ستنعقد الدورة الثانية من منتدى "الحزام والطريق" للتعاون الدولي في بكين في الفترة من 25 إلى 27 إبريل، وسيقوم ما يقرب من 5000 ضيف أجنبي من أكثر من 150 دولة وأكثر من 90 منظمة دولية بتبادل وجهات النظر ومناقشة التعاون تحت شعار " البناء المشترك للحزام والطريق وفتح مستقبل مشرق"، لتحقيق التنمية عالية الجودة في إطار مبادرة الحزام والطريق.
التزمت مبادرة "الحزام والطريق" منذ ست سنوات، بمبدأ التشاور والتشارك في البناء والمنفعة المتبادلة، واتخذت روح طريق الحرير المتمثل في السلام والتعاون، والانفتاح والشمولية، والتعلم والمنافع المتبادلة كبوصلة ارشاد، وعملت على خلق رابطة المصلحة المشتركة ورابطة المسؤولية المشتركة ورابطة المصير المشترك كأهداف للتعاون. حيث أظهرت تأثيرها الدولي القوي وإثارتها الأخلاقية وجاذبيتها التعاونية للجمع بين قوى البلدان المشاركة فيها وفتحت صفحة جديدة في عملية التطور العالمي. كما تدعم وتشارك بنشاط 126 دولة و29 منظمة دولية في بناء الحزام والطريق، وتم إدراج مفاهيم واقتراحات التعاون للمبادرة في وثائق النتائج للآليات الدولية الهامة مثل الأمم المتحدة ومجموعة العشرين وأبيك ومنظمة شانغهاي للتعاون وغيرها من المنظمات الدولية الأخرى.
وحققت المبادرة تعمقا مستمرا على مستوى التبادلات السياسية منذ ست سنوات، حيث التحمت مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي طرحته روسيا، والبرنامج الاقتصادي "نورلي جول" الذي اقترحته كازاخستان، وبرنامج المركز الاقتصادي الشمالي الذي قدمته المملكة المتحدة، وغيرها من السياسات الاقتصادية الأخرى. كما حققت المبادرة تقوية ترابط المرافق، حيث وصلت قطارات الشحن بين الصين وأوروبا إلى 50 مدينة في 15 دولة، وتتقدم مشاريع السكك الحديدية الصين-لاوس، السكك الحديدية الصين-تايلاند، السكك الحديدية فائقة السرعة جاكرتا – باندونغ، السكك الحديدية بلغراد-بودابست وغيرها من المشاريع الأخرى إلى الأمام بخطوات متزنة، وفتحت الموانئ الصينية خطوط الملاحة مع أكثر من 600 ميناء من أكثر من 200 دولة ومنطقة. وساعدت المبادرة في تسهيل التجارة، حيث تجاوز إجمالي حجم التجارة بين الصين والبلدان الواقعة على طول الحزام والطريق 6 تريليونات دولار أمريكي، وخلق 82 مجمعا صناعيا تم انشائه بشكل مشترك من قبل الصين والبلدان على طول الحزام والطريق ما يقرب من 300 ألف فرصة عمل. وعززت المبادرة توسيع عمليات التمويل، حيث تم انشاء البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، وتم ضخ 100 مليار يوان اضافي لصندوق طريق الحرير، وتم تشغيل مركز بناء القدرات المشتركة بين الصين وصندوق النقد الدولي. وساعدت المبادرة في دفع التبادلات بين الشعوب، حيث تم انشاء مشروع "طريق الحرير" للمنح الدراسية الحكومية، وإقامة فعاليات عام الثقافة والمهرجانات الفنية وحوارات مراكز الأبحاث وغيرها من الأنشطة الثقافة. وتظهر النتائج المثمرة التي جلبتها مبادرة الحزام والطريق أن المبادرة تتبع قانون التنمية وتتماشى مع مصالح شعوب جميع البلدان، وهو ما يجعلها تتمتع بآفاق واسعة.
تحرص الصين على التعاون مع الشركاء الدوليين لجعل "الحزام والطريق" طريقا سلميا ومزدهرا ومنفتحا وأخضرا ومبتكرا وحضاريا. حيث تعمل على تعزيز التعاون والفوز المشترك وبناء العلاقات على أساس الحوار والشراكة بدلا من عدم المواجهة والانحياز لجعل الحزام والطريق طريقا سلميا. كما تركز بشكل رئيسي على التنمية وتعزيز التكامل الاقتصادي والترابط التنموي وتقاسم النتائج لجعل الحزام والطريق طريقا مزدهرا. وتعمل على بناء منصة تعاون مفتوحة لتعزيز التدفق المنظم لعوامل الإنتاج والتوزيع الفعال للموارد والتكامل العميق للسوق لجعل الحزام والطريق طريقا منفتحا. وتسعي الصين لتعزيز التعاون البيئي لبناء الحضارة البيئية وتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لعام 2030 لجعل الحزام والطريق طريقا أخضر. كما تعمل الصين على تعزيز التنمية المدفوعة بالابتكار وتحسين بيئة الابتكار وجمع الموارد المبتكرة لجعل الحزام والطريق طريقا مبتكرا. وتعمل على تعميق التبادلات الإنسانية متعددة المستويات وتعزيز التفاهم المتبادل والاحترام المتبادل والثقة المتبادلة بين البلدان لجعل الحزام والطريق طريقا حضاريا.
لقد تم تحويل مبادرة الحزام والطريق من رؤيةٍ إلى حقيقة وتم إكمال التخطيط الشامل لبنائها، وستتقدم إلى مرحلة التنمية الأكثر استدامة ونضجا. وتحرص الصين على تحقيق التنمية عالية الجودة في بناء الحزام والطريق على أساس الحفاظ على زخم التنمية الصحية ليستفيد منها الشعوب من جميع البلدان ويجعلها تدخل مستقبلا أكثر إشراقا.