تعميق الصداقة التقليدية بين الصين ونيبال
قال وانغ إنه على مدار أكثر من نصف قرن مضى منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ونيبال، أظهر البلدان احتراما وثقة ودعما لبعضهما البعض، وهو ما يعد مثالا يُحتذى به للدول ذات الأحجام المختلفة للعيش في وئام، مضيفا أن نيبال شريك مهم للصين في البناء المشترك للحزام والطريق في جنوب آسيا.
ولفت وزير الخارجية الصيني إلى أنه في أول زيارة دولة يقوم بها رئيس دولة صيني إلى نيبال منذ 23 عاما، خطط شي وزعماء نيبال بشكل مشترك لتنمية العلاقات الثنائية في المستقبل، وشهدوا توقيع 20 وثيقة تعاون تتعلق بمختلف مجالات المصلحة الوطنية ومستوى معيشة الشعبين.
وأوضح أن العلاقات الثنائية بين البلدين رفعت إلى مستوى أعلى جديدة، مشيرا إلى أن الصين ونيبال اتفقتا على الارتقاء بعلاقاتهما إلى شراكة تعاون استراتيجية تتسم بصداقة طويلة المدى للتنمية والازدهار.
وقال وانغ إن هذا الوضع الجديد يساعد في رسم مسار التنمية المستقبلية للعلاقات الثنائية.
وقال الجانب النيبالي إنه يصر بحزم على التمسك بسياسة صين واحدة ولن يسمح لأي قوة باستخدام أراضيها للقيام بأنشطة انفصالية ضد الصين. وبغض النظر عن كيفية تغير الظروف الخارجية، ستبقى سياسة نيبال الودية تجاه الصين دون تغيير.
وأوضح وانغ أن بناء الارتباطية بين الجانبين حقق تقدما جديدا.
واتفق قادة الدولتين على مواءمة البناء الصيني-النيبالي المشترك للحزام والطريق مع استراتيجية التنمية الوطنية لدى نيبال لبناء دولة ترتبط برا بمن حولها.
وقال وانغ إن الدولتين ستسرعان في بناء شبكة الارتباطية متعددة الأبعاد العابرة للهيمالايا من خلال مشروعات الارتباطية بما في ذلك الموانئ والطرق السريعة والسكك الحديد والطيران والاتصالات، وأعلنتا عن إطلاق دراسة جدوى لإقامة سكة حديدية عابرة للحدود بين الصين ونيبال.
وأوضح وانغ أن التعاون القائم على حسن الجوار والصداقة بين البلدين حقق أيضا نتائج جديدة.
وقال شي إن الجانبين سيبنيان نمط تعاون شاملا، وسيعززان تعاونهما في أربعة مجالات تتمثل في التجارة والاستثمار، وإعادة الإعمار بعد الزلزال، والطاقة، والسياحة، وفقا لما ذكره وانغ.
ولفت وزير الخارجية الصيني إلى أن الصين تعهدت بمواصلة دعم نيبال في إعادة إعمار البلاد بعد الزلزال، وتقديم الدعم والمساعدة لتحسين معيشة السكان المحليين، مضيفا أن الجانبين اتفقا أيضا على توسيع التبادلات والتعاون في مجالات مثل التعليم والشباب، فضلا عن التعاون على المستوى المحلي.
الحفاظ على السلام والاستقرار على المستوى الإقليمي
وقال وانغ إن العلاقات الهندية-الباكستانية المتوترة مؤخرا والاضطرابات في المنطقة أثارت قلقا بالغا لدى المجتمع الدولي.
ولفت إلى أن الهند وباكستان جارتان وديتان للصين، ويأمل الجانب الصيني أن يتمكن البلدان من إدارة الخلافات والسيطرة عليها بشكل مناسب وتحسين علاقاتهما.
وقبل زيارة شي إلى جنوب آسيا، استمع الرئيس الصيني إلى وجهات نظر ومقترحات الجانب الباكستاني في لقائه مع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان.
وفي تشيناي، قال شي إنه ينبغي على جميع الأطراف العمل معا لتعزيز السلام والاستقرار على المستوى الإقليمي وتحقيق التنمية والرخاء المشتركين.
وأعرب وانغ عن استعداد الصين لتطوير التعاون متبادل المنفعة وتعميقه مع جميع دول جنوب آسيا، مضيفا أن علاقات الصين مع الهند وباكستان ودول جنوب آسيا الأخرى يمكن أن تعمل بشكل متواز وأن تتطور معا، كما أن هذه العلاقات لا تستهدف أي طرف ثالث ولا تتأثر بأي طرف ثالث.
وخلال زيارة شي، قدم زعماء الهند ونيبال مجددا تهانيهم الحارة إلى شي بمناسبة الذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، معربين عن إعجابهم بالإنجازات البارزة التي حققتها الصين في العقود السبعة الماضية.
وقال قادة البلدين إن تنمية الصين تشكل مثالا على الاعتماد على الذات بالنسبة للبلدان النامية، وتخلق فرصا كبيرة للبلدين ولجنوب آسيا وللعالم من أجل تحقيق السلام والازدهار، مضيفين أن تنمية الصين لا يمكن وقفها.