزءا كبيرا من البلاد شمال البلاد بما في ذلك العاصمة صنعاء.
وتدخلت قوات التحالف العربي في حرب اليمن لمواجهة تمدد الحوثيين في مارس 2015 بناء على طلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لاستعادة السيطرة على الدولة.
في العام 2016، اتهمت حكومة الرئيس هادي، جماعة الحوثي باستخدام أموال البنك المركزي اليمني لتمويل عملياتها العسكرية ، واتخذ حينها الرئيس هادي قرارا بنقل مقر البنك من العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن العاصمة المؤقتة جنوبي البلاد.
ومع ذلك، رفضت جماعة الحوثي هذه الاتهامات، وما تزال تدير المحافظات الخاضعة لسيطرتها وترفض توريد اي مبالغ للبنك في عدن.
وخلال فترة الحرب شهد الاقتصاد اليمني المهتز اصلا تدهورا سريعا، وارتفعت معه جميع اسعار السلع.
كما يواجه عشرات الآلاف من موظفي القطاع العام من انقطاع مرتباتهم خاصة في المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
ويقول محمد العلوي، وهو صحفي في صحيفة (26 سبتمبر) الحكومية، إنه لا يملك المال الكاف لشراء اضحية العيد.
وأضاف "سأشتري لاولادي (خمسة أطفال) دجاج في اليوم الأول من العطلة التي تستمر 4 أيام، لكن لا يمكنني تأمين الوجبة التالية.