دمشق 17 يونيو 2019 /أكد الدكتور مهدي دخل الله عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا، أن الولايات المتحدة، من خلال زيادة التعريفات الجمركية على سلع صينية وحظر العمل مع شركات صينية، تتجه نحو العدوان الاقتصادي ضد الصين، التي شهدت تطورا اقتصاديا سريعا، لافتا إلى أن الطرف المعتدي سوف يتحمل الخسائر الأكبر.
وأكد المسؤول الحزبي البارز، والذي يشغل منصب رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام بالحزب، في مقابلة خاصة أجريت مع وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا، أن الدور الصيني في سوق التجارة العالمية حاليا ينمو ويتطور باستمرار، ما يُشعر أمريكا بأنها لم تعد الدولة القائدة في منظمة التجارة العالمية، وأن هناك دولا بدأت تنمو بسرعة أكثر من نمو الولايات المتحدة، لذلك هي تتجه نحو "عدوان موصوف وانتقامي من الصين".
وبيّن القيادي في حزب البعث أن العلاقات الاقتصادية الأمريكيةـ الصينية متداخلة ومتشابكة، مشيرا إلى أن الطرفين خاسران دائما في الحرب التجارية، لكن الطرف المعتدي يتحمل الخسارة الأكبر، يعني أن الأمريكيين سيخسرون أكثر من الصينيين، لأنه على سبيل المثال، إذا تم فرض التعريفات الجمركية الإضافية على البضاعة الصينية الرخيصة، سيرتفع ثمن البضائع في السوق الأمريكية ويضعف مستوى المعيشة للعمال والفقراء الأمريكيين.
ووصف دخل الله السلوكيات الأمريكية بأنها "خروج عن معايير منظمة التجارة العالمية، التي هي عضو فيها، ووافقت عليها"، مشيرا إلى أن "ما يحاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تطبيقه من الحمائية أو الانعزالية الجديدة تجاه الصين ودول أخرى في أوروبا، يعد عدوانا على قوانين التجارة العالمية ونظام التجارة العالمية"، معتبرا أن من يقوم بالحمائية والانعزالية يكون "الطرف الأضعف والطرف الأكثر خسارة".
وأضاف أن الحمائية التجارية التي تنفذها الولايات المتحدة "لم تعد مقبولة في العالم وتعارض مصالح حتى حلفاء أمريكا"، مبينا أن معظم الدول ستقوم بإجراءات مقابلة أو مماثلة على البضائع الأمريكية في حال تعرّضها لرسوم جمركية إضافية من جانب الولايات المتحدة، وبالتالي لن تذهب البضائع الأمريكية إلى الخارج كما كانت في السابق.
وأكد دخل الله، في جوابه على سؤال حول الإجراءات الأمريكية تجاه شركات صينية عالية التكنولوجيا، مثل (هواوي)، أن "ما تقوم بها الولايات المتحدة هي إجراءات انتقامية ردا على التطور الكبير للصين في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصال، وخاصة تقنية الجيل الخامس، وهو ما يعتبر تطورا نوعيا، وهذا يزعج الولايات المتحدة".
واعتبر دخل الله اتهام الولايات المتحدة للصين بسرقة الملكيات الفكرية بأنه "لا أساس له من الصحة ومجرد إدعاء"، مبينا أن القوانين في الولايات المتحدة موجودة لحماية الملكية الفكرية، لذا بوسع المحاكم الأمريكية رفع دعوة قضائية على أي شركات تتهمها بسرقة الملكية الفكرية، بدلا من الحظر المسيس للشركات الصينية.
وأشار إلى أن "الصين دولة مبدعة، لأن لديها شعب عريق وكبير جدا، وخاصة بعد الإصلاح والانفتاح الذي بدأ يتيح الفرصة لنمو الإبداع، والصين دولة مسالمة تريد التعاون مع العالم وتطوير التكنولوجيا وليس لديها نوايا عدوانية تجاه الدول الأخرى، بينما الولايات المتحدة تصرف معظم مجهودها الإبداعي والفكري من أجل السيطرة على العالم".
وأشار دخل الله إلى أن الصين تلجأ إلى معايير القانون الدولي ومنظمة التجارة الدولية، مبينا أن أهم معيار في القانون الدولي هو السيادات المتساوية، وهذا يعني الاحترام المتبادل والتعاون عبر التفاهم، مؤكدا أن "الصين تقوم بدعوة سلمية لحل القضية، لذا ستخرج منتصرة من العدوان التجاري".