مقابلة: خبير: الصين تلعب "دورا رائدا" في تنمية الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة

لندن 26 فبراير 2019 / قال خبير بارز هنا إن الصين بدأت تلعب دورا "رائدا" في التنمية في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، فيما تتحول من اقتصاد كثيف العمالة إلى اقتصاد أكثر مراعاة للبيئة وأكثر ابتكارا.

وذكر يي كه قوه، أستاذ علوم الحوسبة في إمبريال كوليدج لندن والمدير المؤسس لمعهد علوم البيانات بالكلية، أن الاقتصاد الصيني خلال العقد الماضي كان في مرحلة انتقال من نمو سريع إلى نمو عالي الجودة.

وقال قوه في مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة ((شينخوا)) إن الصين التي تعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم تسعي حاليا لتطوير صناعات جديدة مثل صناعة الإنترنت والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة.

وأضاف أنها تتحول من الاعتماد الشديد على الصناعات كثيفة العمالة مثل الصناعة التحويلية إلى صناعات أكثر كثافة من ناحية المعرفة.

ونوه الباحث إلى أن "النمو السريع في الصناعات الناشئة بالصين يظهر أن اقتصادها بأكمله قد تطور من مرحلة متابعة الاقتصادات الغربية إلى مرحلة بدأ يقوم فيها بدور ريادي".

وتابع: "إلى حد ما، أخذت الصين زمام القيادة في العديد من القطاعات، وخاصة في قطاع الذكاء الاصطناعي والبيانات الكبيرة، الذي احتلت فيه الصين المرتبة الأولى في الاستثمار، أكثر بكثير من أمريكا وأوروبا".

وأضاف أن الصناعات الناشئة أدت أيضا إلى تغييرات هيكلية اجتماعية هائلة ، مشيرا إلى "تغييرات كبيرة في الصين في نظام الدفع والنظام المالي وما شابه ذلك بقوة الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة".

ولكنه أكد أن اضطلاع الصين بزمام القيادة في هذه القطاعات يعني أنها تتقاسم المسؤولية لضمان أن تساعد هذه التقنيات الجديدة على تحقيق حياة أفضل للبشر وتجنب أضرارها.

وقال الخبير إن "كل تقنية لها جانبان، يمكن أن تفيد البشر، ويمكن أن تضر أيضا. والصين تتحمل مسؤولية شرح كيف يمكن أن تؤثر هذه التكنولوجيات الجديدة على مجتمعنا وعلي الحياة الأخلاقيه للبشر".

وأوضح: "على سبيل المثال، أخذنا زمام القيادة في أنظمة الجيل الخامس الآن، لكن الناس بحاجة إلى معرفة كيف تؤثر هذه التكنولوجيا علي صحتهم وحياتهم اليومية والتنمية في المستقبل، والأهم من ذلك، ما هي التعديلات التي نحتاج إليها لتجنب آثارها السلبية".

وفي سياق حديثه عن التطور المستقبلي لهذه التقنيات الجديدة، قال قوه إن جميع التقنيات الجديدة يجب أن تهدف إلى تأمين حياة أفضل للبشر ومجتمع أفضل وأكثر انسجاما مع الحد من استهلاك الموارد الطبيعية.

"عند تطوير هذه التقنيات الجديدة، يتعين علي الحكومات أن تتعامل بمنظور طويل الأجل للتأكد من أن البشر يمكن أن يعيشوا حياة سعيدة في مجتمع أكثر انصافا وكفاءة يتعايش مع الطبيعة بانسجام"، وفقا لقوله.