مسقط 25 سبتمبر 2019 (شينخوا) أشادت شخصيات عمانية بارزة بمستوى ما تحقق من إنجازات وما شهدته جمهورية الصين الشعبية من نهضة وتقدم وتطور على مدى السبعين عاما الماضية، وقالوا إننا نرى أن هناك نتائج باهرة شهدتها الصين خلال العقود السبعة الماضية وذلك بسبب قيادة الحزب الشيوعي الصيني للبلاد من جانب وما بذله الشعب الصيني من جهود مضنية من الجد والعمل الشاق.
جاء ذلك في تصريحات خاصة لوكالة أنباء ((شينخوا)) على هامش احتفال سفارة جمهورية الصين الشعبية لدى سلطنة عمان بمناسبة مرور سبعين عاما على تأسيس الصين، والذي اقامته السفارة في مسقط بحضور لفيف كبير من المسئولين العمانيين والسفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى سلطنة عمان.
وقال قيس بن محمد اليوسف، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان، إن ما نعرفه عما شهدته الصين من نهضة تنموية شاملة خلال العقود السبعة الماضية وما سمعناه اليوم في كلمة السفيرة الصينية خلال الحفل لهو مدعاة حقيقية للفخر ليس للصين فحسب بل لنا جميعا.
وأردف اليوسف قائلا ان علينا ان نتخيل ان دولة بحجم الصين وكثافتها السكانية تتمكن خلال تلك الفترة القصيرة قياسا إلى عمر الدول من النهوض بشعبها واقتصادها وتضاعف حجم الناتج الاجمالي لها خلال تلك الفترة إلى 174 ضعفا وتزيد حجم الايرادات الاجمالية للدولة إلى ثلاثة الاف ضعف وان تضاعف حجم النقد الاجنبي لها إلى ثلاثين الف ضعف فاي بلد اخر في العالم حدث فيه ذلك.
وأشار رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عمان إلى أن ما تحقق للصين من نجاح ونمو وتطور لهو نموذج يستحق ليس الثناء والتقدير والاعجاب فحسب بل يستحق الدراسة والاستفادة والتعلم منه مع حرص كل دولة على خصائصها وما يناسبها.
وأوضح أن الصين صنعت نجاحها بخصائصها وطبيعتها الصينية لا بخصائص غيرها، منوها بالنهضة العلمية والتكنولوجية الهائلة التي شهدتها الصين في السنوات الأخيرة.
وأكد اليوسف عمق العلاقات التاريخية والدبلوماسية والاقتصادية التي تربط بين بلاده والصين، مشيدا بمستوى التعاون بين البلدين على كافة المستويات ومنها الحكومية والخاصة ورجال الأعمال ولذلك فهناك تبادل مستمر بين وفود رجال الاعمال.
ووصف الدكتور محمد بن سعد المقدم، استاذ التاريخ بجامعة السلطان قابوس، التجربة الصينية في التطور خلال السنوات الماضية بالفريدة من نوعها، وأنه يكاد لا يوجد نموذج عالمي أخر لبلد بهذا الحجم من حيث الكثافة السكانية وفي ظل الظروف التي كان يعيشها قبل 70 عاما ان يحقق هذه النهضة والنمو والتطور.
وأضاف المقدم إن من يرجع إلى التاريخ إلى ما قبل 70 عاما يجد أن الصين كانت بلد يعاني ويلات الفقر والأمية وتراجع كبير على مستوى العديد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بينما اليوم نجد بلد يتربع على قمة ثاني اقتصاد عالمي بل ومرشح لان يكون الاول، كما انها اصبحت دولة رائدة في كافة مجالات الحياة الثقافية والفنية والعلمية والاجتماعية.
