رئاسة الوزراء اللبنانية : جهود لإنهاء مشكلة بين عاملين لبنانيين وعرب وعمال محليين بموقع إحدى الشركات في كازاخستان

بيروت 29 يونيو 2019 (شينخوا) أعلن بيان لمكتب إعلام رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري اليوم (السبت) عن "تطويق الإشكال الذي وقع في موقع إحدى الشركات في جمهورية كازاخستان" بين عمال محليين ولبنانيين وعرب وأن "الجهود متواصلة لإنهاء ذيوله نهائيا" .

وكان عمال كازاخستانيون قد هاجموا بحسب تقارير إعلامية لبنانية مهندسين وعمال لبنانيين وعرب في مخيم لشركة (المقاولون المتحدون سي سي سي ) في مشروع عمل في موقع تنغيز النفطي غرب كازاخستان التي تبعد عن العاصمة نور سلطان نحو ألفين كيلومتر.

وجاء الاعتداء بحسب التقارير الإعلامية بعد نشر اللبناني العامل في المشروع إيلي داوود صورة "سلفي" على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها وبيده جهاز لاسلكي وخلفه فتاة كازاخستانية مما اعتبر إساءة بحق الفتاة وأثار حفيظة عمال محليين عمدوا إلى التهجم على كافة العاملين العرب في المشروع بالضرب المبرح.

ولاحقا نشر داوود مقطع فيديو اعتذر فيه من الشعب الكازاخستاني على موقعه ، موضحا أن الصورة عادية مع زميلة في العمل وأنه لم يكن في نيته الإساءة اليها.

وذكرت التقارير الإعلامية التي بثتها القنوات اللبنانية أن شركة (سي سي سي) نجحت بعد الاعتداء وبعد محاولات عدة ، في اخراج العمال العرب من مخيمها في حافلات ونقلتهم إلى مدينة أخرى تبعد 5 ساعات وهي مدينة اتراو.

لكن التقارير تحدثت عن تعرض الحافلات للرشق بالحجارة، رغم التعزيزات العسكرية التي أعدت لتأمين خروجهم.

وقال بيان مكتب الحريري أن أمين عام الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير أجرى بتكليف من الحريري اتصالات شملت السلطات الكازاخستانية ومسؤولي شركة (سي سي سي ) والجالية اللبنانية واطلع منهم على أوضاع الموظفين والعمال اللبنانيين في الشركة.

وأضاف البيان أن اللواء خير وضع كافة إمكانيات الهيئة العليا للاغاثة بتصرف الجالية اللبنانية.

وكان الحريري طلب إلى الهيئة "التحرك بسرعة وإجراء الاتصالات اللازمة لبيان تفاصيل الأشكال المؤسف الذي وقع بين بعض المواطنين في كازاخستان وأحد اللبنانيين والعمل على تسهيل عودته إلى لبنان".

ووجه أهالي الشبان في لبنان المتخوفين من التعرض لأبنائهم للاعتداء مجددا ، في نداءات ومناشدات على مواقع التواصل الاجتماعي ، وزارة الخارجية اللبنانية المساعدة في حماية أولادهم وحل القضية.

وأعلن بيان للمكتب الإعلامي في وزارة الخارجية أن السفارة اللبنانية في عاصمة كازاخستان نور سلطان تتابع "تداعيات حادثة الشغب التي جرت صباح اليوم في موقع تنغيز النفطي والتي نتج عنها عدد من الجرحى من جنسيات مختلفة ومنها لبنانية تعمل في الموقع".

وأضاف البيان أن "السفارة اللبنانية تتواصل مع المسؤولين في وزارة الخارجية الكازاخستانية، ومع مسؤولي شركة (سي سي سي) ومع اللبنانيين "بغرض تأمين سلامتهم وإخلائهم وتوفير الوثائق اللازمة لهم للمغادرة".

وأكد البيان أن "البعثة اللبنانية ستتابع مع الأجهزة المختصة ظروف الحادثة وإجراءات التحقيق، حفاظا على سلامة ومصالح اللبنانيين في كازاخستان".

بدوره أكد سفير لبنان في كازاخستان جيسكار خوري في تصريحات لقنوات تليفزيونية لبنانية أن صورة "السلفي" التي انتشرت بين الشاب اللبناني والفتاة هي السبب المباشر خلف اشتعال الإشكال بين العمال الأجانب والعمال المحليين لكنه أشار إلى أنه ربما يوجد أسباب أخرى .

وقال " تواصلنا مع الخارجية الكازاخستانية والأقسام المسؤولة عن الأمن وتلقينا تطمينات أنهم يقومون بجهدهم لتأمين سلامة اللبنانيين موضحا أنه لا ضحايا بين اللبنانيين".

وأوضح أن "150 لبنانيا موجودون في مركز للشرطة لتأمين حمايتهم ونقلهم وربما ترحيلهم إلى لبنان" مشددا على أن "الحادث قد يكون له تداعيات مشيرا إلى أن السلطات شكلت لجنة تحقيق لتحديد المسؤوليات".