人民网 2019:02:20.09:04:20
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق إخباري: شاب سوري يزرع الأمل في نفوس بعض مواطنيه الذين بترت أكفهم بسبب الحرب

2019:02:20.08:23    حجم الخط    اطبع

حماة ـ سوريا 19 فبراير 2019 /لم يستطع الشاب أحمد عمر البالغ من العمر 27 عاما أن يخفي دموعه التي انهمرت من عينيه لحظة تركيب الكف الصناعي في يده المبتورة منذ سنتين، والذي صنعه الشاب السوري علي باكير، وتمكن من خلاله مسك أشياء بيده التي بترت خلال مشاركته بإحدى المعارك في ريف حماة (وسط سوريا).

وقال الشاب أحمد، الذي جاء من قرية قمحانة بريف حماة إلى قرية الربيعة حيث يقطن الشاب علي باكير 22 عاما في منزله هناك، "لقد شعرت بالسعادة عندما لبست هذا الكف الاصطناعي الذي صممه الشاب علي، وتمكنت من التقاط أشياء به، بعد ان ظننت أن يدي هذه ستبقى عاطلة عن العمل بسبب بترها".

وتابع "جئت وكلي أمل أن احصل علي كف اصطناعي بعد ان تعرضت لإصابة برصاص رشاش اسفرت عن بتر يدي اليمنى من المعصم، وعاد لي الامل، بعد أن ركبت هذا الكف الاصطناعي الذي يتميز بعدة مميزات، ومنها سهولة التعامل معه ، ووزنه الخفيف، وآلية عمله التي تساعدنا في التقاط بعض الأشياء بسهولة".

وأشار أحمد إلى أن أصحاب العمل لا يقبلون تشغليه بسبب يديه المبتورة، التي لا تساعده بالقيام بأي عمل، معربا عن أمله في ان يحصل على فرصة عمل مناسبة بعد أن يركب الكف الاصطناعي.

وخلال تواجد مراسلي وكالة أنباء (شينخوا) في قرية الربيعة التي تبعد عن مدينة حماة حوالي 15 كيلو مترا تقريبا (جنوب غرب) اجتمع عدد من المصابين من الجيش السوري الذين بترت أيديهم من المعصم، في منزل الشاب علي الذي مازال يدرس في جامعة (تشرين) باللاذقية اختصاص الهندسة الطبية، كي يحصلوا على الكف الاصطناعي الذي ظل عامين تقريبا يطور به حتى وصل إلى الشكل الحالي وبات جاهزا للاستعمال من قبل المصابين.

وبدوره، أكد مياس منصور، وهو ضابط سوري، أصيب من خلال انفجار سيارة مفخخة بحي عياش بمحافظة دير الزور (شمال سوريا) أسفرت عن اصابته بيده وبتر الكف من المعصم، أن الكف الالكتروني الذي قدم له من الحكومة السورية متعب ويحتاج إلى شخص اخر ان يساعده في لبسه، لافتا إلى أن الكف الاصطناعي الذي صممه الشاب علي مريح وسهل التعامل معه.

وقال مياس الذي لبس الكف الاصطناعي، وأثناء تجريبه، قال لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق إن "الكف الاصطناعي الذي صممه علي مريح جدا في لبسه، ووزنه خفيف ويستطيع الانسان المصاب ان يتعامل معه بسهوله دون الحاجة إلى شخص آخر"، مشيرا إلى أن الكف الاصطناعي يشبه إلى حد كبير اليد الطبيعية، ويستطيع الشخص من خلاله التقاط الأشياء".

وأضاف من خلال تركيب هذا الكف الاصطناعي يمكنني أن اقود سيارة وان التقط كأس ماء وان التقط قلم وان اتناول الطعام أيضا"، مشيرا إلى ان الكف الالكتروني" لم اكن استطيع ان احمل أي شيء به، سوا انه منظر فقط".

وعبر الشاب مازن ميهوب 32 عاما عن سعادته، أثناء تجريبه للكف الاصطناعي، مبينا أن هذا الكف سيعيد له الامل بالعمل من جديد ، بعد سنتين من الإصابة.

