رئيس مجلس الدولة الصيني يحث على علاقات أكثر نضجاً واطرادا وتقدمية مع اليابان (4)

/مصدر: شينخوا/  2018:10:26.08:56

بكين 25 أكتوبر 2018 /حث رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ اليوم (الخميس) الصين واليابان على العمل معا لبناء علاقات ثنائية أكثر نضجا واطرادا وتقدمية.

جاءت تصريحات لي في كلمة ألقاها خلال حفل استقبال أقيم بمناسبة الذكرى الـ40 للتوقيع على معاهدة السلام والصداقة الصينية - اليابانية، وهو الحفل الذي حضره أيضا رئيس الوزراء الياباني الزائر شينزو آبي وأقيم بقاعة الشعب الكبرى في بكين.

وقال لي "مرت العلاقة الصينية - اليابانية بأوقات عصيبة خلال العقود الأربعة الماضية، لكن السلام والصداقة والتعاون شكلت التيار الرئيسي العام لتلك العلاقة."

وتابع لي "الجيل الأقدم من القادة في البلدين أظهر بصيرة عظيمة وقيّم الموقف بالشكل الصحيح منذ 40 عاما، فقام بالتوقيع على المعاهدة التي تعد معلما آخر في تاريخ العلاقات الثنائية عقب تطبيع العلاقات بين الصين واليابان في 1972."

وأضاف "رسخت المعاهدة اتجاها عاما للتعايش السلمي والصداقة الدائمة بين الصين واليابان في إطار قانوني، وأكدت كافة المبادئ التي نص عليها البيان الصيني - الياباني المشترك لعام 1972."

وتابع "لقد أرست الوثائق السياسية الأربع بين الصين واليابان، ومن بينها تلك المعاهدة، أساسا سياسيا وقانونيا للعلاقات الصينية - اليابانية وأصبحت تمثل المبادئ التوجيهية الأساسية للتنمية الصحية للعلاقات الثنائية يجب وضعها بقوة في الاعتبار."

ثم قال "في الذكرى الـ40 للتوقيع على المعاهدة، نحتاج إلى التمسك بالاتجاه العام للسلام والصداقة والتعاون، وإلى التوافق مع اتجاه العصر، حتى نشترك معا في بناء علاقات أكثر نضجا واطرادا وتقدمية بين الصين واليابان."

يذكر أن هذا العام يوافق أيضا الذكرى الـ40 لسياسة الإصلاح والانفتاح الصينية.

وأضاف لي "ستواصل الصين سياستها الخاصة بالإصلاح والانفتاح على نحو ثابت. انفتاح الصين واسع النطاق على العالم وفر مجالا أوسع للتعاون رفيع المستوى بين الصين واليابان."

ثم قال "نرحب بقيام اليابان بدور أكثر نشاطا في الجولة الجديدة من الإصلاح والانفتاح الصيني، ومواصلة التعاون متبادل النفع."

ومشيرا إلى أن الوضع الدولي والاقليمي شهد تغيرات معقدة وعميقة، قال لي إن العلاقات الصينية-اليابانية عادت إلى مسارها واكتسبت قوة دفع إيجابية، ما نتج عنه ليس فقط فرص تعاون كبيرة ولكن أيضا خلافات وتحديات.

وحث لي الجانبين على اتخاذ جهود ملموسة من أجل دفع العلاقات الثنائية إلى الأمام بشكل مستمر.

وأوضح لي "تحتاج الدولتان إلى فهم بعضهما البعض وتدعيم وضعهما الاستراتيجي بشكل صحيح. يتعين تنفيذ التوافق الخاص بان الصين واليابان شريكتان بدلا من تهديدين متبادلين بشكل أفضل ومن خلال اتخاذ إجراءات ملموسة."

وقال لي "تحتاج الدولتان إلى إدارة الخلافات والمشكلات بشكل بناء على أساس مبادئ الوثائق السياسية الأربع بين الصين واليابان وروح اتخاذ التاريخ كمرآة ومواجهة المستقبل."

وحث رئيس مجلس الدولة الصيني الجانبين على دفع التعاون البراجماتي قدما من خلال استغلال المميزات التكميلية وتشجيع الابتكار واستكشاف أسواق ثالثة لتحديث جودة وكفاءة التعاون.

وقال لي إنه يتم تشجيع اليابان على المشاركة في بناء الحزام والطريق، كما أكد على أهمية التبادلات الشعبية، خاصة بين الشباب.

كما حث على مزيد من التعاون الثقافي والرياضي والمحلي أملا في ترجمة الصداقة بين الشعبين الصيني والياباني إلى أساس اجتماعي للعلاقات الثنائية.

وواصفا الصين واليابان بأنهما دولتان آسيويتان مهمتان واقتصادان عالميان كبيران، قال لي انه يتعين على البلدين الحماية المشركة للسلام والتنمية والازدهار على المستوى الاقليمي والاسهام في ذلك، والتمسك بالتعددية والتجارة الحرة.

كما أعرب لي عن أمله في ان يظل الجانبان متمسكين بتطلعهما الأصلي في السعي نحو السلام والصداقة والتعاون من أجل مستقبل مشرق للعلاقات الثنائية.

وقال آبي إن المعاهدة أكدت على المبادئ المهمة الهادية لتنمية العلاقات الثنائية.

وقال "حققت الصين انجازات ملحوظة منذ بدء عملية الإصلاح والانفتاح، بينما اتخذت اليابان خطوات نحو الجانب الصيني."

وقائلا إن اليابان والصين لعبتا دورا لا غنى عنه في التقدم الاقتصادي العالمي، حث رئيس الوزراء الجانبين على الاسهام المشترك في التنمية المستمرة للتعاون الثنائي والسلام والازدهار على المستوى العالمي.

والتقط لي وآبي صورة جماعية مع بعض الأشخاص الذين شهدوا التوقيع على المعاهدة قبل 40 عاما وأسرهم، وزارا معرض صور بشأن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين واليابان.

وصل آبي إلى بكين بعد ظهر الخميس في زيارة رسمية لمدة 3 أيام. وتعد هذه أول زيارة رسمية لرئيس وزراء ياباني منذ سبع سنوات.