بكين 16 أبريل 2020 (شينخوا) إن الإدارة الأمريكية تضيف حالة تلو أخرى من القرارات غير الحكيمة التي تتخذها، لتوضح كيف لقرارات قصيرة النظر يتخذها بعض السياسيين الذين يسعون لتحقيق مصالح سياسية أنانية، أن تعرّض أمن الصحة العامة للبشرية للخطر.
ففي خضم أزمة صحية عالمية، أعلنت الإدارة الأمريكية وقف تمويلها لمنظمة الصحة العالمية، وهي المؤسسة الدولية الأكثر موثوقية ومهنية في مجال أمن الصحة العامة العالمي.
وفي الوقت الذي تحتاج فيه منظمة الصحة العالمية إلى الدعم بمزيد من الموارد، فإن القرار الأمريكي الذي اتُخذ في سياق محاولات لإبعاد اللوم عنها إزاء فشلها في التصرف بسرعة وكفاءة لحماية الصحة العامة، لن يضعف فقط قدرة منظمة الصحة العالمية ويقوض التعاون الدولي في مكافحة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، ولكنه كذلك سيؤثر سلبا على الولايات المتحدة نفسها.
لم يكن هذا القرار هو أول قرار من القرارات قصيرة النظر تتخذه الإدارة الأمريكية مؤخرا؛ فمنذ تفشي المرض، حاول بعض مسؤولي النخبة في واشنطن توسيع نفوذهم السياسي من خلال نشر أكاذيب حول أصل الفيروس، واتهام الصين بلا أساس "بالتضليل" و"التستر".
ومع ذلك، فقد فشلوا في توصيل رسائل واضحة ومتسقة عن حالة المرض في الولايات المتحدة، ولم يضعوا حلولا كما هو مطلوب.
إنهم يحاولون التهرب من الانتقاد العام بسبب النقص الحاد في معدات الحماية عبر الولايات المتحدة، لكنهم لم يبدوا أي علامات على إعادة التفكير في كيفية إسهام الرسوم الجمركية في جعل الإمدادات الطبية أكثر تكلفة وأقل إتاحة للجمهور، ما يعوق الاستجابة للمرض.
وباختصار، فإن الإدارة الأمريكية لا تفوت فرصة لوضع الآخرين ككبش فداء إزاء الأضرار التي تسببت بها قراراتهم والتي نالت من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. والآن ذهب هذا التكتيك إلى حد مطالبة الصين بدفع تعويضات بسبب تفشي كوفيد-19.
لقد ظهرت تكاليف مثل هذه القرارات قصيرة النظر، حيث فقد المزيد من السكان وظائفهم ورعايتهم الصحية وحياتهم.
إن الاستجابة للمرض تتطلب تعاونا دوليا وإجراءات مسؤولة. وعندما يُضيّع الوقت بقرارات غير حكيمة قائمة على الأحادية والأنانية، فإن التاريخ سيخبرنا بالعواقب.