بكين 24 أغسطس 2019 (شينخوا) أكد ممثلو أجنحة الدول العربية المشاركة في معرض بكين الدولي الـ26 للكتاب المنعقد في الفترة بين 21 و25 أغسطس الجاري، بما فيها الإمارات والسعودية وعمان والمغرب، على أهمية مشاركة بلادهم في المعرض بما يعزز التبادل الثقافي المتنامي ويمد جسور التعاون بشكل أوثق، معربين عن تفاؤلهم بسوق الكتب الصينية.
ومن جانبه، قال عبد الله ماجد آل علي المدير التنفيذي لقطاع المكتبة الوطنية بالإنابة في الإمارات على هامش فعاليات المعرض، إن إدارة الثقافة والسياحة الإماراتية حريصة على المشاركة المستمرة في المعرض، حيث تشارك هذه السنة بأكثر من ألفي عنوان، إلى جانب سعيها لتعزيز مشروعها الخاص في مجال الترجمة الذي يشمل 14 لغة من بينها اللغة الصينية، مشيرا إلى إصدار الإدارة أكثر من ألف عنوان في السنوات الثلاثين الماضية ركزت على العلوم الإنسانية بشكل عام وأدب الأطفال والفلسفة وغيرها.
ولفت آل علي إلى أن العام الجاري يشهد المشاركة التاسعة لإدارة الثقافة والسياحة الإماراتية في المعرض، مع التطلع لاستمرار المشاركة في السنوات المقبلة، نظرا لأهمية المعرض كمنصة هامة لعقد الاتفاقيات في مجال الكتب والنشر، حيث من المنتظر أن توقع إدارة الثقافة والسياحة الإماراتية عدة اتفاقيات معنية لترجمة أعمال من اللغة الصينية للعربية وبالعكس.
ونوه آل علي بنجاح تنظيم معرض بكين الدولي للكتاب وتميزه، بدليل مشاركة الآلاف من المختصين والناشرين ومحبي الكتب من العامة في فعاليات المعرض الذي يعتبر منصة ثقافية وأدبية هامة لتبادل الاتفاقيات، فضلا عن تزايد تأثيره وحضوره على الساحة الدولية.
وأشار آل علي إلى ما تزخر به سوق الكتب الصينية من إمكانيات ضخمة بالنظر إلى عدد السكان الكبير، والتاريخ العريق للحضارة الصينية الذي يمتد لآلاف السنين، ما يعزز من دور المعرض كمنصة معرفية مهمة لخلق علاقة ثقافية أكثر عمقا وفهما بين الصين والعالم بشكل عام، والصين والإمارات بشكل خاص، ولا سيما مع تزايد اهتمام وإقبال العرب على التعرف بشكل أعمق على الثقافة والأدب والفكر والحضارة الصينية.
وعن دور التكنولوجيا الحديثة ولا سيما اتصالات الجيل الخامس "5 جي" والذكاء الاصطناعي وغيرها من التكنولوجيات، ومدى تأثيرها على سوق الكتب الورقية والنشر، قال آل علي إن التحول الإلكتروني بات اتجاها هاما ومتزايد النمو، إلا إن من الضروري أن يتماشى الكتاب الورقي مع نظيره الإلكتروني الذي يبدو مستقبله أكثر رحابة بالنظر إلى دور التكنولوجيات والاتصالات في زيادة دعم قوة وكفاءة الكتب، ما يجعل من الضروري مواكبة التطورات والاستفادة منها بشكل مناسب، منوها في هذا السياق بتخصيص إدارة المعرض مساحة كبيرة للنشر الإلكتروني.
وفي السياق ذاته، أعرب عبد الوهاب الدماك، الملحق الثقافي بالسفارة السعودية والمشرف العام على الجناح السعودي في المعرض، عن اهتمام الجهات السعودية والمؤسسات العلمية بالمشاركة السنوية في معرض بكين الدولي للكتاب منذ عام 2015، حيث يشارك ما يزيد عن 8 جهات بأكثر من 2500 عنوان هذه المرة.
وتابع الدماك أنه تواجد عددا كبيرا جدا من دور النشر الصينية والمشاهدين من العامة بالمعرض، ما هو إلا دليل على اهتمام الشعب الصيني بالكتب والقراءة، متفائلا بالسوق الصينية للكتب والنشر.
وبحسب عمر مبارك العمراني ممثل جناح سلطنة عمان، إن بلاده حضرت إلى المعرض بأكثر من 100 عنوان باللغات العربية والصينية والإنجليزية في مجالات السياحة والاقتصاد والأدب والفكر في الجناح العماني البالغ مساحته نحو 18 مترا مربعا.
واعتقد العمراني أن معرض بكين الدولي للكتاب جسرا حقيقيا لدفع التبادل بين ثقافة عمان والثقافة العربية بشكل عام من جهة والثقافة الصينية، متوقعا عقد اتفاقيات متعلقة بالكتب والنشر مع دور النشر من الصين وغيرها من دول العالم.
ومن وجهة نظره، قال طارق سليكي ممثل الجناح المغربي إن سياسة الصين في ما يخص بالحزام والطريق هي نوع من أنواع الانفتاح على الثقافات الأخرى بهدف نشر الثقافة الصينية في العالم، بما فيها الدول العربية، وبتالي هي فرصة لنا كمغاربة لإطلاع الصينيين على الثقافة المغربية، مؤكدا أن الصين بلد كبير لسوق الكتب من حيث الحجم بلا شك بالنسبة للمغرب، إذ أنه يوجد عدد غير قليل من الطلبة الصينيين يدرسون العربية.
كما أشار سليكي إلى أن المستقبل للكتاب الرقمي على رغم أن الكتب الورقية ستبقى دائما، لأنه الوسيلة الوحيدة التي من خلالها يمكن أن تجعل الكتاب عابرا للحدود وفي متناول الجميع.
واجتذبت الدورة الحالية من المعرض ما إجماليه 2600 عارض من 95 دولة ومنطقة، من بينها 30 دولة من بلدان الحزام والطريق، عرضت أكثر من 300 ألف كتاب تم نشرها حديثا من جميع أنحاء العالم، في حين مثل العارضين الأجانب أكثر من 60 بالمائة، وفقا للمنظمين.
وأصبح المعرض، الذي تأسس عام 1986، معرضا دوليا رئيسيا للكتاب ومنصة هامة لتجارة حقوق الملكية الفكرية بالصين، حيث تم استخدام خلاله تقنية "5 جي"، فضلا عن إقامة فعاليالت مثل منتدى حول نشر الكتب للأطفال واجتماع للناشرين من دول الحزام والطريق.