سفير: العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي على أعتاب "ربيع دافئ" آخر

بروكسل 7 إبريل 2019 /بعد وقت قصير من زيارة الدولة الناجحة التي قطعها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى إيطاليا وموناكو وفرنسا، يستعد رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ للقيام بزيارة أخرى إلى أوروبا في الفترة من 8 إلى 12 إبريل.

وقبل زيارة لي، التي ستأخذه إلى بروكسل للمشاركة في الاجتماع الـ21 لقادة الصين والاتحاد الأوروبي وكرواتيا في زيارة رسمية واجتماع القادة الـ8 للصين ودول أوروبا الوسطي والشرقية، توقع مبعوث الصين لدى الاتحاد الأوروبي "ربيعا دافئا" آخر لتنمية العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي.

وقال السفير تشانغ مينغ، رئيس البعثة الصينية لدى الاتحاد الأوروبي، إن العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي تتسم بالعديد من الخصائص.

أولا، تتوطد الثقة المتبادلة الاستراتيجية بشكل مستمر بين الجانبين.

وأكد تشانغ أن الرئيس شي اختار أوروبا لتكون آخر جولة خارجية له في العام الماضي وأول زيارة له هذا العام، مضيفا أنه خلال زيارة شي الأخيرة إلى فرنسا، عقد زعماء الصين وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي اجتماعا خاصا في باريس، وبعثوا بإشارة واضحة إلى العالم بشأن تعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة وتعميق التعاون الاستراتيجي بين الصين والاتحاد الأوروبي.

ثانيا، هناك مصالح مشتركة متنامية بين الصين والاتحاد الأوروبي، إذ يعتبر الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري للصين لمدة 15 عاما متتالية، وأصبحت الصين الآن ثاني أكبر شريك تجاري للاتحاد الأوروبي.

وفي 2018، تجاوزت التجارة بين الصين والاتحاد الأوروبي 682 مليار دولار أمريكي وسجلت رقما قياسيا جديدا، وهو ما يعني أن حجم التجارة بين الجانبين يتجاوز مليون دولار كل دقيقة في المتوسط.

وفي الشهر الماضي، اعتمد المجلس التشريعي الوطني الصيني قانونا للاستثمار الأجنبي. وقال تشانغ إن القانون يعد معلما آخر في الإصلاح والانفتاح في الصين، الأمر الذي سيسهم بشكل كبير في تحرير وتسهيل الاستثمار بين الصين والاتحاد الأوروبي وخلق فرص أكبر للتعاون المستقبلي بين الجانبين.

ثالثا، التعاون الثنائي في إطار مبادرة الحزام والطريق تعزز وحقق نتائج ملموسة، وفقا لتشانغ.

وفي العام الماضي، أصدر الاتحاد الأوروبي استراتيجية لتحسين الربط بين أوربا وآسيا اعترفت بالصين بوضوح كشريك هام للاتحاد الأوروبي.

وفي الآونة الأخيرة، وقعت إيطاليا ولوكسمبورغ مذكرة تفاهم على التوالي بشأن مبادرة الحزام والطريق مع الصين، وبذلك وصل عدد الوثائق المماثلة--بين الحكومات أو الإدارات الحكومية--إلى 22 وثيقة في أوروبا.

رابعا، أشار تشانغ إلى أن الأهمية العالمية للعلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي أصبحت أكثر بروزا، مضيفا أن الجانبين توصلا إلى توافق من 10 نقاط في الحوار الاستراتيجي رفيع المستوى الذي اختتم بين الصين والاتحاد الأوروبي في مارس، بما في ذلك دعم تعددية الأطراف وبناء اقتصاد عالمي مفتوح.

وتقوم الصين والاتحاد الأوروبي بتعزيز التنسيق والتعاون في إطار منظومة الأمم المتحدة وإفساح المجال كاملا للدور البناء للآليات العالمية والإقليمية متعددة الأطراف، بما في ذلك منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد والبنك الدوليين وغيرها، وفقا لما ذكر تشانغ.

كما تدعم الصين والاتحاد الأوروبي حل النزاعات الدولية بالوسائل السياسية والتصدى المشترك للتغيرات المناخية وتعزيز التنمية المستدامة.

وقال إن زيارة لي القادمة إلى بروكسل ستقود العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي إلى "لحظة بارزة" أخرى، حيث سيقوم خلالها قادة الجانبين بإجراء تبادلات متعمقة للآراء حول العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي والقضايا الدولية والإقليمية الرئيسية ذات الاهتمام المشترك.

وأضاف تشانغ أنه يعتقد أن هذا الاجتماع سيعطي دفعة جديدة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والاتحاد الأوروبي، ويرفع الحوار والتعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات إلى مستوى جديد، فضلا عن أنه سيحسن الاستقرار والطبيعة الاستراتيجية والمنفعة المتبادلة للعلاقات الثنائية.

وقال إن"العلاقات بين الصين والاتحاد الأوروبي مملوءة بالدفء وستجلب دفئها إلى العالم في 2019".