人民网 2020:01:31.21:46:31
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق إخباري : مصانع الراشي تستعيد عافيتها شرقي الموصل

2020:01:31.21:42    حجم الخط    اطبع

الموصل، العراق 31 يناير 2020 (شينخوا) بدأت المناطق التي تحررت من سيطرة التنظيم المتطرف في مدينة الموصل مركز محافظة نينوى كبرى مدن الشمال العراقي باستعادة عافيتها وإعادة الصناعات المحلية التي وفرت العديد من فرص العمل والمردود المادي الذي يساهم في تحسين الوضع الاقتصادي.

ومن هذه المناطق بلدة بعشيقة التي تقع على بعد (14 كم) شرق الموصل، والتي أعيدت فيها بعض المصانع لصناعة الراشي (زيت السمسم أو الطحينية) بعد أن دمرها التنظيم الإرهابي خلال احتلاله للبلدة في شهر أغسطس 2014 .

وبعد أن بدأت عجلات هذه المصانع بالدوران لإنتاج الراشي، الذي يعد من أهم الصناعات المحلية التي تشتهر بها محافظة نينوى بشكل عام، حتى توفرت العديد من فرص العمل للسكان المحليين الأمر الذي أدى إلى تحسن دخلهم ما يساهم في عمليات الاستقرار وإعادة الحياة إلى ما كانت عليه.

وتتميز صناعة الراشي (زيت السمسم ) بنوعيتها ونكهة مذاقها، وهي تستخلص من مادة السمسم الذي تكمن أهميته وقيمته الغذائية باحتوائه على سعرات حرارية كبيرة خاصة في فصل الشتاء ، حيث يعتبره أبناء الموصل ضيف المائدة في وجبات الافطار الصباحي.

وأغلب سكان بعشيقة هم من الإيزيديين، إلى جانب أعداد متفاوتة من المسيحيين والمسلمين والتركمان، وفيها العديد من المواقع الأثرية القديمة.

وقال رائد حيران توفيق (55 عاما) وهو صاحب معمل لصناعة الراشي لوكالة أنباء ((شينخوا)) "إن صناعة الراشي بدأت بالعودة من جديد نهاية عام 2017 أي بعد تحرير مدينة الموصل وبلدة بعشيقة من التنظيم الإرهابي "داعش" والذي دمر كل المصانع وسرق ومعداتها والمعاصر الخاصة بعصر مادة السمسم بل حتى المولدات الكهربائية قام بسرقتها من تلك المصانع".

وأضاف " قمنا بجلب الماكينات من داخل الموصل، وبعضها وجدناه في المناطق الصناعية بمخازن التنظيم، وبعضها الآخر تم العثور عليها في أسواق المدينة، وبعض هذه الماكينات جلبناها عن طريق سماسرة يتاجرون في المواد المسروقة وأخرى تم إرجاعها من قبل سكان الموصل".

وأوضح بأنه قام باسترجاع هذه الممتلكات بجهود ذاتية لكي يعيد تشغيل مصانع انتاج الراشي وتوزيعه في الأسواق المحلية.

وكشف توفيق أنه خسر أكثر من نصف مليون دولار جراء ما جرى لمصنعه من نهب وسرقة وتدمير، مبينا أنه أعاد الحياة للمصنع وهو الأن ينتج ويقوم بتسويق منتجه إلى الاسواق المحلية.

واشتكى توفيق من عدم وجود دعم حكومي لأصحاب مصانع الراشي وكذلك قلة التسويق لكنه لايزال يأمل خيرا في المستقبل القريب قائلا " نحن نعمل على تطوير هذه الصناعة بإدخال التكنولوجيا الحديثة من ماكينات ومعدات جديدة وإضافة أحواض مائية اخرى تدخل ضمن مراحل الانتاج".

بدوره قال غانم الياس صاحب معمل لصناعة الراشي، الذي ورثه عن والده وأجداده "إن هذه الصناعة مرت بعدة مراحل عبر تاريخها وأزمنتها المختلفة ، حيث بدأت بالصناعة البدائية التقليدية في عام 1949 عندما كانت تنتج من خلال الآلة الحجرية البدائية التي تجرها الحيوانات وتقوم بعصر مادة السمسم ".

وذكر أن تطوير هذه الصناعة تم على مراحل إلى أن وصلت لمراحل متقدمة بعد أن ادخلت التكنولوجيا والآلات الحديثة لصناعة الراشي ما أدى إلى انتشارها في عدة مناطق من محافظة نينوى وليس الموصل وحدها، مبينا أن بعشيقة تعد الأكثر شهرة في هذه الصناعة.

