روما 24 أكتوبر 2018 / أضيف فصل جديد إلى التاريخ الطويل بين إيطاليا وروسيا يوم الأربعاء عندما اجتمع رئيس الوزراء جوزيبي كونتي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمرة الأولى حيث تعهدا بتعزيز العلاقات التجارية.
وسافر كونتي، الذي يبدأ في الأسبوع القادم الشهر الخامس له كرئيس للحكومة الإيطالية، سافر إلى موسكو للاجتماع مع بوتين ورئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف. ووجه كونتي الدعوة لبوتين لزيارة روما.
وتمحورت الزيارة بشكل رئيسي حول الاقتصاد. فقد بلغ إجمالي حجم التجارة بين البلدين 23.9 مليار دولار أمريكي في عام 2017، ولكن ذلك أقل من نصف حجم التجارة بين إيطاليا وروسيا في عام 2013 والذي بلغ 54.1 مليار دولار أمريكي، وذلك قبل قضية القرم.
فمنذ عام 2014، فرضت الدول الغربية بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مجموعة من العقوبات الاقتصادية على روسيا بسبب ضمها شبه جزيرة القرم، التي كانت في السابق جزءا من أوكرانيا، وما يتردد عن دورها في الصراع الدائر بجنوب البلاد.
ومنذ تنصيب حكومة كونتي في أول يونيو، كانت إيطاليا هي الصوت الرئيسي في الاتحاد الأوروبي المنادي برفع هذه العقوبات.
وقبل أسبوع، قام وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني بزيارته الخاصة لموسكو حيث وصف العقوبات الحالية بـ"الجنون".
وخلال زيارته، اتخذ كونتي وجهة نظر أكثر دقة وقال "بالنسبة لإيطاليا، العقوبات ليست النهاية وإنما أداة يجب التغلب عليها في أقرب وقت ممكن". ولم يفصح كونتي عما إذا كانت إيطاليا ستستخدم حق النقض (الفيتو) لمنع العقوبات، التي يجب تجديدها.
ومن جانبه، أشاد بوتين بالعلاقات بين البلدين. وذكر أن "علاقاتنا الاقتصادية ظلت قوية"، مضيفا أنه "رغم الأوقات الصعبة، إلا أن اتصالاتنا السياسية ظلت على مستوى عال".
وقال أندريا جيانوتي المؤرخ المتخصص في العلاقات بين إيطاليا وروسيا في كل من جامعة بيزا الإيطالية ومعهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية إن إيطاليا تجد نفسها في موقف صعب من موضوع العلاقات الروسية مع أوروبا.
وأوضح جيانوتي لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن "إيطاليا لديها بالفعل أولويتين"، مضيفا "أحدهما يكمن في الاتحاد الأوروبي والتحالف الأطلسي والآخر يكمن في علاقاتها التاريخية الطويلة مع روسيا".
وأشار جيانوتي إلى أن العلاقات بين الإقليميين تعود إلى القرن الـ13.
واستمرت الروابط القوية حتى العصر الحديث. حيث ذكر إليونورا تافورو، الباحث المتخصص في الشؤون الروسية بالمعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية، أن شركة صناعة السيارات الإيطالية "فيات" كانت من بين أوائل الشركات الكبرى التي بدأت الإنتاج في الاتحاد السوفيتي عندما فتحت مصنعا في تولياتي عام 1970.
وبدءا من تسعينات القرن الماضي، زار رئيسا الوزراء الإيطاليين سيلفيو برلسكوني وروماني برودي روسيا وأعطيا الأولوية للعلاقات بين البلدين.
ورغم العقوبات تحصل إيطاليا على نصف احتياجاتها من الطاقة تقريبا من مصادر روسية، حسبما ذكر تافورو في مقابلة أجريت معه.
وأشار تافورو إلى أنه "ليس من المستغرب أن تكون إيطاليا مناصرة لروسيا في الاتحاد الأوروبي"، مضيفا "فالعلاقات عميقة ومتنوعة للغاية، سواء من خلال الموسيقى الكلاسيكية أو الطاقة أو المصالح السياسية".