القاهرة 4 مايو 2019 / قبيل حلول شهر رمضان المبارك، اكتظت الأسواق في العاصمة المصرية القاهرة بالمواطنين لشراء فوانيس رمضان المصنوعة يدويا، باعتبارها تقليدا متوارثا يتبعه المصريون منذ عدة قرون.
وقالت هبة مجدي، في أوائل الثلاثينيات من عمرها، لوكالة أنباء ((شينخوا))، أثناء بحثها عن فوانيس لطفليها في سوق محلية، إن شراء الفوانيس لأطفالها أمر لا بد منه، "ولا يمكن بأي حال من الأحوال استبعاد ذلك"، مضيفة أن الفوانيس الرمضانية مصدر سعادة للمصريين بغض النظر عن أعمارهم.
ويعتبر الفانوس أحد المظاهر الشعبية التي ارتبطت برمضان في مصر منذ عهد الفاطميين، حتى أصبح رمزا خاصا لهذا الشهر.
ويعد المصريون أول من عرفوا فانوس رمضان، الذي انتقلت فكرته إلى أغلب الدول العربية، وأصبح جزءا من تقاليدها في هذا الشهر.
ومنذ الأسبوع الماضي، بدأ المصريون في تزيين الشوارع وواجهات المنازل بالفوانيس المختلفة للترحيب بشهر الصيام عند المسلمين الذي من المتوقع أن يبدأ يوم الاثنين المقبل.
وللحصول على فانوس جيد بسعر معقول، يفضل الذهاب إلى أسواق القاهرة القديمة مثل السيدة زينب وخان الخليلي.
وقالت مجدي وهي تتحقق من فانوس زجاجي أزرق اللون إن الأسعار هذا العام أعلى قليلاً من العام السابق، لكنها أكدت أنه يتعين عليها شراء فوانيس لأطفالنا لإسعادهم.
وأوضحت أن شهر رمضان هو شهر يجلب السعادة للمسلمين، مضيفة أن شراء الفانوس الرمضاني يمثل جزءًا كبيرا من هذه السعادة.
ومع ذلك، تقول مجدي إن أسعار الفوانيس يجب أن تكون أرخص، حتى يتمكن الفقراء من أجل إسعاد أطفالهم والحفاظ على هذا التقليد أيضا.
وبدأت مصر في أواخر العام 2016 في تحرير سعر صرف العملة المحلية، كخطوة أولى في برنامجها للإصلاح الاقتصادي الذي اشتمل أيضا على رفع الدعم جزئيا بهدف دفع عجلة الاقتصاد نحو النمو بكامل طاقته.
ونال البرنامج تشجيعا من صندوق النقد الدولي، الذي توصل في العام 2016 إلى اتفاق مع مصر لمنحها قرضا بقيمة 12 مليار دولار على مدار ثلاث سنوات لدعم الإصلاح.
وحققت مصر نسبة نمو مرتفعة بلغت 5.3% في السنة المالية 2017-2018، بينما توقع تقرير صندوق النقد الدولي أن يتسارع نمو الاقتصاد المصري بصورة أكبر ليصل إلى 5.5% في السنة المالية الجارية.
وأشادت المؤسسات المالية ومراكز الأبحاث العالمية بخطوات الإصلاح في مصر، التي تعد إجراءات حتمية ومهمة رغم ارتفاع الأسعار والتضخم، وتوقعت أن تؤتي هذه الخطوات نتائج مثمرة في المستقبل القريب.
وقال عبده الشرقاوي، وهو بائع فوانيس في سوق السيدة زينب بمصر القديمة، إنه يبيع الفوانيس المصنوعة يدويا والمستوردة من الصين، مضيفا أن بعض الناس يفضلون الفوانيس المحلية لكن الكثيرين يسعون أيضا للفوانيس الصينية الصنع لأن أسعارها في المتناول.
وأوضح الشرقاوي أن هذا الموسم أفضل بكثير من الموسم المنصرم، مشيرا إلى أن المزيد من الناس يشترون الفوانيس على الرغم من ارتفاع الأسعار.
وقال الشرقاوي بينما كان يعلق فوانيس كبيرة الحجم أمام متجره "قد يقترض الناس أموالاً لشراء الفوانيس لأنها جزء أساسي من الشهر الكريم".