القاهرة 29 يناير 2020 ( شينخوا) تتوالى ردود الفعل العربية والدولية حول خطة السلام الأمريكية التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس (الثلاثاء) في واشنطن واختلفت ردود الأفعال بين الرفض والدعوة إلى التفاوض ومنها من طالب بالتأني.
ويريد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من هذه الخطة صرف الأنظار عن مشاكلهما الداخلية فترامب يواجه محاكمة في مجلس الشيوخ في إطار مساءلته بينما وجهت لنتنياهو تهم فساد وينفي الرجلان أي مخالفات، وكلاهما مقبل على انتخابات ، نتنياهو في مارس القادم وترامب في نوفمبر القادم وكان ترامب قد ارجأ مرارا طرح خطته لتجنب إثارة أي مشاكل انتخابية لنتنياهو إذ أنها تتطلب بعض التنازلات من إسرائيل .
وتضمنت الخطة التي أعلنها ترامب الجانب السياسي الذي طال انتظاره من خطته للسلام في الشرق الأوسط، داعيا إلى حل الدولتين والاعتراف بالقدس "عاصمة غير مقسمة" لإسرائيل.
وقدم ترامب عرضا موجزا، خلال مؤتمر صحفي مشترك بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للخطة التي تتكون من 80 صفحة، قائلا إنها تقدم حلا "واقعيا" لدولتين.
وقال ترامب إن الخطة الجديدة، التي وصفها بـ"الفرصة المربحة" لكلا الجانبين، تعترف بالقدس "عاصمة غير مقسمة" لإسرائيل، مضيفا أن عاصمة الفلسطينيين ستضم أجزاء من القدس الشرقية.
وفي الوقت نفسه، حذر ترامب من أنه ينبغي تلبية "شروط إقامة الدولة" قبل إقامة " أرض متجاورة داخل الدولة الفلسطينية المستقبلية"، بما في ذلك وقف "الأنشطة الخبيثة لحماس"، وإنهاء التحريض على الكراهية ضد إسرائيل، بين أمور أخرى.
وقال ترامب" لن نطلب أبدا من إسرائيل أن تساوم على أمنها".
وفي كلمته في البيت الأبيض، شكر نتنياهو ترامب على اعترافه بسيادة إسرائيل على مناطق في "يهودا والسامرة"، مستخدما المصطلح التوراتي للضفة الغربية، في الخطة، واصفا يوم الثلاثاء بأنه "يوم تاريخي"، وأشاد بترامب ووصفه بأنه "أعظم صديق حظيت به إسرائيل في البيت الأبيض".
وقال نتنياهو إن الخطة تنص على أن "إسرائيل ستحتفظ بالسيطرة الأمنية على كامل المنطقة الواقعة غرب نهر الأردن وتمنح إسرائيل حدودا شرقية دائمة للدفاع عن أنفسنا".
وأعلنت الصين اليوم أن أية خطة بشأن القضية الفلسطينية يتعين أن "تراعي وجهات نظر واقتراحات الأطراف الأساسية المعنية، خاصة الجانب الفلسطيني".
أدلت هوا تشون يينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، بهذه التصريحات بعد أن كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن الجانب السياسي في خطته المثيرة للجدل بشأن السلام في الشرق الأوسط التي تدعو إلى حل الدولتين بينما تعترف بالقدس "عاصمة غير مقسمة" لإسرائيل.
وقالت هوا إن الصين تدرس هذه الخطة.
وشددت المتحدثة على أن الصين تؤمن دائما بأن قرارات الأمم المتحدة والتوافقات الدولية ذات الصلة، مثل حل الدولتين ومبدأ الأرض مقابل السلام، تمثل أساس تسوية القضية الفلسطينية، ويتعين الالتزام بها.
وحثت المتحدثة على التوصل إلى اتفاقيات من خلال الحوار والتفاوض على قدم المساواة لتسهيل تسوية شاملة وعادلة ومستدامة للقضية الفلسطينية في وقت مبكر.
ودعت مصر الفلسطينيين والإسرائيليين إلى دراسة خطة السلام التي أعلن عنها ترامب وفتح قنوات باستئناف المفاوضات برعاية أمريكية .
وذكرت الخارجية المصرية إن مصر تقدر الجهود المتواصلة التي تبذلها الإدارة الأمريكية من أجل التوصل إلى سلام شامل وعادل للقضية الفلسطينية بما يسهم في دعم الاستقرار والأمن بالشرق الأوسط وينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي .
ودعت مصر الطرفين المعنيين بالدراسة المتأنية للرؤية الأمريكية لتحقيق السلام والوقوف على كافة أبعادها وفتح قنوات الحوار لاستئناف المفاوضات برعاية أمريكية لطرح رؤية الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل التوصل إلى اتفاق يلبي تطلعات وآمال الشعبين في تحقيق السلام الشامل والعادل فيما بينهما ويؤدي لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
بينما قالت السلطة الفلسطينية إن خطة السلام الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط تهدف إلى إقامة كيان فلسطيني معزول في قطاع غزة .
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقب اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية في رام الله، إن "القدس ليست للبيع، وكل حقوقنا ليست للبيع والمساومة، وصفقة المؤامرة لن تمر، وسيذهبها شعبنا إلى مزابل التاريخ كما ذهبت كل مشاريع التصفية والتآمر على هذه القضية".
وأضاف، أن مخططات تصفية القضية الفلسطينية "إلى فشل وزوال ولن تسقط حقا ولن تنشئ التزاما"، مؤكدا "سنعيد هذه الصفعة صفعات في المستقبل".
