السويداء، سوريا 25 مارس 2019 / ردا على التعدي الجائر الذي لحق بالمساحات الخضراء والغابات الطبيعية الموجودة في عدد من المناطق بمحافظة السويداء في جنوب سوريا قامت فعاليات أهلية ومجتمعية بإطلاق حملة لغرس مليون شجرة في تلك المناطق التي تعرضت للقطع خلال السنوات الماضية من عمر الأزمة السورية بسبب ندرة وجود وقود التدفئة، وإعادة الالق لهذه الغابات .
وأطلق المنظمون لهذه الحملة التي لاقت تشجيعا كبيرا لدى الأوساط الاجتماعية ، اسم ( غرسة أمل ) بهدف إعادة الألق لتلك المساحات التي كانت تشكل متنفسا لمعظم الأهالي في تلك المنطقة.
ووصف عدد من المشاركين هذه الحملة بأنها الأولى من نوعها في سوريا، تهدف لغرس مليون شجرة في السويداء، مؤكدين أن هذا العمل هو رد على المخربين الذين يريدون تشويه البلد وتحويله إلى صحراء .
وقالت ريم المجتهد مديرة مؤسسة " كرامة للتنمية الاجتماعية" التي أطلقت الحملة لوكالة أنباء ( شينخوا ) بدمشق إن " الحملة انطلقت الأسبوع الماضي وتم غرس نحو 20 الف شجرة في منطقة سد العين جنوب مدينة السويداء في جو من الفرح والتفاؤل بعودة هذه المساحة إلى ما كانت عليه مغطاة بالأشجار الكثيفة "، مشيرة إلى أن الحملة مستمرة بعدة أماكن في محافظة السويداء.
وأكدت ريم أن المؤسسة قدمت بالإضافة للغرس أيضا المعدات الزراعية اللازمة للعمل وغرس الأشجار بالوقت المحدد ، مشيرة إلى أن المشاركين يعملون بكل جد ونشاط وبشكل تطوعي من قبل فعاليات شبابية ومجتمع مدني وأهالي بهدف تكريس فكرة المحافظة على البيئة والغطاء النباتي .
وانتشر المئات من الشبان والشابات في مساحة كبيرة من الأرض الوعرة نسبيا ، وبدأوا بالحفر وغرس الأشجار.
ومن جانبه أكد رائد السعدي وهو أحد الناشطين في حملة التشجير في محافظة السويداء لوكالة أنباء ( شينخوا) بدمشق أن الهدف من وراء حملات التشجير التي تشهدها المحافظة من قبل فعاليات المجتمع الأهلي هي إعادة البساط الأخضر الذي تعرض للقطع الجائر من قبل المخربين وتجار الأزمات خلال السنوات الماضية من عمر الأزمة السورية .
وقال السعدي ، الذي أسس مجموعة تضم عددا من الشبان إنهم " شاركوا بحملة المليون شجرة التي تعمل الأن لغرس الأشجار"، مؤكدا أنهم غرسوا خلال السنتين الماضيتين ما يقارب 25 الف غرسة في عدة أماكن ، عاش منها حوالي 9000 شجرة .
وبين أن مجموعته تقوم بمتابعة مستمرة لمراقبة الغرس والقيام بحملات سقي لها في الصيف ، مؤكدا أنهم مستمرون في العمل التطوعي حتى يتم تكريسه كثقافة في المجتمع .
وحملة المليون شجرة تشارك فيها جهات أيضا جهات حكومية مع المجتمع الأهلي، ومؤسسة "كرامة للتنمية الاجتماعية"، بهدف إعادة تشجير المناطق التي تعرضت للتحطيب الجائر، والتي تقدر مديرية زراعة السويداء مساحتها بنحو 600 هكتار، من أصل نحو 8 آلاف هكتار، منذ بداية الأزمة في البلاد، حسب ما يقول رئيس دائرة الحراج في السويداء، أنس أبو فخر، الذي يشير إلى أن وتيرة الاعتداء على الغابات تراجعت، وإن كانت لا تزال مستمرة.
وقال أبو فخر إن المديرية تشجع مبادرات التشجير "لأنها الرد الحضاري على التعديات ، كما أنها تزيد من التواصل بين المجتمع ومؤسسات الدولة"، ووصف أبو فخر الحملة الراهنة التي تهدف إلى غرس مليون شجرة بأنها أضخم حملة وأكثرها تنظيما، وتجري بالتنسيق مع مؤسسة كرامة للتنمية الاجتماعية، إذ تقوم دائرة "الحراج" بتهيئة الأرض، وتأمين الغرس مجانا.
وبدوره اعتبر مهند أبو لطيف طالب بكلية العلوم بجامعة دمشق ان العمل التطوعي هو شيء جميل بحياة الشعوب ، مؤكدا أن المكان الذي يتم غرس الأشجار به كان يسمى غابة سد العين، ولكن بسبب التعدي الجائر عليه أصبح أرض بلا شجر.
وتعرضت الغابات الطبيعية في محافظة السويداء خلال السنوات الأربع الماضية إلى القطع الجائر لها، بسبب الظروف المناخية الصعبة التي تشهدها محافظة السويداء، وندرة وجود وقود التدفئة اللازمة، ما شجع بعض النفوس الضعيفة لقطع الأشجار بقوة السلاح، وبيعها للمواطنين كحطب للتدفئة .