تحقيق إخباري: من اليانغتسي إلى المسيسيبي..الموسيقي تقرب أكثر بين الشعبين الصيني والأمريكي

شيكاغو 18 فبراير 2019 /استضاف غريغ جينكنز، الرئيس والمدير التنفيذي للغرفة التجارية والصناعية في موسكاتين، في ولاية أيوا الأمريكية بالغرب الأوسط الأمريكي، للمرة الثانية موسيقيين صينيين في منزله خلال عطلة رأس السنة القمرية الصينية هذا العام.

واعتادت عائلة جينكنز على استضافة الموسيقيين الصينيين سنويا في السنوات الأربع الماضية عند زيارتهم لهذه البلدة الصغيرة الواقعة على طول نهر المسيسيبي. وجاء هؤلاء إلى منزله هذا العام يوم الأربعاء. وقال جينكنز لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إننا نتمتع بصحبة بعضنا البعض. كلهم مختلفون، ولكن يبدو أنهم جميعا يحبون حقا ما يقومون به ويجيدونه".

وأصبح تقليدا شائعا وسط العائلات المحلية في موسكاتين أن تستضيف الموسيقيين الصينيين في منازلهم، لمقابلة أطفالهم وتناول وجبة الإفطار معا. وهذه "التجربة الأمريكية الفريدة" تترك في العادة انطباعا دائما كواقع حياتي في الولايات المتحدة، حسبما قال دان شتاين رئيس لجنة مبادرات موسكاتين-الصين.

وفي السنوات الثلاث الماضية قدم موسيقيون صينيون من بكين ومقاطعتي تشيجيانغ وشنشي للجمهور المحلي في موسكاتين الموسيقى والرقصات الشعبية الصينية. وفي هذا العام، احضروا أوبرا بكين وأجراس الرنين التي يعود عمرها إلى 2400 عام من مقاطعة هوبي بوسط الصين، والتي تقع علي الروافد الوسطي لنهر اليانغتسي.

وقال شتاين لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إنني مشجع كبير للصين وثقافتها". وقال إن موسكاتين، وهي بلدة صغيرة لا يتردد عليها الموسيقيون من المستوي الرفيع، سعدت بوصول الموسيقيين المحترفين من المدن الصينية الكبرى وذخيرتهم من الموسيقي.

وأضاف أن "التجربة كانت فريدة جدا كل عام".

ويرعى كلاد تشنغ حفل السنة الصينية الجديدة في موسكاتين منذ أربع سنوات. وقبل أكثر من خمس سنوات، جاء إلى هذه المدينة الأمريكية الصغيرة واستثمر في بعض العقارات، بما في ذلك مشروع الفندق الوحيد في البلدة.

وقال تشنغ إن السكان المحليين أصبحوا أكثر اهتماما بالثقافة الصينية بفضل الحفلات السنوية. وأطلق الرجل مركز الصداقة الصيني-الأمريكي في وسط مدينة موسكاتين، لتقديم دورات في الرقص والموسيقى واللغة الصينية لمئات الأطفال أسبوعيا.

وقال تشنغ إن البدء بالإطفال طريقة جيدة لتعريف الناس في الغرب الأوسط الأمريكي بالصين. وأضاف "إذا بدأنا بمعرفة بعضنا البعض فإن ذلك سيفيد الاتصال والتعاون بين البلدين".

وشاطره الرأي شتاين، قائلا "عندما يكون الأطفال صغارا أو في المدارس الثانوية أو في الجامعات، فإن ذلك هو الوقت الذي يبدأ فيه الشخص في تكوين رأيه عن العالم. إذا استطعنا الحصول علي تبادلات في ذلك الوقت وجعلهم يتعلمون شيئا شيئا عن البلدان المختلفة، فإن ذلك سيكون له تأثير كبير عليهم طول حياتهم".

وقال شتاين إن الصين تقدم تجربة مختلفة تماما من اللغة إلى الغذاء والثقافة. "الأطفال الذين نرسلهم إلى هناك، عندما يعودون يصبح لديهم رؤية جديدة تجاه العالم. يصبح لديهم رؤية أكثر عالمية. وهذا أمر مهم حقا، بل تجربة مغيرة للحياة".

واستقبلت الصين عدة مجموعات من طلاب المدارس الثانوية في موسكاتين، إما لحضور مهرجان الصين الدولي للجوقة أو المشاركة في برامج تبادلية في السنوات القليلة الماضية.

ولحظ شتاين التأثيرات المتزايدة لحفلات السنة الصينية الجديدة على المجتمع المحلي."نسمع المزيد من الناس يقولون أشياء مثل" أود أن أعمل معكم يا رفاق" و"أود أن أعرف المزيد عما تفعلونه ومعرفة أشياء أكثر عن الصين".

شاي كارتر تعمل مساعد إداري مبيعات في فندق ميريل بموسكاتين، الفندق الذي يملك تشنغ حصة به.

وقالت" أشاهد حفلات السنة الجديدة الصينية كل عام وأنا سعيدة جدا لأنهم يقدمون لنا هنا هذه الفرصة الرائعة".

وأخذت كارتر دورة دراسية في الخط الصيني."أنا حقا استمتع به. إنه يجعلني أشعر بالراحة". وتخطط للذهاب إلى الصين يوما ما مع صديقها "أنا أتطلع إلى ذلك. هناك الكثير من الأشياء الجيدة لرؤيتها".

وكان لو شيان غرونغ، رئيس الأوركسترا الوطنية الصينية لأجراس الرنين في هوبي، سعيدا بالاستجابة الحماسية للجمهور في موسكاتين. وقال "الموسيقى ليست لها حدود. من دواعي سرورنا أن نجلب المتعة للشعب الأمريكي".

وأعرب شتاين عن أمله في أن يأتي المزيد من الصينيين إلى موسكاتين. "في موسكاتين نشعر بأننا لدينها أواصر خاصة مع الشعب الصيني".

وقال شتاين "عندما يلتقي الناس العاديين، ذلك يكون دائما تجربة رائعة. في أي وقت يمكننا أن نفهم بعضنا البعض ونتعلم شيئا عن الجانب الآخر، يصبح كل شئ أسهل".