مقابلة: السفير الصيني: زيارة شي إلى اسبانيا تفتح فصلا جديدا في العلاقات الثنائية

مدريد 25 نوفمبر 2018 /قال السفير الصيني لدى اسبانيا ليوى فان إن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى اسبانيا ستفتح فصلا جديدا في العلاقات الثنائية وستحفز العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي وسط تصاعد النزعة الأحادية.

ومن المقرر أن يقوم شي بزيارة دولة إلى اسبانيا في الفترة ما بين 27 و29 نوفمبر، ما يمثل أهم حدث تشهده العلاقات الثنائية هذا العام.

وقال ليوى لوسائل الإعلام إن زيارة شي لاسبانيا، التي تعد أول زيارة دولة يقوم بها رئيس صيني إلى البلاد منذ 13 عاما، توافق الذكرى الـ45 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

ولفت إلى أن شي سيتبادل وجهات النظر مع القادة الاسبان من أجل زيادة تعزيز تطوير الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين واسبانيا، وتعزيز الربط بين استراتيجيات التنمية فى إطار مبادرة الحزام والطريق الصينية، وتدعيم التعاون الثنائي في مختلف المجالات.

وأضاف ليوى أن الجانبين سيجريان أيضا تبادلات إزاء عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وسيشهدان التوقيع على بعض اتفاقيات التعاون.

وأوضح أن التوافق المهم الذي سيتوصل إليه الجانبان سيحدد مسار التنمية المستقبلية للعلاقات الثنائية.

ونوّه السفير الصيني إلى أنه على خلفية تصاعد الأحادية والحمائية، تعد اسبانيا داعما فعّالا للعولمة والتعددية، كما أنها تشترك فى توافق واسع مع الصين بشأن الحفاظ على اقتصاد عالمي مفتوح، مضيفا أن زيارة شي المقبلة سترسل إشارة واضحة بأن الصين واسبانيا والاتحاد الأوروبي سيحافظون بكل حزم على التعددية ونظام تجارة حرة قائم على قواعد.

وستكون زيارة شي نقطة انطلاق جديدة نحو شراكة استراتيجية شاملة بين الجانبين من أجل فتح صفحة جديدة.

وفي معرض إشارته إلى أن الصين واسبانيا "لديهما اهتمام كبير بالتعاون في مجالات الفضاء والطب الحيوي وغيرهما"، قال ليوى إن قطار الشحن الذي يصل بين مركز ييوو الصيني للسلع الصغيرة والعاصمة الاسبانية مدريد، والذي تم تشغيله في نوفمبر 2014، أصبح جسرا مهما للارتباطية عبر القارة الأوراسية، كما يعد أيضا إنجازا مبكرا لبناء مبادرة الحزام والطريق.

وازدادت استثمارات الشركات الصينية بوتيرة سريعة فى اسبانيا خلال الأعوام الأخيرة، بمخزون بلغ أكثر من 2.3 مليار دولار أمريكي، حيث تغطي الاستثمارات قطاعات تشمل الطاقة والزراعة والمالية والخدمات اللوجستية والاتصالات والبنية التحتية.

ونما حجم التجارة الثنائية من 12 مليون دولار في بداية إقامة العلاقات الدبلوماسية ليصل إلى أكثر من 30.9 مليار دولار في عام 2017.

وتعتبر الصين حاليا أكبر شريك تجاري لاسبانيا خارج الاتحاد الأوروبي، في حين أن اسبانيا تعد سادس أكبر شريك تجاري للصين داخل الاتحاد الأوروبي.

وقال ليوى إن الصين تتوقع دخول مزيد من المنتجات الاسبانية عالية الجودة في سوقها المحلية، لافتا إلى أن الطرفين يمكنهما تعميق التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي، واتصالات الجيل الخامس، وتطوير المدن الذكية، والطاقة المتجددة، والطب الحيوي، وتكنولوجيا الفضاء.

ونوّه إلى أن المعرض الصيني الدولي الأول للواردات، والذي عُقد في شانغهاي في أوائل نوفمبر الجاري، يوفر لاسبانيا فرصة كبيرة لتوسيع صادراتها إلى الصين، معربا عن أمله في أن تتمكن الحكومة الاسبانية من وضع المعرض الصيني كمنصة لتعزيز استكشاف السوق الصينية والتكيُّف معها، وتعزيز الصادرات إلى الصين من المنتجات الزراعية والخدمات والتقنيات المتقدمة فضلا عن المنتجات ذات القيمة المضافة العالية.

ولفت السفير الصيني إلى أن زيارة شي ستعزز كذلك تعاونا أوثق وأكثر انخراطا بين البلدين في مجال التعليم.

وأدرجت الصين رسميا اللغة الاسبانية في مناهجها للمدارس الثانوية، وسوف تبذل اسبانيا أيضا جهودا لدمج اللغة الصينية في نظام التعليم الوطني الاسباني.

واختتم ليوى المقابلة بالقول: في ظل وجود مزيد من الأشخاص من الجانبين الذين يعرفون لغة وثقافة بعضهم البعض، سيتم تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين واسبانيا.