بكين 24 فبراير 2020 (شينخوانت) يعتبر الفلاحون عمودا فقريا للصين لأنها دولة زراعية كبيرة في العالم. واقترح التقرير المقدم إلى المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني الذي عقد في عام 2012 لأول مرة رسميًا بناء مجتمع رغيد الحياة بحلول عام 2020، فقد أشار التقرير إلى أن ثروة المزارعين هي ثروة حقيقية للصين، ويرتبط حل مشكلات الزراعة والمناطق الريفية والمزارعين عموما ببناء مجتمع رغيد الحياة بشكل شامل.
وبفضل دعم من سياسات الدولة، تتحسن حياة المزارعين باستمرار، حيث يختار المزيد من الشباب العاملين في المدن الكبرى العودة إلى الأرياف ليصبحوا مزارعين جددا في العصر الجديد ويستخدمون حكمتهم وجهدهم لخلق حياة سعيدة، مثل بطل قصة اليوم السيد وانغ شيو ليانغ.
وتغمر بكين في فصل الشتاء القاسي رائحة الكستناء التي تعطر الشوارع، ولا يتحلى الكستناء بطعم لذيذ فحسب، بل إنه مغذٍ أيضًا، فهو هدية من الطبيعة للبشر ضد البرد الشديد في فصل الشتاء. وتقع منطقة "هواي رو" في شمال شرقي بكين، حيث توجد فيها العديد من أشجار الكستناء، وهي أكبر منطقة منتجة للكستناء في بكين. وقبل سنوات عديدة، ونظرًا لأن شباب القرية ذهبوا إلى العمل في المدن الكبيرة، فلم يتمكن كبار السن من القيام بالكثير من الأعمال الزراعية، مما أدى إلى انخفاض إنتاج الكستناء.
وولد السيد وانغ شيو ليانغ في منطقة "هواي رو"، مثل الشباب الآخرين في قريته، وبعد تخرجه من المدرسة الثانوية، سافر إلى شانغهاي وقوانغتشو وغيرهما من المدن الكبيرة للبحث عن فرصة عمل، ولكنه لم يحقق تطلعاته هناك. وبعد معرفته لدعم الحكومة للزراعة واهتمام المزارعين من خلال وسائل الإعلام، قرر العودة إلى مسقط رأسه لزراعة الكستناء عام 2015.
وتعلم وانغ شيو ليانغ تقنية زراعة الكستناء من المزارعين المسنين ذوي الخبرات الغنية في مسقط رأسه وكذلك أدخل إصلاحا وابتكارا على طريقة الزراعة. وقال لمراسل شينخوا إنه مع تحسن الظروف المعيشية للشعب الصيني، أخذ يولي الناس المزيد من الاهتمام للتغذية والصحة، لذلك فإنه يصر على ممارسة الزراعة الخضراء دون استخدام المبيدات الحشرية، وأضاف أن الرئيس شي جين بينغ قال إن الجبال الخضراء والمياه النظيفة هي ثروة أغلى من الذهب، وإن الزراعة الإيكولوجية لا يمكنها تحسين جودة المنتجات فحسب، بل تؤدي دورا كبيرا في حماية البيئة، إذ لا يمكن للبشر استعادة الطبيعة إلا بحب الطبيعة.
وفي الوقت نفسه، دعمته حكومة المنطقة بكل وسعها لتشجيعه على ريادة الأعمال، حيث دعا خبراء زراعة الكستناء والخبراء في مجال الزراعة من مقاطعة شاندونغ لمساعدته على تطعيم أشجار الكستناء، وأصبح النوع الجديد من أشجار الكستناء أكثر مقاومة للجفاف والحشرات.
ويولي السيد وانغ شيو ليانغ اهتمامًا كبيرًا لجودة المنتجات، ويستخدم أسلوب الفرز اليدوي لضمان أن تكون كل وحدة من الكستناء سليمة وبحجم واحد تقريبًا. وبفضل جهوده، أصبح الكستناء الذي يزرعه أكثر شهرة في بكين، وأكثر شعبية لدى المستهلكين، ويرتفع سعره باستمرار. وبفضل النجاحات التي تحققت، عاد المزيد من شباب القرية متأثرين به إلى مسقط رأسهم وزرعوا معه الكستناء.
وفي الوقت الحاضر، أصبح لدى وانغ شيو ليانغ حديقة كستناء في منطقة "هواي رو" وسماها بـ"حديقة تشينغ جينغ". وفي نهاية كل أسبوع، ينظم دورة تدربية خيرية للأطفال ويعلمهم المعارف الزراعية. وعند حديثه عن المستقبل، قال وانغ شيو ليانغ إنه يأمل في تمكينه من إنشاء علامته التجارية الخاصة من الكستناء، بحيث يمكن للناس من كل أنحاء البلاد حتى العالم أجمع تذوق الكستناء اللذيذ من "هواي رو".