مقالة : عمانيتان وبريطانية يقطعن 800 كلم مرورا بصحراء الربع الخالي في 29 يوما

مسقط 20 يناير 2019 / قطع ثلاث فتيات (عمانيتان وبريطانية) مسافة 800 كيلو متر مرورا بصحراء الربع الخالي سيرا على الأقدام، حيث انطلقن من منطقة حشمان بولاية صلالة، 1000 كلم جنوب العاصمة العمانية مسقط، ووصولا إلى ولاية عبري، والتى تبعد عن مسقط 300 كلم.

وكان المغامرات الثلاث قد انطلقن من صلالة في العشرين من ديسمبر الماضي ووصلن إلى نهاية المغامرة يوم الجمعة الماضي حيث استقبلهن عددا كبيرا من ابناء الولاية، وبعدها انتقلن إلى العاصمة مسقط حيث تم الاحتفال بنجاح مغامرتهن في كورنيش شاطيء القرم.

وضم فريق المغامرة النسائي كل من: أثير أحمد الصابري -حاصلة على دكتوراة طب الأسنان من جامعة العلوم والتكنولوجيا بالمملكة الأردنية الهاشمية و بيداء محمود الزدجالي حاصلة على درجة الماجستير في الهندسة من جامعة بريستول بالمملكة المتحدة البريطانية، وجايني مكفيل محامية بريطانية وخريجة جامعة أكستا.

وقال طارق الزدجالي، أحد مرافقي الفريق "هذه هي المرة الأولى التي يقطع فيها فريق نسائي صحراء الربع الخالي".

وأشار الزدجالي، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، إلى إن الرحلة تهدف إلى نشر رسالة الألفة والمحبة والتعاون بين الشعوب والثقافات والأجناس، وبين الشرق والغرب، ونبذ الاختلافات الثقافية، وتسليط الضوء على دور سلطنة عمان في نشر تلك الرسالة السمحاء، والتعرف على بعض العادات والتقاليد في عدد من الولايات المختلفة التي تمر بها المغامرة، كما تهدف إلى إبراز قدرة ومكانة وإمكانيات المرأة العمانية ودورها في تحدي الصعاب.

أما عن أما السبب في اختيار هذا المسار، فقال الزدجالي إن هذه الصحراء معروفة بطبيعتها الجغرافية والجيولوجية والمناخية الصعبة جدا، كما أنه من المعروف أنه لم يقطعها فريق نسائي من قبل و لذا تم اختيارها لتكون مغامرة صعبة وفريدة بل والأولى من نوعها.

وعن الترتيبات التي احتاجت لها المغامرة، قال الزدجالي "بدأت بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة وذلك لتوفير سبل الحماية اللازمة لهن، كما تم توفير الأجهزة المتطورة لتحديد المواقع والتي تعمل عن طريق الأقمار الصناعية وبدون إنترنت، حتى يظلن على تواصل مع فريق الدعم اللوجستي، كما قمن بقراءة خرائط المنطقة بشكل جيد، وذلك لمعرفة طبيعتها، كما تم اختيار نقاط التوقف وكذلك مسافة السير التي يحتجن إليها يوما".

وأردف الزدجالي قائلا "لقد حددت مسافة السير اليومية قبل بدء المغامرة بحوالي 18 إلى 20 كلم يوميا، وأن يكون السير من الساعة السادسة صباحا وحتى الخامسة مساء مع الاستراحة وقت الظهيرة لنحو ساعتين نظرا لارتفاع درجة الحرارة في هذا الوقت، وأن يتخللها أوقات قصيرة أخرى للاستراحة وقت الحاجة، ولكن ومن خلال واقع المغامرة بدأت بحوالي 18 - 20 كيلو مترا يوميا ومع تعود الجسم تطور الأمر لتصل في مرحلة متوسطة من من 20 إلى 25 كلم يوميا وفي الأيام الأخيرة من المغامرة وصلت من 25 إلى 30 كلم يوميا، ولذا فقد اختصرت المدة المتوقع للرحلة من 35 إلى 29 يوما فقط.

وأشار الزدجالي إلى أن الفريق المغامر رافقه فريق آخر مكون من 4 أشخاص آخرين وذلك للدعم اللوجستي والمتابعة والاسعافات الأولية والمؤن مع سيارتين مجهزتين وإن كان لا يرفقهن في الرحلة بمعنى السير معهن إذ أن رحلتهن في داخل الصحراء ولكن فريق الدعم كان يمر عبر الطرق الممهدة ويقابلهن في نقاط محددة على طول الطريق وهي النقاط التي يدعمهن فيها بالأغذية ويجهز لهن أماكن التخييم أو المبيت.

كما أشار إلى واحد من المواقف الطريفة وهو أن أحد المواطنين قابلهم خلال الأيام الأولى المغامرة فقر أخذ إجازة وتفرغ كمتطوع مع فريق الدعم اللوجستي وظل حتى النهاية.

وقالت بيداء الزدجالي في تصريحات خاصة لـ((شينخوا)) "كانت مغامرة صعبة مناخيا وجغرافيا، وكانت مساراتها أصعب إذ أن الربع الخالي واحدة من أصعب الصحاري في العالم، ولكن كان حافزنا القوى طوال الرحلة أننا اردن أن نؤكد على قدرة الفتاة العمانية وأنها تستطيع أن تتغلب على جميع الصعاب، وبالفعل صمدن حتى النهاية، بل وحققن المغامرة في وقت أقل من المتوقع".

وقالت أثير الصابري "كانت مهمة شاقة ومضنية، إلا أنني أستطيع أن أقول بأنني نسيت كل هذا التعب عند وصولنا خط النهاية".

وأضافت أثير لـ((شينخوا)) "هذه المغامرة ستظل عالقة في ذاكرتي ما حييت، وقد تعلمت منها الكثير مثل الصبر والتحمل والمثابرة ومواجهة الصعب وأنه مع التحلي بهذه الصفات لا يوجد مستحيل".