واشنطن 15 أبريل 2020 (شينخوا) واجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ردود فعل حادة يوم الأربعاء بعد قراره بوقف تمويل بلاده لمنظمة الصحة العالمية، وسط تفشي وباء كوفيد-19 بالعالم.
ووصفت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، كبيرة الديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي، القرار بأنه "بلا معنى"، في وقت تقود فيه منظمة الصحة العالمية، المعركة العالمية ضد وباء فيروس كورونا الجديد.
وقالت بيلوسي في تصريح "لن نتمكن من النجاح في دحر هذا الوباء العالمي، إلا من خلال استجابة دولية منسقة مستندة إلى العلوم والبيانات".
وأضافت أن القرار "خطير" و"غير قانوني"، متعهدة بأنه "سيواجه تحديا سريعا".
وكتب لورنس جوستين، مدير معهد أونيل لقانون الصحة الوطني والعالمي، في جامعة جورجتاون بواشنطن العاصمة، كتب على تويتر يوم الأربعاء أنه في الولايات المتحدة "يخصص الكونغرس الأموال لأغراض خاصة" و"السلطة التنفيذية مطالبة عادة بإنفاق هذه الأموال".
وحذر من أنه "لكن ترامب يمكن أن يؤخر ويعطل. ورفضه لتقديم التمويل (لمنظمة الصحة العالمية) سيثير آثارا أخلاقية / قانونية كبيرة، تشكل أسبابا للتحقيق والرقابة".
وخلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض يوم الثلاثاء وإعلان قرار وقف التمويل، زعم ترامب أن "منظمة الصحة العالمية فشلت في الحصول على المعلومات وتبادلها بشكل مناسب وفي الوقت المناسب وبطريقة شفافة"، مضيفا أن مراجعة تجري بهذا الصدد.
ويوم الأربعاء، ضاعف من انتقاداته لوكالة الأمم المتحدة المتخصصة هذه (منظمة الصحة العالمية)، التي تتخذ من جنيف مقرا لها، واتهمها، دون تقديم أي دليل، بما زعم أنه تستر حول تفشي فيروس كورونا الجديد، وسوء إدارة التفشي.
جاءت هذه التصريحات في الوقت الذي تدافع فيه إدارة ترامب بقوة عن تعاملها مع الأزمة في داخل الولايات المتحدة، بعد انتقادات لها حول تقليلها من خطر الفيروس في وقت مبكر وفشلها وتأخرها في توفير الاختبارات اللازمة.
وتسبب الفيروس في 637 ألف إصابة على الأقل وأكثر من 30 ألف حالة وفاة في الولايات المتحدة، وكليهما أعلى رقم مسجل في هذا المجال.
كان مشرعون وخبراء صحيون في الولايات المتحدة قد قالوا إن البيت الأبيض اختار منظمة الصحة العالمية ليجعلها كبش فداء، على أمل تشتيت انتباه الناس عن إخفاقاته في الاستجابة للوباء.
وقال كريس مورفي، وهو سيناتور أمريكي من كونيكتيكت، في تغريدة يوم الأربعاء، إن "منظمة الصحة العالمية أنتجت 1.4 مليون اختبار بنهاية فبراير"، مضيفا "ولم نأخذ أيا منها، لأن ترامب قرر إنتاج الاختبارات بنفسه، ثم أفسد التطوير وبدء التنفيذ".
وأضاف مورفي "لم تكن منظمة الصحة العالمية هي التي وضعتنا في الموقف الذي نحن فيه اليوم. لقد كان رئيسنا".
وفي تغريدة أخرى يوم الأربعاء، قال جوستين، إن وقف تمويل منظمة الصحة العالمية "سيكون كارثيا".
وكتب هذا البروفيسور "أن الدول الفقيرة التي على وشك الوصول إلى ذروات تفشي #كوفيد-19، تعتمد على منظمة الصحة العالمية في الحصول على الموارد والخبرة"، مضيفا "ومن دون المزيد من المخصصات المالية، سيموت الكثير من الناس، وسيكون رد الفعل سلبيا أيضا على الولايات المتحدة".
أما المؤسس المشارك لمؤسسة مايكروسوفت، بيل غيتس، فكتب على تويتر يوم الأربعاء، أن وقف تمويل منظمة الصحة العالمية خلال هذه الأزمة الصحية العالمية، "أمر خطير فعلا".
وأكد غيتس المعروف بتبرعاته الخيرية، على أن "عملهم (بمنظمة الصحة العالمية) يبطئ انتشار كوفيد-19، وإذا توقف هذا العمل، فلن تتمكن أي منظمة أخرى من الحلول محلهم. العالم بحاجة إلى منظمة الصحة العالمية الآن أكثر من أي وقت مضى".
ووفقا لإحصاء جديد من جامعة جونز هوبكنز ليلة الأربعاء، تجاوز عدد حالات الإصابة المؤكدة بكوفيد-19 في جميع أنحاء العالم مليوني حالة، مع أكثر من 136 ألف حالة وفاة.
وكتب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، تغريدة يوم الأربعاء، قائلا إن فيروس كورونا الجديد لا يميز بين الدول الغنية والفقيرة أو الكبيرة والصغيرة، وبغض النظر عن جنسيات الناس أو أعراقهم أو أيديولوجياتهم.
وقال "إنه الوقت الضروري لنا جميعا أن نتحد في كفاحنا المشترك ضد تهديد مشترك، وعدو خطير"، مضيفا "وسنواصل العمل مع كل دولة وكل شريك لخدمة شعوب العالم، مع التزام ثابت جدا بالعلوم والحلول والتضامن".
إلى جانب ذلك، قال المدير العام للمنظمة إن أداء منظمة الصحة العالمية في معالجة الوباء، ستتم مراجعته من قبل أعضائها والهيئات المستقلة، في الوقت المناسب.
وأضاف أن "هذا جزء من العملية المعتادة لضمان الشفافية والمساءلة والتوصيات بشأن الاستجابات المستقبلية لمواجهة تفشي الفيروس".