واشنطن 3 يناير 2019 / رغم اتسام العامين الأولين من تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرئاسة بهيمنة الحزب الجمهوري على كل من البيت الأبيض والكونغرس، إلا أن هذا المشهد تغير يوم الخميس. فمع سيطرة الديمقراطيين الآن على مجلس النواب، يتوقع الخبراء والساسة عددا من التغييرات، بدءا من تزايد الحقد الحزبي وصولا إلى مزيد من إشراك الأقليات.
فقد شارك الناخبون الديمقراطيون بقوة في انتخابات التجديد النصفي التي جرت في نوفمبر الماضي وأحدثوا تغييرا في مجلس النواب، حيث فاز الديمقراطيون بـ40 مقعدا - وهو أكبر مكسب منذ عام 1974.
وأطلق يوم الخميس عهدا من كونغرس منقسم حيث أعيد انتخاب نانسي بيلوسي لمنصب رئيس مجلس النواب، بعد أن ظل الديمقراطيون لسنوات حزب الأقلية في مجلس النواب.
وفي كلمة ألقتها يوم الخميس، تعهدت بيلوسي بأن يكون مجلس النواب "للحزبين وشفاف وموحد" على الرغم من أن الخبراء يتوقعون أن ينقسم المشرعون بحدة على أسس حزبية.
-- معركة ممتدة
مع انقسام الكونغرس الآن، تجرى معركة حزبية ضارية في واشنطن. ويتوقع الخبراء حدوث شجار بلا رادع بين النواب الديمقراطيين والبيت الأبيض خلال العامين المقبلين.
ومن جانبه، قال داريل ويست الزميل البارز بمعهد بروكنغز لـ((شينخوا)) "إنها ستكون معركة بين مجلس النواب والبيت الأبيض خلال العامين المقبلين".
والحقيقة أن المعركة قد بدأت بالفعل، إذ أن هناك خلافا بين الديمقراطيين والبيت الأبيض حول أمن الحدود، الأمر الذي أدى إلى إغلاق جزئي للحكومة الفدرالية خلال الأسبوعين الماضيين.
ورغم أن الانقسام السياسي كان مريرا لعقد من الزمان، إلا أن الضغينة الحزبية ذهبت إلى أبعد من ذلك خلال العامين الماضيين حيث اتسعت الفجوة بين صفوف الناخبين الليبراليين والمحافظين، تغذيها الأيديولوجية والثقافة والمنافذ الإعلامية التي غالبا ما تكون حزبية.
ومع بدء اليوم الأول للكونغرس، كان أول عمل قام به الديمقراطيون هو إدخال عدد من التغييرات على القواعد، بما في ذلك بعض التغييرات في الإجراءات التي من شأنها أن تجعل من السهل زيادة الضرائب.
-- خلافات
ومن المتوقع أن يشرع الديمقراطيون في إجراء عدد من التحقيقات التي تطال البيت الأبيض، قال الخبراء إنها يمكن أن تكون مصدر إلهاء كبير في الوقت الذي يعمل فيه ترامب على دفع أجندته.
وفي الواقع، قالت بيلوسي في مقابلة مع صحيفة ((يو إس إيه توداي)) الأمريكية، نشرت في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن ترامب يمكنه الآن أن يتوقع "عالما مختلفا" عن العامين الماضيين. وقالت بيلوسي إنها ستطلق عددا من التحقيقات، بالإضافة إلى دعوة ترامب إلى الإعلان عن عوائده الضريبية.
وقالت بيلوسي متحدثة عن الكونجرس القادم "لقد اعتاد على العمل مع كونغرس جمهوري، بشقيه مجلس النواب ومجلس الشيوخ، حيث كان بمثابة ختم مطاطي بالنسبة له. ولن يكون هذا هو الحال بعد الآن".
وقالت وسائل الإعلام الأمريكية إن إحدى أولى أولويات الديمقراطيين ستكون محاولة التحقق من قوة البيت الأبيض والجمهوريين من خلال دفع مشروع قانون يقلل من دور الأموال الكبيرة.
وقال ويست "ستكون هناك جلسات استماع وتحقيقات في العديد من جوانب أجندة ترامب. وسيضطر مسؤولو الإدارة إلى الإدلاء بشهاداتهم حول أنشطتهم".
"هذا سيجعل من الصعب على الرئيس مواصلة بعض سياساته"، حسبما قال ويست في إشارة إلى العامين المقبلين.
كما يشك الخبراء في أن يتحقق تعاون كبير بين الحزبين، حيث أصبحت واشنطن منقسمة بشكل متزايد على أسس إيديولوجية.
وقال ويست "لن يكون هناك على الأرجح فرص كثيرة للتعاون في ظل الهوة الواسعة بين الحزبين. فالجميع يترقب انتخابات 2020 وسيرغب في مواجهة حزب المعارضة".
يأتي هذا في الوقت الذي يشاع فيه أن التحقيق الذي أجراه المحقق الخاص روبرت مولر، في احتمال تواطؤ حملة ترامب مع روسيا، قد انتهى.
وقال كريستوفر جالديري الأستاذ المساعد في كلية سانت أنسيلم لـ((شينخوا)) "هذا يعني الكثير من مذكرات الاستدعاء، والتحقيقات، وجلسات المراقبة"، في إشارة إلى البيئة السياسية التي يتوقعها الخبراء خلال العامين المقبلين.
وذكر جالديري "نتوقع أن تخرج العوائد الضريبية لترامب إلى العلن، بطريقة أو بأخرى".
ومن جانبه، حذر ترامب من أن أي تحقيقات تطال البيت الأبيض ستؤدي إلى "وضع يشبه الحرب" في واشنطن.