وأرجع استاذ التاريخ العماني الفضل فيما شهدته الصين من نتائج وصفها بالمبهرة والفريدة إلى قيادة الحزب الشيوعي الصيني الذي استطاع ان يوفر للبلاد النموذج الخاص بها والذي يسمى النموذج ذو الخصائص الصينية، والذي ركز خلال العقود الماضية الاولى إلى الاهتمام بشأن بلاده وشعبه والعمل على صنع نهضة حقيقية بالبلاد ومن ثم توجه للانفتاح على العالم وهو ما يطلق عليه الاصلاح والانفتاح، بالاضافة إلى تمكن الحزب والشعب والبلاد من بث روح الوطنية والاعتقاد بالوطنية والعمل الجاد لأجل هدف أهم وهو النهوض بالفرد وبالوطن ككل وهو ما تحقق فعلا، ولعلنا نرى نتائجه البارزة والحقيقية الان في الصين.
وقال الدكتور إبراهيم بن حمود الصبحي، السفير العماني الأسبق لدى الصين إنه ومن واقع عمله كأول سفير عماني لدى الصين يعد شاهدا على النجاحات التى حققتها الصين وما وصلت إليه من نهضة تنموية وحقيقية شاملة، حيث اصبحت الصين اليوم هي القوة التي يكاد لا يجاري مستوى نموها وتطورها المتسارع أحد والاهم في جميع القطاعات والمجالات بما فيها العلمية والانسانية.
وأكد الصبحي أن أبرز ما يميز النهضة الصينية انها لم تركز على الجانب الاقتصادي فحسب أو على مجال دون الاخر وانما هي نهضة شاملة، ولذلك وجدنا ان واحدا من أبرز جوانبها هو النهضة الانسانية أو اهتمامها بالانسان الصيني وقد انعكست عليه وأبرز مظاهر ذلك ما عرفناه من نتائج تحققت لصالح المواطن الصيني نفسه مثل ارتفاع متوسط عمر الفرد من 37 عاما إلى 75 عاما وتخلص الغالبية العظمى من الشعب الصيني من الامية وما هو معلن حول تخليص الصين لاكثر من 700 مليون مواطن صيني من مستوى خط الفقر خلال السنوات الماضية وهذا هو سر نجاح النهضة والتطور الصيني الحقيقي.
ولفت الصبحي إلى جانب مهم يمثل القيادة الصينية وهو أنه كونها دولة عانت من ويلات العوز والفقر قبل 70 عاما فقد كان تطورها ذو ميزة أخرى وهي انها لا تنظر لنفسها فقط بل انها تمد يد العطاء والخير والتعاون والنماء للاخرين ولذا راينا أن الصين ذهبت ومنذ سنوات لتساعد الدول الافريقية وتتعاون مع الدول العربية، وأبرز نموذج لرغبة الصين في الخير للجميع والرغبة في النماء والتطور والعيش المشترك للجميع هو مبادرة الحزام والطريق التي طرحتها للعالم منذ سنوات وتهدف إلى الخير والنفع للعالم وليس الصين فحسب.
وتحدثت لي لينغ بينغ السفيرة الصينية المعتمدة لدى السلطنة بأن الصين حققت العديد من الانجازات وفي شتى المجالات وذلك بفضل قيادة الحزب الشيوعي الصيني للدولة، وتحدثت السفيرة عن تلك الانجازات بالارقام.
وأشادت السفيرة الصينية في كلمتها ايضا بمستوى العلاقات الثنائية ما بين بلادها وسلطنة عمان في شتى المجالات، واصفة اياها بالعلاقات التاريخية القوية.
وأشارت إلى أن قرار قيادتي البلدين في العام الماضي بترفيع مستوى العلاقات بين البلدين إلى الشراكة الاستراتيجية انعكس على مستوى العلاقات بين البلدين في كافة المجالات وأبرزها الاقتصادية والسياحية والثقافية والفنية وغيرها.
يذكر أن سلطنة عمان والصين تربطهما علاقات تاريخية ودبلوماسية قوية كما أن الصين تعد المستثمر الأهم في السلطنة حيث تستثمر وتنشئ المدينة الصينية - العمانية في منطقة الدقم الاقتصادية الخاصة.