وكشف وزير الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية رياض المالكي عن تحرك فلسطيني لدعوة مجلس الأمن الدولي للانعقاد لبحث خطة السلام الأمريكية.
وأكد المالكي وضع خطة تحرك فلسطينية لإسقاط الخطة الأمريكية ستبدأ بعقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب في جامعة الدول العربية في القاهرة السبت المقبل بحضور الرئيس محمود عباس.
فيما أعلنت السعودية أنها تشجع البدء في مفاوضات مباشرة للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل تحت رعاية أمريكية ومعالجة أي خلافات في خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إنها "اطلعت على إعلان الإدارة الأمريكية عن خطتها للسلام بعنوان (رؤية السلام والازدهار ومستقبل أكثر إشراقا)، وفي ضوء ما تم الإعلان عنه فإن المملكة تجدد التأكيد على دعمها لكافة الجهود الرامية للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية".
وأضافت أن الرياض "تشجع البدء في مفاوضات مباشرة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية، ومعالجة أي خلافات حول أي من جوانب الخطة من خلال المفاوضات، وذلك من أجل الدفع بعملية السلام قدما للوصول إلى اتفاق يحقق للشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه المشروعة".
وأعلنت اليمن موقفها الداعم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس " ثابت ولن يتغير"، وذلك عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خطته للسلام في الشرق الأوسط.
وقالت وزارة الخارجية اليمنية إن "موقفنا في الجمهورية اليمنية ثابت وراسخ وداعم - ولن يتغير- تجاه القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق غير القابلة للتصرف وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
وتابعت "أن الشعب اليمني سيبقى دائما وأبدا مع الشعب الفلسطيني ومع حقه في أرضه ودولته ولن نحيد".
وأكدت الحكومة السورية اليوم رفضها وإدانتها لخطة السلام الأمريكية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المعروفة إعلاميا بـ "صفقة القرن".
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية قوله إن سوريا تعرب عن إدانتها الشديدة ورفضها المطلق لـ "صفقة القرن"، واصفة بأنها "وصفة للاستسلام لإسرائيل وتندرج في إطار "المحاولات المستمرة للإدارات الأمريكية وإسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية وتجاهل الشرعية الدولية وإجهاض قراراتها بخصوص الصراع العربي الإسرائيلي".
من جانبه قال المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي اليوم إن القضية الفلسطينية لن تمحى من الأذهان، مشيرا إلى أنه لن يسمح بتنفيذ ما يسمى بـ"صفقة القرن".
وأضاف مكتب خامنئي في حسابه على موقع ((تويتر)) إنه رغما عن أنوف المسؤولين الأمريكيين لن تتحقق أبدا سياسة واشنطن الشيطانية والخبيثة المسماة "صفقة القرن"، مضيفا أن الأمريكيين يرتكبون حماقة رعناء بمساعيهم لتهويد بيت المقدس وقولهم بأنّه يجب أن يكون بأيدي اليهود.
ومن جانبه أعلن الأردن أن حل الدولتين، الذي يلبي الحقوق المشروعة للفلسطينيين في إقامة دولة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو السبيل الوحيد للسلام.
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، في بيان إن الأردن يؤكد "أن حل الدولتين الذي يلبي الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وخصوصا حقه في الحرية والدولة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفق المرجعيات المعتمدة وقرارات الشرعية الدولية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل والدائم".
وتابع الصفدي بعد إعلان الرؤية الأمريكية للسلام أن المبادئ والمواقف الثابتة للمملكة إزاء القضية الفلسطينية والمصالح الوطنية الأردنية العليا هي التي تحكم تعامل الحكومة مع كل المبادرات والطروحات المستهدفة حلها.
ومن جانبه أكد الرئيس اللبناني ميشال عون خلال اتصال أجراه اليوم بالرئيس الفلسطيني محمود عباس "تضامن لبنان رئيسا وشعبا مع الشعب الفلسطيني في مواجهة التطورات التي نشأت عما بات يعرف بـ(صفقة القرن)".
وشدد عون، خلال الاتصال بحسب بيان صدر عن الرئاسة اللبنانية، على أهمية وحدة الموقف العربي حيال هذه التطورات.
وجدد تمسك لبنان بالمبادرة العربية للسلام التي أقرتها القمة العربية التي انعقدت في بيروت في العام 2002، لاسيما لجهة حق عودة الفلسطينيين إلى أرضهم وقيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.
وقال جوسيب بوريل، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي إن التكتل سيدرس ويقيم خطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتعهد بالتزام الاتحاد الأوروبي الثابت والموحد بحل دولتين عن طريق التفاوض القابل للتطبيق، مجددا استعداد الاتحاد الأوروبي لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل وفلسطين.
وحث بوريل الجانبين على إظهار التزام حقيقي بحل الدولتين باعتباره السبيل الحقيقي الوحيد لإنهاء الصراع.
وأكد العراق وقوفه مع الفلسطينيين حتى تحقيق حقوقهم المشروعة التي ضمنتها قرارات مجلس الأمن الدولي، داعيا الدول العربية والإسلامية مساندة الفلسطينيين للحصول على حقوقهم.
وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان " يقف العراق مع إخوانه الفلسطينيين في حقوقهم المشروعة التي ضمنتها الشرعية الدولية، وقرارات مجلس الأمن، وحقهم في العودة إلى بيوتهم وأراضيهم".