تقرير إخباري: الأونروا تدعو لتوفير 200 مليون دولار لمواجهة الأزمة المالية الأسوأ في تاريخها

القاهرة 10 سبتمبر 2018 / أعلن المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بيير كرينبول، اليوم (الإثنين)، أن الوكالة تحتاج إلى 200 مليون دولار بشكل عاجل، لمواجهة الأزمة المالية الأسوأ في تاريخها بعد القرار الأمريكي بوقف تمويلها.

وقال كرينبول خلال مؤتمر صحفي عقده في مركز الأمم المتحدة للإعلام بالقاهرة، أن الأونروا تمر بمرحلة حرجة في ظل الأزمة المالية غير المسبوقة، نتيجة امتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن دفع 300 مليون دولار للوكالة، ثم إعلانها في أغسطس الماضي سحب كل الدعم الأمريكي للأونروا، وهو ما أثر على برامج الوكالة لخدمة اللاجئين الفلسطينيين.

وأشار إلى أن السعودية والإمارات أعلنتا تقديم 50 مليون دولار للوكالة لدعم الخدمات الدراسية والصحية لأكثر من مليون ونصف المليون من اللاجئين الفلسطينيين، كما تبذل مصر والأردن جهودا حثيثة لدعم الأونروا.

وحول البعد السياسي للأزمة المالية التي تمر بها الأونروا، قال المفوض الأممي إن "الأونروا منظمة إنسانية بالأساس، وطبيعة عملنا إنسانية صرفة، ونتحاشى الخوض في أي أمور سياسية، ودورنا ليس سياسيا لذلك نأسف لقرار الولايات المتحدة قطع دعمها للأونروا لأسباب سياسية، وعلينا حماية البعد الإنساني من الدوافع السياسية، لأن العمل الإنساني يقوم على ضرورة التركيز على المستفيدين من العمل الإنساني، وتحاشي استغلال العمل الإنساني لأغراض سياسية".

وتابع كرينبول أن "محاولة إقحام الأبعاد السياسية في مسألة اللاجئين أمر وارد، لكن لا يمكن لدولة واحدة أن تقرر الأمر، لأن تفويض الأونروا وتعريف اللاجئين الفلسطينيين كان بموجب قرارات من الجمعية العامة للأمم المتحدة، ويتم مراجعتها بشكل دوري، وبالتالي فإن تغيير التعريف لا يكون بقرار من دولة منفردة، وإنما من الجمعية العامة".

وأشار إلى أن "فريق عمل الأونروا يسعى لمواصلة تنفيذ برامج الوكالة، وافتتاح العام الدراسي الحالي كان بمثابة رسالة أمل بشأن جدية الأونروا ومثابرتها للاستمرار في أداء مهتها، وفقا للتفويض الممنوح لها من الجمعية العامة للأمم المتحدة".

وبشأن تأمين العجز في ميزانية الوكالة، قال إن الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبدعوة من السويد والأردن، ستعقد اجتماعا هاما من أجل تسوية الأزمة المالية الحالية للأونروا، فضلا عن المساعدات الإضافية من دول الخليج العربي والهند واليابان والصين والاتحاد الأوروبي.

ونوه بأن الوضع صعب بالنسبة للاجئين الفلسطينيين في الأردن وغزة وسوريا، و"لا أحد من اللاجئين الفلسطينيين يرغب في أن يستمر في وضع لاجئ".

وقال إنه سيحضر اجتماع وزراء الخارجية العرب غدا الثلاثاء، مضيفا "سأقدم شكري للدول العربية التي أسهمت في دعم الأونروا، وسأحث الدول العربية الأخرى على الإسهام في دعم الوكالة"، وشدد على أهمية الاجتماع مع الدول العربية لحشد الدعم للأونروا من خلال اتصالاتها بالمجتمع الدولي.

ووصف الأزمة الراهنة بأنها "من أسوأ الأزمات المالية التي مرت بها الأونروا"، حيث سبق أن مرت بالعديد من الأزمات خاصة خلال الحرب اللبنانية الأهلية وأزمة التهجير القسري للفلسطينيين.

وبشأن سيناريوهات الفشل في مواجهة العجز الحالي، قال إن المجتمع الدولي هو الذي أنشأ الأونروا وأعطاها التفويض للقيام بعملها، متسائلا "هل الثمن الأغلى هو توفير الـ 200 مليون دولار، أم حالة عدم الاستقرار التي يمكن أن تنتج عن غلق البرامج التي تقدمها الأونروا للاجئين الفلسطينيين".

ولفت إلى "الأونروا تخدم 5.3 مليون لاجئ فلسطيني، ويجب أن تستمر في دعمهم، ووفرنا حتى الآن أكثر من نصف الموارد المطلوبة، وسنستمر في السعي لحشد الدعم اللازم لتمكين الأونروا من سد العجز خلال العام الحالي".

من جهته، أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال استقباله كرينبول، دعم بلاده للأونروا ودورها الحيوي بما يهدف إلى رفع معاناة الشعب الفلسطيني.

وأعرب شكري عن قلقه تجاه التحديات التي تواجه أنشطة الأونروا، باعتبارها أحد أهم سبل تيسير حياة الشعب الفلسطيني.

ورحب الوزير المصري، بقرار كرينبول الالتزام ببدء العام الدراسي في مدارس الأونروا، على الرغم من الصعوبات المالية.

بدوره، أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط أن "الهدف النهائي للسياسة الأمريكية هو النيل من شرعية الأونروا، وتقويض التفويض الأممي الممنوح لها، من أجل تصفية قضية اللاجئين".

وشدد خلال استقباله كرينبول، على أن "الدول العربية متنبهة تماما لهذا الأمر، ولن تسمح بتفكيك الأونروا أو الاستعاضة عنها بكيانات بديلة كما تسعى إلى ذلك إسرائيل والولايات المتحدة خلال الفترة الحالية".

وذكر السفير محمود عفيفي المتحدث باسم الأمين العام في تصريح صحفي، أن أبو الغيط عبر لكرينبول عن دعمه الكامل لمهمته في قيادة الوكالة في هذه الظروف الصعبة.

وأشار إلى أن أبوالغيط استعرض مع كرينبول سبل سد العجز الذي تعاني منه الوكالة حرصاً على استمرار عملياتها في المرحلة القادمة، ولفت إلى أن اجتماعا وزاريا سيعقد غداً لمناقشة كيفية دعم الأونروا سياسيا وماليا، وذلك على هامش اجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية.