人民网 2019:01:18.09:13:18
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق إخباري : "عقرقوف".. موقع أثري يعاني الإهمال في بغداد

2019:01:18.08:29    حجم الخط    اطبع

بغداد 17 يناير 2019 / في الأطراف الغربية للعاصمة العراقية بغداد، تقف "زقورة عقرقوف" وحيدة منسية تعاني الإهمال منذ نحو عقدين رغم تعاقب الحكومات وبعدما كانت مقصد العراقيين والسياح الأجانب.

بُنيت مدينة عقرقوف في القرن الرابع عشر قبل الميلاد على يد ملك الكيشيين كوريكالزو الأول، الذي حكم بلاد بابل لأكثر من 400 سنة.

وترتفع زقورة عقرقوف، وهي واحدة من أقدم عشرة أبنية في العراق إلى نحو 171 قدما. إذ كانت تدرك قوافل المسافرين قربها من بغداد عند رؤيتها في العصور الماضية.

وقبيل الغزو الأمريكي في أبريل من العام 2003، كانت عقرقوف الجاثمة في بلدة ابوغريب الواقعة على بعد 25 كيلومترا غرب بغداد، مقصدا محببا لدى العائلات البغدادية في عطل نهاية الأسبوع.

لكن مع دخول القوات الأمريكية إلى بغداد، عمت الفوضى وطالت أعمال تخريب ونهب المواقع الأثرية والمتاحف، ولم تسلم عقرقوف من الأمر، حيث تم نهب وتخريب المتحف والمطعم الحديث وحتى مركز الزوار الذي كان يعرف المواطنين بالموقع.

وعلى مدار السنوات الأخيرة، عانى الموقع الأثري من إهمال الحكومات المتعاقبة، حسب نائب مدير الموقع جنان فاضل.

وقالت فاضل لوكالة أنباء ((شينخوا)) إنه "حتى نهاية التسعينات كانت وفود السياح من دول كألمانيا والسويد تقصد عقرقوف، لكننا لم نلمس أي اهتمام من الجهات المسؤولة منذ العام 2003".

ويثير هذا الإهمال الحسرة والألم في قلب مسن عراقي انحنى في باحة أحد المعابد المتاخمة للزقورة، ليزيح الغبار عن إحدى البلاطات ويكشف كتابة مسمارية بنيت في زمن الملك كوريكالزو، قربانا للاله آنليل، اله الهواء عند الكيشيين.

وقال الرجل، وهو يقرأ الختم الأثري "للأسف، أكوام النفايات وقناني البيرة الفارغة مكومة هنا وهناك في باحات المعابد، والكتابات على الجدران تعري سنين من الإهمال وتعكس حالة الفوضى التي يعيشها البلد".

وأضاف والحسرة والألم يعتصران قلبه "سلسلة من الاضطرابات عصفت بالعراق وأثرت سلبا على المجتمع العراقي ومستواه الثقافي".

وتابع "شباب بعمر الورود بلا دراية بأهمية المكان يكسرون ويخربون بدم بارد، ربما لا يحبون رؤية مكان جميل ومحافظ عليه".

وكمثال على الهندسة المعمارية المتقدمة في بلاد ما بين النهرين، بنيت الزقورة، التي تهيمن على الموقع الأثري، بالطابوق (الطوب) وطبقات من حصير القصب، بينما تمنح رزم القصب دعما لهيكل البناء.

ولقرون تحت رحمة تغيرات الطقس والأضرار البيئية وعقود من الإهمال وغياب خطط الصيانة، تآكلت الزقورة إلى درجة تقتضي تدخلا عاجلا لتفادي أضرار أكبر.

وبشكل عام فإن الموقع الأثري بحاجة ماسة إلى إعادة تأهيل وأعمال صيانة عاجلة.

وتقول فاضل "قمنا مرارا وتكرارا برفع مذكرات للجهات المختصة نبين حجم التدهور ونطالب بالتدخل لحماية وصيانة الموقع، لكن في كل مرة كان يأتي الرد بالاعتذار لنقص الموارد المالية".

ويرى العراقي علي المخزومي، وهو شاب مولع بالتاريخ والمواقع الأثرية، في عقرقوف "مثالا" على إهمال الاثار في العراق.

ويقول المخزومي، الذي نظم قبل ثلاث سنوات رحلات إلى المواقع الأثرية في العراق ضمن مبادرة تسمى "بالعطلة" لإحياء السياحة في بلاده وتذكير العراقيين بتاريخهم العريق، إن "المواقع الأثرية في العراق مهملة بشكل عام".

ويضيف "خذ عقرقوف على سبيل المثال، الموقع يفتقر لمركز زوار ومرافق صحية ومطاعم".

وتابع "فشلت الجهات المعنية بتوفير المرافق الضرورية في المواقع الأثرية في البلد".

ويعرب المخزومي عن حزنه لحال المواقع الأثرية في العراق، قائلا "بعد زيارات عديدة لمواقع أثرية في دول أخرى، يحزنني أن أرى حجم اللامبالاة من العراقيين تجاه أقدم حضارة في تاريخ البشرية".

وتعرضت الاثار العراقية للسرقة بعد الغزو الأمريكي في العام 2003، إذ تم نهب المتحف الوطني العراقي وسُرقت أكثر من 15 ألف قطعة أثرية وهُرب أغلبها إلى الخارج، بحسب مسؤولين عراقيين.

وتمكنت الحكومة العراقية من استعادة الاف القطع الأثرية المهربة من دول مختلفة.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×