أنقرة 2 أكتوبر 2019 (شينخوا) أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم الثلاثاء، لأول مرة، خططا لإعادة توطين مليوني شخص في المنطقة الآمنة التي ستبنى شمالي سوريا.
اتفقت تركيا والولايات المتحدة في شهر أغسطس على تأسيس المنطقة بين نهر الفرات والحدود العراقية.
وقد تحدث أردوغان في الحفل الافتتاحي للعام التشريعي الجديد في البرلمان التركي، متعهدا باتخاذ خطوات عسكرية أحادية لتأسيس المنطقة، مضيفا أن تركيا تخطط لعقد مؤتمر للمانحين لإعادة بناء شمالي سوريا.
وقال أردوغان "إننا نخطط لإعادة توطين مليوني شخص في المنطقة الآمنة على عمق 30 كيلومترا، التي سنبنيها في المنطقة الواقعة بين نهر الفرات وحدود العراق، ومن بينها منبج"
وأضاف أردوغان أنه من المقرر إعادة توطين مليون شخص في مستوطنات جديدة، بينما سيتم إعادة توطين المليون المتبقين في المناطق الموجودة.
واستطرد الرئيس التركي "نعتزم توطين الأشخاص في 50 بلدة، حيث يكون تعداد السكان في كل بلدة 30 ألفا و140 قرية، يكون تعداد السكان في كل منها 5000."
سوف يتم بناء هذه البلدات والقرى بدعم من المجتمع الدولي وقد انتهت تركيا من العمل المبدئي وحددت مواقعهم، بحسب أردوغان.
وقال الرئيس إن أنقرة حسبت التكاليف وبمجرد الانتهاء من بناء المنطقة، تريد تركيا أن تتخذ خطوة لضمان عودة السوريين المستضافين في الأراضي التركية إلى بلادهم بسلام.
وبالنسبة لعملية إعادة التوطين المخطط لها، ثمة حاجة إلى حوالي 92.6 مليون متر مربع من الأراضي للإسكان، بالإضافة إلى 140 مليون متر مربع من الأراضي للزراعة.
من المقرر بناء إجمالي 200 ألف مسكن وفقا للخطة، بحسب كتيب يقدم تفاصيل عن الميزانية والبناء وتكاليف مناطق إعادة التوطين.
وقال أردوغان "تدعم تركيا سلامة الأراضي السورية والوحدة السياسية والإدارية للشعب السوري."
وأضاف الرئيس "السبب الوحيد لوجودنا في سوريا في الحقيقة هو أن التهديد الإرهابي على حدودنا أصبح أيضا عائقا يمنع عودة السوريين الذين يعيشون في تركيا إلى بلادهم،" مشيرا إلى وحدات الحماية الشعبية، وهى الجماعة التي ترى أنقرة أنها الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور.
وفي 7 أغسطس، إتفق مسؤولون عسكريون من تركيا والولايات المتحدة على تأسيس منطقة آمنة شمالي سوريا وإقامة ممر سلام لتسهيل حركة السوريين النازحين الذين يريدون العودة إلى بلادهم. ويضم الاتفاق أيضا انسحاب مقاتلي وحدات الحماية الشعبية إلى الجزء الجنوبي من المنطقة.
وطلبت تركيا تأسيس قاعدة عسكرية في المنطقة لتنظيم دوريات شرقي نهر الفرات ومازالت المفاوضات جارية.
ولكن لم يبدأ انسحاب وحدات الحماية الشعبية حتى الآن، وهو ما يسبب إحباطا لأنقرة في محادثات المنطقة الآمنة مع الولايات المتحدة، حيث تعتبر الولايات المتحدة المقاتلين الأكراد، شركاء محليين في الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف. ومازالت الولايات المتحدة تقدم المساعدة للأكراد على الرغم من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.
خططت تركيا لشن غارة عسكرية في منطقة شرقي نهر الفرات التي يسيطر عليها الأكراد، ولكن علقت الغارة بعد اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن المنطقة الآمنة.
وتحذر أنقرة من اتخاذ خطوات بالتدخل من جانب واحد شرقي نهر الفرات إذا فشلت الولايات المتحدة في الوفاء بمطالبها .