لأنهم لا يمتلكون حقائق فلا يمكنهم خداع الرأي العام إلا بالكذب ونشر الشائعات؛ لأن أفعالهم السيئة أصبحت هدفًا للنقد العام فلا يمكنهم إلا استعمال المعايير المزدوجة والتنكر والخداع للتلاعب بأفكار الآخرين والتأثير عليهم. هذه هي الطريقة التي دأب السياسيون الأمريكيون على انتهاجها، وهي أيضًا طريقتهم المخزية في التعامل مع قضايا حقوق الإنسان.
إنهم لا يستخدمون ما يسمى بـ "التقرير الأمريكي السنوي للبلدان حول الممارسات المتعلقة بحقوق الإنسان" للإدلاء بملاحظات غير مسؤولة حول حقوق الإنسان في معظم دول العالم فحسب، بل إن ملاحظاتهم هذه تشمل الدول الحليفة لهم أيضا. في الأشهر الأخيرة أطلقوا الكثير من التصريحات الكاذبة حول حقوق الإنسان في شينجيانغ من خلال المؤسسات الرسمية ووسائل الإعلام والأشخاص ذوي الخلفيات الواضحة.
إن الحق في العيش والتنمية هما أبسط حقوق الإنسان. لكن بعض السياسيين في الولايات المتحدة والغرب يتجاهلون الوضع الحقيقي لحقوق الإنسان في شينجيانغ ويتظاهرون بأن "حقوق الإنسان غير مضمونة" هناك. بينما في الوقت نفسه يحاولون بكل الوسائل تبييض الفضائح التي تحصل في بلدانهم. بسبب مكافحة الحكومة غير الفعالة لكوفيد-19، اقترب عدد الوفيات جراء هذا الفيروس في الولايات المتحدة من 600 ألف. في عام 2020 توفي أكثر من 41500 شخص في الولايات المتحدة من إطلاق النار، بمتوسط أكثر من 110 شخصا في اليوم، كما أن الاختلاف في معاملة الملايين من الأمريكيين بسبب التمييز العنصري صار شيئا عاديا لديهم، وبسبب السعي وراء الهيمنة العسكرية تم تدمير العديد من البلدان والمناطق في العالم بسبب القصف أو التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية لهذه الدول، ألا يحق للناس العيش بسلام؟ ألا يجب على هؤلاء السياسيين أن يراجعوا أنفسهم ويتعلموا بتواضع؟ لقد تعودت الولايات المتحدة على اتهام دول أخرى بارتكاب "إبادة جماعية" بدون سبب، لكن في الحقيقة هي خبيرة في قتل الناس. لذلك لا عجب أن يتم الاستهزاء بها دائما باعتبارها أشهر دول في العالم تستعمل المعايير المزدوجة.
في الولايات المتحدة التي يسميها البعض "أغنى دولة في العالم" و "جنة الناس"، اتسعت فيها الفجوة بين الأغنياء والفقراء بسرعة في ظل انتشار الوباء فيها. وفقًا لتقرير بحثي من معهد دراسات السياسة والمؤسسات الأخرى فى الولايات المتحدة، فإنه إلى حد أكتوبر 2020، زادت ثروة المليارديرات الأمريكيين إلى 3.88 تريليون دولار أمريكي. كما توقع الخبراء الاقتصاديين من المؤسسات التعليمية مثل جامعة شيكاغو وجامعة نوتردام ، وقوع أكثر من 8 ملايين أمريكي في براثن الفقر في النصف الثاني من عام 2020. وفقًا لإحصاءات مجلس الاحتياطي الفيدرالي، أثناء تفشي الفيروس، زادت ثروة أغنى 50 ثريّا في الولايات المتحدة بمقدار 339 مليار دولار، "تقريبًا نفس إجمالي ثروة 50٪ من السكان في أسفل هرم الثروة". كيف يمكننا أن نتحدث عن حقوق الإنسان و المساواة في مجتمع ممزق والاضطرابات فيه لا تنتهي إذن؟ لذلك يقول عامة الناس "هذا البلد للأغنياء فقط وليس جنة لنا".
إن اتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء أصبح "السرطان الاجتماعي" الذي ينخر جسد الولايات المتحدة، حيث إنه يلتهم النسيج الاجتماعي والأخلاق ويهز أو يؤثر على ما يسمى بـ "القيم الديمقراطية الأمريكية". هذا الشيء يجعل السياسيين الأمريكيين و "مموليهم" قلقين جدا، ويُنتج لديهم نوعًا من الخوف النفسي الشديد الذي يحتاج إلى التخفيف بسرعة، لذلك قد يكون هذا هو السبب العميق وراء حرصهم على تشويه سمعة الآخرين من أجل صرف الانتباه عنهم.
لن ينسى الناس أبدًا أن حادثة الهجوم على مبنى الكابيتول هيل في 6 يناير 2021 في واشنطن صنفت على أنها "شغب" من قبل وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي. بينما نددت الولايات المتحدة والغرب بالإجماع بالأنشطة الانفصالية العنيفة التي حدثت في برشلونة بإسبانيا في عام 2019، وقالا إن من مسؤولية الحكومة الإسبانية أن تعاقب بشدة المسؤولين عن ارتكاب هذه الأنشطة وفقًا للقانون. أما أحداث العنف والشغب التي حصلت في هونغ كونغ فكانت بالنسبة لهم "منظرا طبيعيا جميلا". واحتشدت الولايات المتحدة والغرب لدعم العناصر التي تبث الفوضى في هونغ كونغ، وتوجيه أصابع الاتهام إلى الإجراءات المشروعة للحكومة الصينية لممارسة سيادتها على أراضيها وحماية أمنها القومي، حتى أنهم قاموا بفرض عقوبات، مما جعل عملية إخراج مسرحية المعايير مزدوجة تبلغ أقصى الحدود.
إن "الكيل بمكيالين" فيما يتعلق بقضية حقوق الإنسان هو تنوع في سياسات القوة، وهو نوع من الوسائل والأدوات التي لا يمكن للولايات المتحدة الاستغناء عنها للسيطرة على العالم وتنفيذ الولاية القضائية طويلة الأجل للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. ولكن في التحليل النهائي، فإن استخدام المعايير المزدوجة للقمع والخداع هو أمر غير معقول وغير مقبول ومآله الفشل. لا يؤمن الصينيون بالشر ولا يتبعون هذه الممارسة الدنيئة. لذلك من الأفضل للسياسيين الأمريكيين أن يواجهوا مشاكلهم بصدق!