الرئيسان الصيني والتشيلي يناقشان هاتفيا الوضع بشأن "كوفيد-19" والعلاقات الثنائية

بكين 28 فبراير 2020 (شينخوا) ناقش الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس التشيلي سباستيان بينيرا الوضع الراهن بشأن فيروس (كوفيد-19) وسُبل تعزيز العلاقات الثنائية، وذلك خلال اتصال هاتفي جرى بينهما الليلة الجمعة.

وقال شي إن تفشي الفيروس يمثل حالة طوارئ للصحة العامة هي الأسرع في الانتشار والأوسع من حيث نطاق العدوى والأكبر من حيث صعوبة الاحتواء، بين حالات طوارئ الصحة التي شهدتها الصين منذ تأسيسها.

وأوضح شي "منذ تفشي الحالة المرضية، أقود بنفسي العمل وأضع الترتيبات. أصبحت البلاد بأسرها أمة تسعى نحو هدف واحد وتتشارك المصير ذاته، واتخذت أكثر إجراءات الوقاية والسيطرة شمولا وقوة ودقة"، مضيفا أن الاتجاه الإيجابي في الوقاية من المرض والسيطرة عليه يكتسب زخما قويا في الوقت الراهن، بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها البلاد.

وتابع شي "لدينا تمام الثقة والقدرة واليقين في الفوز بالمعركة ضد المرض".

وشدد شي على أن الصين، في خضم تلك المعركة ضد المرض، تتمسك دائما برؤية مجتمع مصير مشترك للبشرية، وبتوجه يقوم على الانفتاح والشفافية والمسؤولية وتشارُك المعلومات بسرعة مع منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي، ويقوم أيضا على الاستجابة الفعالة لمخاوف مختلف الأطراف وتعزيز التعاون الدولي، بما يمنع انتشار المرض حول العالم.

ولفت شي إلى أن منظمة الصحة العالمية والمجتمع الدولي أشادا بإجراءات الوقاية والسيطرة التي نفذتها الصين، مضيفا أن حكومات وشعوب الكثير من البلدان، بينها تشيلي، قدمت للصين دعما قويا بمختلف الوسائل، الأمر الذي تمتن له الصين كثيرا.

وأشار شي إلى أن الأمة الصينية مرت بالكثير من المحن عبر تاريخها، لكنها لم تُقهر قط، مؤكدا أن تأثير المرض على الاقتصاد الصيني تأثير مؤقت وقابل للمعالجة، وأن أساسات النمو الاقتصادي الصيني الجيد طويل الأجل لا تزال على حالها دون تغيير.

وأضاف شي أن الصين، في الوقت الذي تبذل فيه جهودا كبيرة ودقيقة في الوقاية من المرض والسيطرة عليه، تعتزم أيضا تطبيق المزيد من السياسات والإجراءات لاستئناف الإنتاج تدريجيا على نحو منظم، ولضمان تحقيق أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهذا العام.

وأوضح شي أن الشراكة الاستراتيجية الشاملة القائمة بين الصين وتشيلي هي العلاقة التي تقود سلسلة العلاقات بين الصين وأمريكيا اللاتينية منذ وقت طويل، لافتا إلى النتائج الإيجابية التي أسفرت عنها الزيارة التي أجراها بينيرا للصين العام الماضي.

وفي معرض إشارته إلى أن هذا العام يوافق الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حث شي الجانبين على انتهاز تلك المناسبة فرصةً للحفاظ على التبادلات رفيعة المستوى وعلى ضمان نجاح فعاليات الاحتفال بتلك المناسبة.

وحث شي الجانبين أيضا على توسيع نطاق التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والابتكار التكنولوجي والبنية التحتية، عبر تعزيز التعاون عالي الجودة في إطار الحزام والطريق.

وشدد شي على أنه يتعين على الجانبين، في الوقت ذاته، العمل معا لحماية التعددية، ودعم تحرير التجارة والاستثمار وتيسيرهما، ومواجهة التحديات العالمية مثل التغير المناخي.

وقال شي إن البلدين يستطيعان بهذا الشكل المضي قدما في صداقتهما، وفي ضمان التطور السليم للتعاون الثنائي وتحقيق المزيد من المنافع للشعبين.

وبالنيابة عن تشيلي، حكومة وشعبا، أعرب بينيرا عن خالص مواساته للشعب الصيني بشأن تفشي المرض، وعن دعمه القوي للشعب الصيني في جهوده الموحدة التي يبذلها في إطار مكافحة المرض.

وأضاف أن الصين- في ظل القيادة القوية للحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية- اتخذت إجراءات فعالة للغاية في معالجة المرض، الذي خضع انتشاره للسيطرة تدريجيا.

وفي معرض إشارته إلى أن الصين دولة عظيمة مرت بالعديد من المصاعب والمحن، أعرب بينيرا عن إيمانه بأن الصين- تحت قيادة شي القوية- ستحقق قطعا انتصارا كاملا على الفيروس خلال وقت قريب.

وأضاف بينيرا أن تشيلي تقف على أهبة الاستعداد لتعزيز التعاون مع الصين في مواجهة التحدي الذي تمثله الأمراض المعدية، وفي حماية أمن الصحة العامة العالمي.

وأكد بينيرا أن تشيلي، تمنح أولوية في سياستها الخارجية لعلاقاتها مع الصين، وأنها تعتزم انتهاز فرصة الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية الثنائية، في التعاون مع الصين لتعزيز التضافر في مختلف المجالات، وتعزيز التعاون في إطار الحزام والطريق، وحماية التعددية، ودعم التنسيق في الشؤون الدولية، بما ينهض بالعلاقات بين تشيلي والصين إلى مستوى جديد.