تقرير اخباري: تصعيد عسكري في الحديدة الساحلية غربي اليمن

صنعاء 25 نوفمبر 2019 (شينخوا) تشهد محافظة الحديدة اليمنية على ساحل البحر الأحمر تصعيدا عسكريا بين القوات الحكومية ومسلحي جماعة الحوثي رغم اتفاق الهدنة الذي توصل اليه الجانبان منذ قرابة عام برعاية أممية.

ورعت الأمم المتحدة في ديسمبر العام الماضي جولة مشاورات يمنية بين الحكومة والحوثيين، اتفق الجانبان خلالها على وقف العمليات العسكرية وإعادة انتشار القوات من مدينة الحديدة وموانئها الثلاثة الحديدة والصليف ورأس عيسى.

وخلال الفترة الماضية شهدت المحافظة حالة من الهدوء النسبي، باستثناء خروقات لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 18 ديسمبر المنصرم.

وقال مصدر عسكري لوكالة انباء ((شينخوا))، إن العمليات العسكرية تصاعدت منذ صباح اليوم في مناطق عدة بالحديدة.

وأوضح أن اشتباكات وتبادل قصف وقع في الأطراف الشرقية لمدينة الحديدة، وفي مديريتي الدريهمي والتحيتا في ريف المحافظة التي تحمل الاسم ذاته.

وأشار المصدر الى ان الجانبين يستخدمان في المواجهات على الأرض مختلف الأسلحة يرافقها غارات لطيران التحالف العربي على مواقع عسكرية للحوثيين في أنحاء متفرقة من المحافظة.

وقالت جماعة الحوثي إن التحالف العربي شن 20 غارة جوية على الحديدة.

وكانت توقفت بشكل شبه كامل الضربات الجوية للتحالف على الحديدة منذ توقيع اتفاق استوكهولم بين الحكومة والحوثيين، في ديسمبر العام الماضي.

وقالت قناة ((المسيرة)) الناطقة باسم الحوثيين، ان قوات التحالف صعدت من "خروقاتها" لاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة بشن 20 غارة على مناطق متفرقة في المحافظة.

ووفقا للقناة، فقد شن الطيران صباح اليوم خمس غارات شمال المدينة، وغارتين على منطقة الفازة بمديرية التحيتا، و10 غارات على جزيرة كمران وثلاث غارات على رأس عيسى.

واعتبر مصدر عسكري حوثي أن الغارات على جزيرة كمران ورأس عيسى "انتهاك سافر" لوقف إطلاق النار في الحديدة بموجب اتفاق السويد.

واتهمت الحكومة اليمنية الحوثيين بالتصعيد في الحديدة بقصفهم لمديرية المخا الساحلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة من دون طيار.

وقال رئيس الفريق الحكومي في لجنة التنسيق الأممية في الساحل الغربي اللواء محمد عيظه، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن منظومة "باتريوت" اعترضت الليلة الماضية طائرتين مسيرتين مفخختين في أجواء مديرية المخا.

وأكد أنه "تم اعتراض الطائرتين" التي قال انهما كانتا تستهدفان بشكل مباشر مقر الفريق الحكومي في المخا.

واعتبرت الحكومة اليمنية ان تصعيد الحوثيين يعكس موقفها الحقيقي من تنفيذ ‎اتفاق السويد.

وقال وزير الاعلام معمر الارياني، ان "محاولة استهداف ‎المليشيا الحوثية المدعومة من ‎ايران مقر الفريق الحكومي في اللجنة المشتركة لتنسيق اعادة الانتشار بمدينة ‎المخا هو عمل إرهابي غادر وجبان يهدف لتقويض مسار السلام ويعكس موقفها الحقيقي من تنفيذ ‎اتفاق السويد" بحسب وكالة الانباء اليمنية (سبأ).

‏واعتبر الارياني في تصريح للوكالة التي تديرها الحكومة، "ان الهجوم الإرهابي الحوثي الغادر على الفريق الحكومي والاختراق المتواصل لوقف إطلاق النار يضع على المحك، مصداقية الأمم المتحدة ومبعوثها الى اليمن مارتن غريفيث وبعثة الرقابة الدولية برئاسة الجنرال أبهجيت جوها والجهود التي تبذل لتنفيذ اتفاق السويد بخصوص الوضع في الحديدة".

وطالب الارياني، المبعوث الأممي، والذي يتواجد في صنعاء منذ يوم امس، ورئيس فريق المراقبين، بإدانة صريحة لهذا الهجوم والاعلان عن الطرف المعرقل لتنفيذ اتفاق السويد، وممارسة الضغط على الحوثيين لوقف "خروقاتهم" المتواصلة لوقف إطلاق النار وتنفيذ بنود الاتفاق.

كما اتهمت القوات الحكومية الحوثيين بالدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة الى الحديدة.

وقال بيان لـ (قوات العمالقة) الحكومية، إن "مليشيات الحوثي الإرهابية ذراع إيران في اليمن، دفعت بألف مقاتل إلى الساحل الغربي".

وأوضح البيان أن "المليشيات حشدت ألف عنصر من مسلحيها من مختلف الجبهات الهادئة ومن المحافظات الواقعة تحت سيطرتها، وأرسلتهم إلى الساحل الغربي".

واعتبر البيان ان ذلك يعد "تصعيدا خطيرا" تجاه الهدنة الأممية.

والمخا منطقة إستراتيجية، وتضم ميناء المخا وتتمركز فيها قوات تابعة للتحالف العربي، وتقع غرب محافظة تعز، على سواحل البحر الأحمر غربي اليمن.

وتعرضت مدينة المخا مركز المديرية التي تحمل الاسم ذاته في السادس من نوفمبر الجاري، لهجوم بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة أدى لمقتل ستة أشخاص وإصابة آخرين بجروح وحدوث أضرار مادية، بما في ذلك تضرر مستشفى تابع لمنظمة (أطباء بلا حدود)، حيث أغلق لنحو أسبوعين.