بيروت 27 أغسطس 2018 / أكد رئيس الاتحاد السويسري الآن بيرسيه هنا اليوم (الاثنين) وجوب إجراء نقاش حول المبادرة الروسية لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، مشددا على أن "المكان الوحيد الذي يجب أن يجرى فيه هذا النقاش هو داخل المؤسسات الدولية".
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده بيرسيه والرئيس اللبناني ميشال عون عقب محادثات رسمية أجراها الرئيسان تناولت العلاقات الثنائية وابرز التطورات الإقليمية والدولية.
ورأى بيرسيه في تعليقه على المبادرة الروسية أن "كل مساهمة لحل أزمة اللاجئين تبني وتدفع للبحث عن حل قابل للحياة يؤمن الاستقرار ويدفع باتجاه ايجاد حل دائم".
وأضاف انه "في المقابل يمكن تطوير هذه المساهمة ويمكن أن تكون هناك أفكار أخرى ربما أفضل وأكثر قابلية للتطبيق ولذلك يجب إجراء حوار دولي حولها".
واعتبر أن مسألة اللاجئين "ليست لبنانية ولا إقليمية بل هي شاملة" مؤكدا على أهمية دور المجتمع الدولي في هذا المجال وعلى دعم بلاده الجهود المبذولة لحلها على صعيد متعدد الاطراف.
وقال إن "سويسرا مدركة لحجم التحديات الهائلة التي يواجهها لبنان نتيجة الوضع في سوريا وهي ستواصل دعمه في هذه المرحلة الصعبة كما ستواصل مساعدتها للمجتمعات المحلية وللاجئين السوريين إلى حين تتوفر ظروف عودتهم الطوعية الآمنة وبكرامة".
واعتبر أن "المطلوب في هذه المرحلة إظهار نوع من البراجماتية وإيجاد حلول قابلة للتطبيق والنجاح في الجمع بين الشروط الضرورية لتأمين عودة النازحين في أفضل الظروف وعدم تجاهل التوصل إلى حل سياسي".
وأشار إلى أن "حالة عدم الاستقرار السياسي على الصعيد الاقليمي لها ارتدادات على الاقتصاد اللبناني ونحن على استعداد للعمل معا من أجل توفير أفضل الظروف لتحقيق مزيد من التبادل الاقتصادي وتشجيع الاستثمارات".
وأوضح الرئيس السويسري إن " ممثلين من بلدينا قاموا بتوقيع اتفاقية الغاء تأشيرات الدخول بصورة متبادلة، للحائزين على جواز سفر دبلوماسي".
من ناحيته جدد عون التأكيد على موقف لبنان المتمسك بعودة النازحين السوريين إلى المناطق الآمنة في بلدهم وترحيبه بالمبادرة الروسية في هذا الاتجاه.
ودعا الرئيس السويسري إلى "دعم موقف لبنان وعدم ربط عودة النازحين بالحل السياسي الذي قد يطول التوصل اليه".
وأكد "تمسك لبنان بمبادرة السلام العربية وضرورة احترام حقوق الشعب الفلسطيني ومن بينها حق العودة" ، مجددا إدانته "قانون القومية" الذي اقره الكنيست الاسرائيلي ورفضه "أي مساس برمزية مدينة القدس ومكانتها الانسانية والدينية الفريدة".
وأوضح عون أنه أطلع الرئيس السويسري على أن "العمل في لبنان ينصب اليوم على تشكيل حكومة جديدة على أساس معايير تعكس صحة التمثيل الذي أرسته نتائج الانتخابات" البرلمانية.
ولفت إلى أن رئيس الحكومة المكلف بتشكيل حكومة "استمع إلى مطالب مختلف الاطراف وبات عليه أن يأخذ المبادرة ويؤلف ونحن بانتظاره".
ورأى أن "التعددية الطائفية والحزبية تخلق الكثير من المشاكل عند تأليف الحكومة واليوم نحن نستمع إلى مطالب الاحزاب والطوائف وعلينا ايجاد التوافق حولها".
واكد الرئيسان التوافق على ضرورة تفعيل العلاقات الثنائية بين بلديهما على مختلف الصعد وتطوير آليات التعاون في المجالات كافة بما يخدم مصالحهما المشتركة.
كما أكدا "ضرورة تفعيل اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين البلدين وتشجيع حركة التبادل لا سيما وأن سويسرا هي الشريك التجاري السابع للبنان ولبنان هو الشريك الخامس لها في المنطقة".
وكان الرئيس السويسري عرض مع رئيس البرلمان نبيه بري في وقت سابق من اليوم العلاقات اللبنانية السويسرية والعلاقات البرلمانية بين البلدين بحسب تصريح لبري بعد اللقاء.
وأكد بري على وجوب أن تبدأ العودة الآمنة والطوعية للنازحين السوريين وقال إن" 95 في المئة من النازحين في لبنان قد تحررت مناطقهم ومع ذلك نحن لا نلزم أحدا لكن علينا أن نتعاون نحن والحكومة السورية على العودة".
يذكر أن رئيس الاتحاد السويسري كان وصل الى بيروت مساء امس (الاحد) في زيارة رسمية تستمر 3 أيام يلتقي خلالها كبار المسؤولين اللبنانيين وشخصيات سياسية وروحية كما يقوم بزيارات لمناطق لبنانية ويتفقد مخيما للنازحين السوريين في شمال البلاد.