القاهرة 12 أكتوبر 2019 (شينخوا) أدان وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ اليوم (السبت) بالقاهرة، "العدوان التركي على الأراضي السورية"، مطالبين أنقرة بـ "الانسحاب الفوري وغير المشروط".
وأصدر مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في ختام اجتماعه الطارئ اليوم بالقاهرة قرارا أدان فيه "العدوان التركي على الأراضي السورية باعتباره خرقا واضحا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن التي تدعو إلى الحفاظ على وحدة واستقلال سوريا".
وطالب المجلس تركيا "بوقف العدوان والانسحاب الفوري وغير المشروط من كافة الأراضي السورية".
واعتبر "أن هذا العدوان على سوريا يمثل الحلقة الأحدث من التدخلات التركية والاعتداءات المتكررة وغير المقبولة على سيادة دول أعضاء في جامعة الدول العربية".
وطالب باتخاذ ما يلزم من تدابير لوقف "العدوان" التركي والانسحاب من الأراضي السورية بشكل فوري.
وحث المجتمع الدولي على التحرك في هذا السياق مع العمل على منع تركيا من الحصول على أي دعم عسكري أو معلوماتي يساعدها في "عدوانها" على الأراضي السورية.
وأكد وزراء الخارجية العرب الرفض القاطع لأي محاولة تركية لفرض تغييرات ديموغرافية في سوريا عن طريق استخدام القوة في إطار ما يسمى "بالمنطقة العازلة".
وحمل الوزراء العرب تركيا المسؤولية كاملة عن أي تداعيات لـ"عدوانها" على تفشي الإرهاب أو عودة التنظيمات الإرهابية، بما فيها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، لممارسة نشاطها في المنطقة.
وطالبوا مجلس الأمن في هذا الإطار باتخاذ كل ما يلزم من تدابير بشكل فوري لضمان قيام تركيا بتحمل مسؤوليتها في هذا الخصوص ومنع تسلل المقاتلين الإرهابيين الأجانب إلى خارج سوريا.
وجددوا التأكيد على وحدة واستقلال سوريا والتشديد على أهمية البدء الفوري في المفاوضات السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة، خاصة في إطار اللجنة الدستورية من أجل التوصل لتسوية سياسية للأزمة السورية.
وصدر البيان بموافقة جميع الدول الأعضاء بمجلس جامعة الدولة العربية مع تحفظ قطر والصومال عليه.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيط، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية العراق محمد علي الحكيم، إن البيان الصادر يؤكد النظر في اتخاذ إجراءات دبلوماسية وثقافية في مواجهة "العدوان" التركي، وكيفية التعامل مع التوغل التركي الشرس داخل أراضي دولة عربية.
وكان ابوالغيط قد وصف في كلمة في بداية الاجتماع، العملية العسكرية التركية بـ"الغزو"، قائلا إن "ما تقوم به تركيا في شمال شرق سوريا ليس له سوى اسم واحد هو الغزو والعدوان..غزو لأراضي دولة عربية وعدوان على سيادتها".
من جانبه، قال وزير الخارجية العراق إن الدول العربية أجمعت على أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة سوريا الإقليمية.
وأعرب الحكيم عن اعتقاده بأن الاجتماع التشاوري الذي سبق الاجتماع الوزاري كان بمثابة نقطة تحول بالنسبة للجامعة العربية فيما يتعلق بالتعاون في مجال الأمن القومي العربي، على الجامعة العربية أخذ زمام المبادرة في هذا المجال.
وأوضح أن الحديث خلال الاجتماع التشاوري المغلق كان بعدم الاكتفاء بإصدار بيان بل ضرورة الإسهام في وقف الأعمال العسكرية التركية وحماية المدنيين السوريين.
وخلال الجلسة الافتتاحية، حذر وزير الخارجية المصري سامح شكري، في كلمة من تبعات "العدوان التركي".
وقال شكري في كلمته إنه "ليس خافيا على أحد تبعات هذا العدوان، الذي يمكن أن يسفر عن تقطيع لأواصر الوطن السوري وزيادة الاحتقان الاجتماعي أو محاولة افتعال صدام بين مختلف مكونات الشعب السوري من خلال التغييرات السكانية والديموغرافية".
وعقد وزراء الخارجية العرب اجتماع اليوم، بناء على دعوة من مصر، لبحث العملية العسكرية التركية في شمال سوريا.
من جانبه، أعلن وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي رفض بلاده وإدانتها "للعدوان التركي" على سوريا وأي تهديد لوحدة أراضيها.
وطالب الصفدي بضرورة الوقف الفوري للاعتداءات التركية على سوريا واعتماد المسار السياسي التفاوضي باعتباره الأساس لوقف معاناة الشعب السوري.
بدوره، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير "إن العدوان التركي هو اعتداء سافر على السيادة السورية"، داعيا المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بدوره لوقفه.
وطالب الجبير بالحفاظ على أمن وسلامة سوريا ودعم الحل السياسي للأزمة، وحث على ضرورة خروج كافة الميليشيات المسلحة من سوريا ودعم جهود الاستقرار في سوريا وفي جميع الدول العربية.
أما وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، فقد أكد على ضرورة تكاتف الجهود العربية لوقف هذا "العدوان" التركي على الأراضي السورية.
وقال قرقاش إن المنطقة تمر بمرحلة شديدة الخطورة تستدعي تضافر كل الجهود لمواجهة التدخلات التركية.
ودعا قرقاش إلى ضرورة خروج قوات تركيا وكل القوات الأجنبية من الأراضي السورية، وطالب بتحرك للعرب لوقف التدخلات الخارجية وضرورة تفعيل الدور العربي في سوريا.
وحذر الوزير الإماراتي من أن هذا "العدوان" التركي سيؤدي إلى سقوط قتلى من الأبرياء المدنيين وهروب الآلاف، "مما سيسبب فاجعة إنسانية جديدة ونحن على أبواب فصل الشتاء إلى جانب شبهات التغيير الديمغرافي على خطى ما ارتكبه التدخل الإيراني في هذا البلد".
وبدأت تركيا الأربعاء الماضي عملية عسكرية في شمال سوريا.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأربعاء على ((تويتر)) إن "القوات المسلحة التركية بالتحالف مع الجيش الوطني السوري أطلقت عملية "نبع السلام" ضد حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا".
ورفضت دمشق العملية العسكرية التركية، وأكدت عزمها على مواجهة "العدوان التركي بكل الوسائل".