واشنطن 27 ديسمبر 2018 / استغل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارته المفاجئة إلى للعراق لتحقيق أهداف متعددة على عدة مستويات داخليا وخارجيا، بما في ذلك تأكيد نفوذه علي الجيش وتحقيق رصيد سياسي والالتزام بهزيمة تنظيم الدولة، وفقا لمراقبين.
وكانت زيارة ترامب إلى العراق يوم الأربعاء هي الأولى له إلى قوات أمريكية منتشرة في منطقة قتال منذ توليه الرئاسة في 2017.
ودرجت العادة أن يقوم رؤساء الولايات المتحدة بزيارة القوات في الخارج خلال الأعياد. وقد زار باراك أوباما وجورج بوش القوات العسكرية الأمريكية في العراق أو أفغانستان عدة مرات خلال فترتيهما.
وقال إليوت كوهين، أستاذ الدراسات الإستراتيجية في جامعة جونز هوبكنز، إن الرؤساء بحاجة إلى زيارة القوات لكي يظهروا للجنود بأنهم غير منسيين.
وقبل الزيارة، اُنتقد ترامب بشدة لعدم قيامه بزيارة القوات الأمريكية المتمركزة في مناطق القتال، ولاسيما تبريره لذلك بـ"جدول أعماله المزدحم بشكل لا يصدق" في مقابلة أجريت معه في نوفمبر.
وقال المراقبون إن الزيارة التي قام بها ترامب في عيد الميلاد إلى العراق قد تساعد إلى حد ما علي التخفيف من حدة هذه الانتقادات.
وفي ضوء القرار الذي اتخذه الرئيس مؤخرا بسحب القوات الأمريكية من سوريا بالرغم من اعتراض كبار مسؤولي الدفاع والجنرالات العسكريين، فإن هذه الزيارة قد تعمل أيضا علي إصلاح علاقته مع البنتاغون والجيش.
وأدى القرار إلى دفع وزير الدفاع جيم ماتيس إلى تقديم استقالته. ويحظى ماتيس باحترام كبير في الجيش وبين مسؤولي الدفاع والمشرعين.
وبعد فترة وجيزة، اختار ترامب نائب وزير الدفاع باتريك شاناهان رئيسا للبنتاغون بالوكالة، مما أجبر ماتيس علي التنحي قبل شهرين من الموعد المخطط سلفا.
وتقول تقارير إن الرئيس استغل زيارته لتأكيد نفوذه علي الجيش في لحظة مضطربة جدا في البنتاغون.
وقد تخدم هذه الزيارة، التي جاءت في خضم إغلاق جزئي للحكومة الفدرالية، مصلحة ترامب كتكتيك مُشتت. كما قالت صحيفة ((أتلانتيك)) في مقالة إنها أتاحت لترامب "فرصة للتصوير مع أفراد من الجيش، الأمر الذي يمكن أن يساعده سياسيا".
بيد أن المحلل السياسي الأمريكي الكبير دافيد غيرغن علق في تغريدة على تويتر قائلا:" كانت مفاجأة سارة أن الرئيس ترامب زار القوات في العراق، لكن زيارة واحدة لن تغير من الفوضى العامة في الأسابيع القليلة الماضية".
كما أدى إدعاء ترامب المتكرر بشأن الانتصار على تنظيم الدولة وقراره بسحب القوات الأمريكية من سوريا إلى تكهنات بشأن تعديل محتمل للوجود العسكري الأمريكي في العراق.
فعلى الرغم من إدعاء ترامب، لا يزال تنظيم الدولة نشطا على طول ضفاف نهر الفرات بالقرب من الحدود السورية-العراقية. وتقدر تقارير عدد عناصر التنظيم في العراق وسوريا بـ 30 ألفا.
وحذر تقرير أصدرته مجموعة الأزمات الدولية من أن المواجهة الكردية -التركية المحتملة عقب الانسحاب الأمريكي المفاجئ من سوريا قد تسمح للتنظيم المتطرف بالظهور مرة أخرى.
وخلال زيارته إلى العراق، أوضح ترامب للأصدقاء والأعداء في المنطقة إنه ليس لديه أي خطط لسحب حوالي 5200 جندي أمريكي من العراق، مبررا ذلك بأنه بلد يمكن أن يستخدمه "للقيام بشيء في سوريا".
وقال ترامب:"يمكننا استخدام هذا كقاعدة إذا أردنا أن نفعل شيئا في سوريا". وأضاف "إذا رأينا شيئا يحدث من قبل تنظيم الدولة ولا نحبه، يمكننا أن نضربهم بسرعة وبقوة".