تقرير إخباري: مصر تعلن عن اكتشاف مقبرة مزدوجة بمنطقة الأهرامات ترجع لعصر الأسرة الخامسة

الجيزة، مصر 4 مايو 2019 / أعلنت وزارة الآثار المصرية اليوم (السبت) اكتشاف مقبرة مزدوجة بمنطقة الأهرامات يرجع تاريخها لعصر الأسرة الخامسة.

وقال وزير الآثار المصري الدكتور خالد العناني إن بعثة الآثار المصرية نجحت فى الكشف عن مقبرة مزدوجة لشخصين بمنطقة الأهرامات يرجع تاريخها لـ "بداية النصف الأول من الأسرة الخامسة" وأعيد استخدامها فى عصر الأسرة الـ26.

وتشكل الأسرة الخامسة مع الأسرة المصرية الثالثة والرابعة والسادسة الدولة المصرية القديمة، واستمر حكم الأسرة الخامسة من عام 2494 قبل الميلاد إلى 2345 قبل الميلاد.

وأضاف العناني أن الاكتشاف الجديد وغير المسبوق يمثل إضافة قوية لحزمة الاكتشافات الآثرية التي أعلن عنها في الفترة الأخيرة، والتي تحظى باهتمام عالمي كبير.

من جانبه، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر الدكتور مصطفى وزيري، إن أهم ما يميز هذا الكشف أنه يقع فى منطقة آثار الهرم عن طريق البعثة المصرية.

وأضاف وزيري أن الجبانة المكتشفة تقع في الجزء الجنوبي الشرقي لمنطقة آثار الهرم، ويطلق على تلك المنطقة جبانة تاري "نسبة لشخص يدعى ثوري أو ثيري، صاحب أشهر مقبرة يعثر عليها في ذلك الجزء من جبانة الجيزة".

وأوضح أن تم بدأ الحفائر فى أغسطس 2018، مشيرا إلى رفع حوالى 450 مترا مكعبا من الردم للوصول إلى تلك المقبرة وهى جزء من جبانة تؤرخ بالدولة القديمة.

وأشار إلى أن فريق العمل استطاع الكشف عن العديد من الدفنات وآبار الدفن والمقابر التي تعود للدولة القديمة، وتؤرخ أقدم مقبرة تم الكشف عنها في موقع الحفائر بالأسرة الخامسة، وهي مقبرة جماعية شيدت بالحجر الجيري.

ونوه إلى أن المقبرة تفتح على صالة مستطيلة، عثر في الجزء الشمالي منها على نقوش ومناظر لشخصين يدعي أحدهما "بحن وى كا"، والذي لم يعثر على اسمه من قبل في منطقة آثار الهرم، ويدعى الآخر "نوي".

وشدد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار على أن هذا الكشف البالغ الأهمية يأتى استمرارا لسلسلة الاكتشافات الأثرية التي تعلن عنها وزارة الآثار.

بدوره، قال الأثري محمد عرفة عضو البعثة المصرية، إن "بحن وى كا" حمل سبعة ألقاب تدلنا على أنه كان كاهنا وقاضيا، منها "مطهر الملوك خفرع، سركاف، ني وسر رع، كاهن الملك نفر إير كارع، كاهن المعبودة ماعت، وكبير القضاة في قاعة المحاكمة".

وأضاف عرفة أن الشخص الأخر والذي يدعى "نوي" حمل خمسة ألقاب، أهمها حاكم القصر العظيم، المشرف على مدن ماعت، ومطهر وكاتم أسرار الملك خفرع.

وأشار إلى أن أهم ما عثر عليه في المقبرة هو تمثال من الحجر الجيري، غير منقوش يمثل صاحب المقبرة وزوجته وأحد أبنائه.

ونوه إلى أنه عثر على التمثال محطما، ولم يعثر على رأس تمثال زوجة صاحب المقبرة وبعض أجزاء صغيرة من التمثال.

وأوضحت الأثرية شيماء عبد الرؤوف عضو البعثة المصرية المكتشفة للمقبرة، أنه أعيد استخدام هذه الجبانة للدفن على نطاق واسع في العصر المتأخر.

وأضافت عبدالرؤوف أنه تم أيضا الكشف عن العديد من التوابيت الخشبية الملونة بألوان زاهية ومزخرفة بزخارف متنوعة، والتي تعود إلى ذلك العصر.

ولفتت إلى أنه عثر أيضا على شريط طولي بالكتابة الهيروغليفية يتوسط غطاء بعض تلك التوابيت، وتمثل تلك الكتابة صيغة تقدمها القرابين التي يتمنى المتوفى الحصول عليها في العالم الآخر.

فيما أكد عالم المصريات الدكتور زاهي حواس إلى أن تلك المنطقة مهمة جدا وترجع إلى 5000 عام ق م.

وأوضح حواس أنه عمل العديد من الحفائر فى تلك المنطقة أهمها مقابر بناة الأهرام المصريين التي تؤكد أنهم من بنوها .

وشدد على أن هذا الكشف الأثري مهم جدا، ويضاف إلى الاكتشافات السابقة التي تؤكد قوة مصر الثقافية، وتساهم فى تنشيط السياحة.

وشدد عالم المصريات الشهير إلى أنه على الرغم من حجم الاكتشافات الهائلة للآثار المصرية إلا أنه لم يتم حتى الأن إلا اكتشاف حوالى 30 بالمائة فقط من الآثار المصرية.