وعلى بعد نصف كيلو متر إلى الشمال من بلدة بعشيقة اختار خورشيد رشيد (40 عاما) موقعا لمصنعه الصغير المخصص لصناعة الراشي والذي لا تقل طاقته الانتاجية عن باقي مصانع البلدة، بالقرب من سفح جبل بعشيقة الشهير.

وقال رشيد "بعد إعادة تأهيل المصنع نقوم بشراء السمسم من الأسواق ويدخل بالمرحلة الأولى وهي تنقيع السمسم في أحواض ماء كبيرة كونكريتية ويترك قرابة خمس ساعات، وبعدها نقوم بتجفيفه بفرشه على الأرض ثم يدخل مرحلة وضعه بماكينة قشارة لتقشيره وبعدها نقوم مرة أخرى بغسله بالماء والملح في الأحواض المائية الكونكريتية لفصل الشوائب عنه".

وأضاف أن المرحلة الثالثة تشمل غسل السمسم مرة أخرى لإزالة الملوحة منه وهذه تسمى عملية التحلية، بعد ذلك يتم تنشيفه من الماء ووضعه في أفران خاصة لقلي السمسم وتحميصة بدرجة حرارة خاصة ثم يتم تحويله إلى مرحلة التصفية بمكائن غرابيل كبيرة بعدها يوضع في المعاصر لعصره ومن ثم تتم عملية التعبئة ووضعه في علب بلاستيكية لتوزيعه إلى الاسواق المحلية في عموم العراق".

وكشف رشيد عن وجود صعوبات تواجه عمل مصانع انتاج الراشي منها عدم وجود دعم من قبل الحكومة خاصة في مجال توفير الطاقة الكهربائية، والمواد الأولية وكذلك انتشار عدد من المعامل الصغيرة التي لا تخضع للرقابة الصحية والتي تسوق بأقل الاسعار".

بدوره قال نشوان جيجو أحد سكان بعشيقة "إن هذه الصناعة تصنف ضمن التراث والأعمال والصناعات الفلكلورية لهذه البلدة القديمة التي اشتهرت بعدة صناعات في مقدمتها صناعة الراشي، كونها مادة غنية بالسعرات الحرارية والتي يعتبرها السكان مادة غذائية دسمة يتناولونها في وجبات الفطور الصباحية".

وأضاف " أن الراشي أصبح يستخدم بعدة صناعات محلية أخرى كصناعة الحلاوة وصناعة أطباق المقبلات التي تقدم كوجبات أساسية في أغلب المطاعم كما تم إدخال هذه المادة في صناعة المعجنات والكعك".

إلى ذلك قال الخبير الاقتصادي أحمد المعاضيدي "إن الصناعات المحلية العراقية لم تعد كما كانت عليه في السابق حيث أغلقت أغلب المصانع والمعامل بسبب قلة الدعم الحكومي ووجود بضائع مستوردة من خارج العراق".

وأضاف " أما صناعة الراشي ربما تختلف عن باقي المصانع في العراق سيما في الموصل حيث تستهلك هذه الصناعات من مادة السمسم آلاف الأطنان كما أن أغلب تلك المصانع يتم صنع مكائنها محليا وهذا ما يفسر عودتها إلى الانتاج".

وأكد انه بعد تحرير المدينة من سيطرة التنظيم المتطرف أعيد فتح العشرات من مصانع الراشي في بعشيقة وتلكيف ومناطق أخرى في محافظة نينوى، وعادت لتطرح انتاجها عبر الأسواق المحلية وفي كل محافظات العراق ما وفر العديد من فرص العمل والذي سيساهم في تحسن الاقتصاد في المحافظة.

وأحتل التنظيم المتطرف مدينة الموصل وعموم محافظة نينوى في العاشر من يونيو 2014 ، وبقي فيها أكثر من ثلاث سنوات حتى طردته منها القوات العراقية بعد معارك عنيفة استمرت عدة أشهر أسفرت عن دمار كبير في البنى التحتية والاقتصادية ومنازل المواطنين.

وأعلن حيدر العبادي رئيس الوزراء السابق في العاشر من يوليو 2017 تحرير مدينة الموصل من سيطرة التنظيم المتطرف التي أعلنها عاصمة لما يسمى دولة الخلافة.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×