وقال ميهوب الذي بترت يديه من الساعد بانفجار عبوة ناسفة، خلال مشاركته بالمعارك في محافظة درعا (جنوب سوريا) إن " سعادته لا توصف عندما جرب الكف الاصطناعي الذي صممه الشاب علي، وتمكن لأول مرة منذ سنتين من التقاط كأس ماء به" ، مشيرا إلى أن هذا الكف مريح، وتكلفته المادية قليلة قياسا للكفوف الالكترونية التي تأتي من الخارج.

وأضاف إن "تكلفة الكف الاصطناعي هو مائة الف ليرة سورية أي ما يعادل (200 دولار أمريكي)، اما الكف الالكتروني فسعره حوالي 3 مليون ليرة سورية أي (6 الاف دولار امريكي)"، مبينا أن هذا الكف مكفول، وخفيف الوزن.

وخلال السنوات الثماني الماضية أصيب الالاف من السوريين المدنيين والعسكريين بجروح بسبب سقوط قذائف الهاون والصاروخية على الاحياء السكنية في عموم المحافظات التي كان يطلقها مقاتلو المعارضة المسلحة.

وقال علي باكير لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق "منذ الصغير كان عندي هواية تصنيع أشياء الكترونية، وبعد ان دخلت كلية الهندسة الطبية فكرت بمشاركة احد معارض التي تقيمها الجامعة"، مضيفا أن فكرة تصنيع الكف الاصطناعي جاء نتيجة وجود عدد كبير من الإصابات في سوريا بسبب الحرب التي اندلعت في البلاد وتعرضهم لعمليات بتر في اليد، إضافة لارتفاع تكاليف شراء تلك الأطراف من قبل المصابين، لهذا ركزت على الأطراف العلوية وقررت تصنيع كف الاصطناعي"، مشيرا إلى أنه في المستقبل سيعمل على تطوير هذه الأطراف لتصبح يد كاملة اصطناعية، وليس كف فقط.

وأضاف علي يقول "من خلال اطلاعي على الأطراف الموجودة في البلد، والميزات الموجودة فيها قررت ان أقدم شيء مختلف فيها مميزات افضل ويكون المنتج المحلي الصنع مميز وفيه تقنيات مختلفة تلب حاجة المصاب"، مؤكدا أن ما يميز هذا المنتج هو سهولة تركيبة، إذا ان الجريح يستطيع ان يركبه لوحده ، إضافة لوزنه الخفيف اذ ان وزنه لا يتجاوز الـ 450 غراما فهو خفيف قياسا لباقي الأجهزة الأخرى، مؤكدا أن هذا الشيء يشعر المصاب بارتياح أيضا.

وتابع يقول "في البداية كان مشروع طالب جامعي ولكن مع مضي الوقت وارتفاع عدد المصابين المبتروين اليد، كان لابد من العمل على تطوير المشروع ليصبح حقيقة، والان يوجد حوالي 300 شخص يرغبون بتركيب كف اصطناعي"، مشيرا إلى أنه يعمل الان بمفرده في البيت وليس في مختبر، ويستطيع أن ينتج كل يومين كف اصطناعي.

وبين أنه يقوم بشراء القفاز الخارجي من الصين عبر وسائط ، بكلفة 100 دولار وهو يقوم بتصنيع الباقي ، الحساس الذي يركب على عضلة اليد ، والساعد المصنع من مادة السيلكون ، مشيرا إلى أنه سيقوم خلال هذا الشهر بتركيب عدة كفوف اصطناعية ، مؤكدا أن اول كف اصطناعية تم تركيبها لفتاة من اللاذقية أصيبت بشظية قذيفة هاون في مدينة جرمانا بريف دمشق الشرقي.

وقال علي "اشعر بسعادة غامرة عندما أرى اناس يركبون كفوف اصطناعية، وبالتالي تمكنت من إعادة زرع البسمة على شفاه هؤلاء المصابين مبتوري اليد، وما نقدمه لا يساوي ما قدموه خلال الحرب".

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×