人民网 2021:04:19.16:35:19
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تعليق: تأثيرات محدودة للانسحاب الأمريكي من أفغانستان

2021:04:19.16:31    حجم الخط    اطبع

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرًا، أن القوات الأمريكية ستنسحب من أفغانستان قبل 11 سبتمبر من هذا العام. منهية حربًا استمرت 20 عامًا، وهي أيضًا أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة. وفي هذا الصدد، يرى نيو شين تشون، مدير معهد الشرق الأوسط التابع لمعهد الصين للعلاقات الدولية الحديثة، أن الشرق الأوسط قد تحوّل إلى مركز ثقل الاستراتيجية العسكرية العالمية الأمريكية بعد أن غزت أمريكا أفغانستان في عام 2001 والعراق في عام 2003. بينما تستعد الولايات المتحدة في الوقت الحالي لسحب جميع قواتها المقاتلة من أفغانستان والعراق، في خطوة تبدو ذات تأثير عالمي محدود، مقارنة بأحداث الغزو.

وقال نيو شين تشون إن الشعبين الأفغاني والعراقي سيعانيان وضعا مضطربا على المدى القصير بسبب الانسحاب الأمريكي. بعدما غرق البلدان في حرب طويلة المدى عقب الغزو الأمريكي، راح ضحيتها 38 ألف مدني في أفغانستان و126 ألف مدني في العراق، إلى جانب أعدادا لا تحصى من الجرحى. بعد قرابة عشرين عاما على الغزو الأمريكي، لم تشهد العراق وأفغانستان "الديمقراطية" و"الاستقرار" اللذان وعدت بهما الولايات المتحدة، بل على العكس من ذلك، وجد البلدان نفسيهما على وشك الانهيار، في ظل وضع سياسي واقتصادي واجتماعي شديد الخطورة. ولا شك في أن انسحاب الولايات المتحدة دون استكمال عمليات إعادة الإعمار بعد الحرب، سيؤدي إلى تدمير التوازن السياسي الهش في المنطقة، ويتسبب في المزيد من المعاناة لشعبي البلدين.

وبات الانسحاب من أفغانستان والعراق يمثل هدفا مشتركا للحزبين الجمهوري والديمقراطي على حد السواء. لكن التأثير الايجابي الفعلي للانسحاب على الولايات المتحدة سيكون ضئيلا، والأثر الرئيسي سينعكس في الجانب النفسي. حيث يمتلك الجيش الأمريكي 2500 جنديا فقط في أفغانستان، ينفقون بعض مليارات الدولارات كل عام. وبالمقارنة مع الإنفاق العسكري الضخم لـ 180 ألف جندي أمريكي منتشرين في الخارج يصل إلى 700 مليار دولار أمريكي، فإن هذا الرقم لا يمثل أهمية كبرى بالنسبة للخزانة الأمريكية. لكن هاتين الحربين يبقيان أخطر "صدمة نفسية" تعرضت لها الولايات المتحدة منذ حرب فيتنام، حيث فقد الجيش الأمريكي قرابة 6800 جندي في ساحات الحرب في البلدين، وناهز إجمالي الانفاق المادي 7 تريليون دولار أمريكي. رغم ذلك، فقد فشلت الحرب في تحقيق أهدافها الاستراتيجية. وبالمقارنة بما كان عليه الحال قبل 20 عامًا، فإن الوضع الحالي في العراق وأفغانستان لا يمكن إلا أن يثبت فشل الولايات المتحدة. لذلك، فإن إنهاء الحرب في أسرع وقت ممكن يمكن على الأقل أن يوفر راحة نفسية للأمريكيين.

ويمكن القول إن الانسحاب العسكري الأمريكي يمثل خطوة رمزية، لكنه يعكس التوجه الأمريكي نحو الانكماش الاستراتيجي في الشرق الأوسط، وسيعقبه تأثيرات كبيرة على السياسة في الشرق الأوسط. فمنذ نهاية الحرب الباردة، مثلت الولايات المتحدة ركيزة النظام الأمني في الشرق الأوسط، وبات أمن العديد من دول المنطقة إلى حد كبير في تبعية لعلاقاتها مع الولايات المتحدة. لكن خلال السنوات الأخيرة، أظهرت الولايات المتحدة إشارات مستمرّة حول الانكماش الاستراتيجي في الشرق الأوسط، وإذا تم تنفيذ هذا الانسحاب الشامل كما هو مقرر، فإنه سيؤدي حتما إلى تكثيف المنافسة على ملء فراغ السلطة في المنطقة.

ويعيش النظام الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط حاليا وضعا مجزءا، حيث تقود السعودية والإمارات وقطر وتركيا وإيران وإسرائيل مسارات مختلفة. وقد تشكل القوى الدولية والقوى الإقليمية تحالفات أو مواجهات فيما بينها، في ظل وضع معقد ومجزئ غير مسبوق في الشرق الأوسط، وفي ظل التدخل العميق لإسرائيل وإيران وتركيا في السياسة العربية. حيث تقع المنطقة في مرحلة انتقالية مضطربة بين نظام إقليمي قديم بصدد الانهيار، ونظام جديد لم يتشكل بعد.

لا شك في أن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان والعراق سيلقي بظلاله على لعبة الدول الكبرى في الشرق الأوسط، لكن هذا التأثير سيكون محدودا. ورغم أن الانكماش الاستراتيجي الأمريكي سيترك فراغًا استراتيجيًا، لكن بقية القوى الكبرى في العالم لا تنوي الهيمنة أو السيطرة على الوضع في الشرق الأوسط، والمنافسة على ملء الفراغ لن تكون شرسة. حيث لم يشهد الشرق الأوسط ما سمّي بـ"اللعبة الاستراتيجية الأمريكية الروسية" ولا "الحرب الباردة الصينية الأمريكية الجديدة". فمن جهة تقلص الولايات المتحدة استراتيجيتها في الشرق الأوسط، ومن جهة ثانية تنتظر روسيا الفرص، وتغرق أوروبا في أزمتها، وتتعامل الصين بحذر. ولأول مرة تحوّل الشرق الأوسط الذي لطالما كان منطقة تتطلع إليها القوى الكبرى إلى ساحة لا تجرؤ هذه الدول على دخولها.

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×