بكين 18 فبراير 2020 (شينخوا) أُعدت الموائد، وجهزت الأطعمة للتقديم، غير أن هناك مشكلة وحيدة لجميع المطاعم في أنحاء الصين: لم يأت الضيوف.
ومع أن شركات الأطعمة بالصين كانت جاهزة لأعمالها المزدهرة في عطلة عيد الربيع، وهو موسم ذروة تقليدي، إلا أن تفشي فيروس كورونا الجديد في البلاد منع الناس من تناول الأطعمة مع الآخرين وفي خارج المنزل، مما تسبب بخسائر غير متوقعة لصناعة الأطعمة ومثل صدمة لأصحاب المطاعم في انحاء البلاد.
وحسب الجمعية الصينية للطبخ، فإنه في عام 2019 ، احتلت المكاسب أثناء عطلة عيد الربيع التقليدي حوالي 15 في المائة من إجمالي الإيرادات السنوية لصناعة الأطعمة المقدرة بـ4.6 تريليون يوان (حوالي 667 مليار دولار أمريكي).
ووسط تفشي الوباء، تم إلغاء قرابة جميع الحجوزات للوجبات وحفلات الزفاف، وعلق عدد كبير من المطاعم أعماله، حسب تقرير اصدرته الجمعية بشأن آثار الوباء على صناعة الأطعمة.
واضطرت المطاعم التي كانت تعتمد بشكل كبير على مكاسب تناول الأطعمة في حرم المطاعم إلى تركيز جهودها على أعمال التوصيل السريع لوجباتها الجاهزة، آملة في أن تساعد هذه الخطوة على تخفيف ضغوطها المتعلقة بالتكاليف العامة مثل الإيجار ورواتب العمال.
وأطلق مطعم للأطعمة البحرية في مدينة جينان بمقاطعة شاندونغ شرقي الصين مؤخرا خدمات التوصيل السريع للوجبات الجاهزة للأفراد وخدمات تقديم وجبات محددة لشركات.
وقالت يوي تينغ تينغ، مديرة للمطعم، إن عدد طلبات الوجبات ازداد إلى ما بين 40 و50 كل يوم.
ولطمأنة الزبائن بأن الأطعمة الجاهزة للتوصيل السريع آمنة وخالية من فيروسات، قام كثير من المطاعم بوضع أوراق على الوجبات مكتوب عليها درجات حرارة الجسم للطواقم التي قامت بإعداد الأطعمة وتوصيلها.
وقال ليو ون جون، نائب رئيس جمعية الطبخ في مقاطعة شاندونغ، إنه لمواجهة الضغوط التشغيلية الضخمة، تسارع الكثير من شركات الأطعمة جاهدة لحفز خدمات التوصيل السريع للوجبات الجاهزة، لتقليل آثار تفشي الفيروس عليها.
وذكر ليو أنه "في حين يمثل تطوير الأعمال الخاصة بالتوصيل السريع خطة طوارئ لكثير من المطاعم في الوقت الحالي، إلا إنه مجال بإمكان هذه المطاعم تطويره بشكل أكبر في المستقبل".
وقد بدأت منصة ميتوان ديانبينغ، منصة إلكترونية كبرى لتوصيل الأطعمة وحجز التذاكر في الصين، مشروعا لتقديم خدمات الأطعمة للشركات التي استأنفت أعمالها وسط تفشي الوباء .
وقال مدير تنفيذي في المنصة إن المشروع يمكنه المساعدة في ضمان الأطعمة للشركات وفي الوقت نفسه دعم المطاعم التي تواجه سوقا راكدا.
وقد شاركت أكثر من 150 شركة للأطعمة في مدن بكين وشانغهاي وشنتشن في المشروع.
وإلى جانب تقليل آثار تفشي الوباء على أعمالها، لاتزال شركات الأطعمة تتابع التطورات وتعمل بكل جهدها لدعم مكافحة الوباء في البلاد.
وفي مدينة شيجياتشوانغ حاضرة مقاطعة خبي في شمالي الصين، دعت جمعية الطبخ والمطاعم في المدينة شركات الأطعمة المحلية إلى دعم أعمال مكافحة الوباء.
وذكرت الجمعية أن 8 شركات للأطعمة تنطبق عليها مقاييس توصيل الوجبات الجاهزة في المدينة، قد شاركت بنشاط في تقديم 3 وجبات مجانا كل يوم لأكثر من 200 عامل طبي في مستشفى خاص لمعالجة مرضى الوباء في المدينة، علاوة على تقديم وجبات مجانا لأهالي الطواقم الطبية التي ذهبت إلى مدينة ووهان حاضرة مقاطعة هوبي ومركز تفشي الوباء، لتقديم خدمات طبية.
وحتى الوقت الحالي، قد قدمت هذه الشركات حوالي 6000 وجبة مجانا للطواقم الطبية المنخرطة في مكافحة الوباء في المدينة.