بكين 22 أكتوبر 2018 / أصبحت رؤية الصين وإجراءاتها لبناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية مصدر إلهام للعالم للسعي لتحقيق تنمية مشتركة ورخاء مستدام واستقرار طويل المدى.
وعلى خلفية الوضع الدولي المعقد، قررت الصين، أكبر دولة نامية في العالم ، إتباع التعاون بدلا من المواجهة والشراكة عوضا عن التحالف والتعايش بدلا من العزلة في أنشطتها الدبلوماسية.
الترابط من أجل المنفعة
وبفضل دبلوماسية حسن الجوار التي تتسم بالمودة والإخلاص والمنفعة المشتركة والشمولية، تسهم الصين في تحقيق السلام والرخاء في المنطقة وباقي العالم.
وفي شهر أبريل، عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ إجتماعا غير رسمي مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في مدينة ووهان بوسط الصين. ومع وجود الثقة المتبادلة والتعاون على الأجندة، تم الترحيب باجتماع شي ومودي كمعلم جديد في تطوير العلاقات بين الصين والهند بعد مجابهة عسكرية في منطقة دونغ لانغ (دوكلام)الحدودية العام الماضي.
وفي نفس الوقت، عقد شي ثلاثة اجتماعات خلال أقل من ثلاثة أشهر مع كيم جونغ أون الزعيم الأعلى لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وقال عنها شي إنها فتحت صفحة جديدة في تطوير العلاقات بين الصين وكوريا الديمقراطية.
وفي شهر ديسمبر من العام الماضي، قام رئيس كوريا الجنوبية مون جاي- إن بأول زيارة إلى الصين بعد توليه منصبه، وفي شهر أغسطس زار رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد الصين بعد اجراء الانتخابات العامة في ماليزيا كما يعتزم رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي القيام بزيارة رسمية إلى الصين يوم 25 أكتوبر، وهى أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء ياباني للصين خلال سبعة أعوام.
وكان التزام الصين بحسن الجوار والصداقة والمنفعة المتبادلة والتعاون المربح للجميع جاذبية هائلة للمزيد من الدول، ومن بينها جمهورية الدومينيكان وبوركينا فاسو والسلفادور، التي أقامت أو استأنفت العلاقات الدبلوماسية مع الصين مؤخرا.
التعاون من أجل المنفعة
تلتزم الصين، كدولة كبيرة مسؤولة ومؤسسة ومساهمة في النظام الدولي الحالي، بالعمل مع شركاء مختلفين بهدف جعل كعكة التعاون أكبر وتحقيق نتائج متبادلة النفع ومربحة للجميع.
وفي يوم 16 يوليو، أجرى شي محادثات مع المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة أودري أزولاي ورئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في ثلاثة اجتماعات منفصلة في بكين.
وتم التوصل إلى توافقات في الاجتماعات الثلاثة بشأن حماية النظام الدولي القائم على القانون والدعوة إلى التعددية ودعم التجارة الحرة بهدف تعزيز السلام والاستقرار والتنمية في العالم.
وبينما يواجه العالم قائمة متزايدة من المشكلات التي تحتاج إلى حلها، تتزايد الضغوط على مختلف الدول والدول الكبيرة بشكل خاص لتحمل مسؤوليات تيسير التعاون.
وفي شهر سبتمبر، جمعت قمة بكين 2018 لمنتدى التعاون الصيني-الأفريقي (فوكاك)، الدول الافريقية لمناقشة قضية واحدة مشتركة وهي التنمية، حيث تم تحقيق انجازات ملحوظة في التعاون الصيني الافريقي.
وأشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بالتعاون الصيني الافريقي لدوره النموذجي في تعاون الجنوب- الجنوب، "الذي يقدم اسهامات هامة للسلام والتنمية في العالم."
وقال شي خلال اجتماعه مع جيم يونغ كيم إن العالم اليوم أصبح قرية. وأكد الرئيس انه بالرغم من الظهور المستمر للاحادية والحمائية، مازالت المصالح والمصير المشترك للدول المختلفة والعولمة الاقتصادية أمرا لا يمكن مقاومته كما أن التعاون المربح للجميع يمثل الاتجاه العام.
الانفتاح من أجل التقاسم
أكد أكثر من 2800 شركة مما يزيد على 130 دولة ومنطقة على مشاركتهم في معرض الصين الدولي الأول للاستيراد الذي سيقام الشهر القادم في شانغهاي.
ويمثل المعرض، وهو أول معرض للاستيراد على المستوى الوطني في العالم، إجراء رئيسيا من قبل الصين لدعم التجارة الحرة بشكل حازم كما أنه يتناسب مع اقتراح الرئيس شي السعي لتحقيق تنمية منفتحة وابتكارية وشاملة.
وقال شي في كلمة ألقاها في اجتماع قادة اقتصاد الأبيك في فيتنام عام 2017 "بالتطلع إلى الامام، ستنفتح الصين على نحو أكبر وستحقق تنميتها المزيد من المنافع لباقي العالم،" مضيفا أن المعرض "سوف يساعد جميع الاطراف على تقاسم فرصة تنمية الصين بشكل أفضل".
وقال المراقب السياسي الأرجنتيني باتريسيو جيوستو "المعرض يرسل رسالة قوية من الصين في صالح التجارة الحرة والتعددية."
وقالت كريستين لاجارد المدير العام لصندوق النقد الدولي في اجتماعها مع شي خلال منتدى بوا في شهر أبريل إن انفتاح الصين" يضيف يقينا وأملا للعالم اليوم."