15 يوليو 2021/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أكد هوا ليمينغ، السفير الصيني السابق لدى إيران أن الصين لن تتخلى عن مصالحها المشروعة في إيران رغم التناقضات الهيكلة بين الصين والولايات المتحدة في الملف الإيراني. وأن اقتصادا الصين وإيران يكملان بعضهما البعض إلى حد كبير، فالصين بحاجة إلى النفط والغاز والموارد الإيرانية، بينما تحتاج إيران إلى الاستثمار الصيني وبناء البنية التحتية، ولدى البلدين احتياجات تعاون واسعة، لذلك فإن العلاقات الصينية ـ الإيرانية لها أساس تاريخي وواقعي متين وآفاق تنموية متفائلة.
واستعرض هوا ليمينغ خلال القائه محاضرة ضمن سلسلة محاضرات في الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وإيران عبر الإنترنت في مساء يوم 13 يوليو 2021، نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط، ومركز دراسة الشؤون الإيرانية في جامعة نورث ويست الصينية، تاريخ العلاقات الصينية ـ الإيرانية لافتا النظر إلى أن العلاقات بين البلدين تعود إلى تاريخ طويل ترجع إلى عهد أسرة هان الغربية، وبدأت الصين وإيران اتصالات دبلوماسية مباشرة خلال الحرب العالمية الثانية، وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية، انتابت العلاقات بين الجانبين نوع من البرود على خلفية الحرب الباردة، حتى سبعينيات القرن الماضي، بدأت العلاقات الصينية ـ الإيرانية في التطبيع، وصلتا الى مستوى جديد منذ إقامتها رسمياً في 16 أغسطس 1971. كما قدم مقدمة حية لتاريخ وآفاق العلاقات الصينية ـ الإيرانية مستنداً على خبرته الدبلوماسية والملاحظة الهادئة وتطلعات خبير، تخللها ما رآه وسمعه خلال فترة عمله كسفير ومترجم صيني فارسي لقادة البلدين.
ويعتقد هوا ليمينغ أن العلاقات الصينية ـ الإيرانية شهدت تعزيزاً سريعاً في الفترة التي أعقبت إقامة العلاقات الدبلوماسية، حيث استمر تبادل الزيارات على مستوى عالٍ. ولقد أصبح عام 1979 عامًا دراماتيكيًا في العلاقات بين البلدين، ففي هذا العام، دخلت الصين حقبة جديدة من الإصلاح والانفتاح، وأنشأت إيران الجمهورية الإسلامية. وفي ظل سياسة الصين الخارجية المستقلة المتمثلة في عدم التدخل في شؤونها الداخلية، تستمر العلاقات الثنائية بين الصين وإيران في التطور، مع التبادلات الاقتصادية والتجارية المتكررة على الرغم من تدخل الولايات المتحدة وعرقلتها.
وحول القضية النووية الإيرانية، أشار هوا ليمينغ إلى أن القضية الإيرانية هي حلقة الوصل الحتمية في العلاقات الصينية ـ الأمريكية، وان الاخيرة هي العامل الخارجي الرئيسي الذي يؤثر على العلاقات الصينية ـ الإيرانية. مضيفا، منذ بداية القرن الجديد، برزت القضية النووية الإيرانية، وشاركت الصين بنشاط في تعزيز توقيع الاتفاق النووي الإيراني. وبعد توقيع الاتفاق النووي الإيراني في عام 2015، تسبب تفضيل إيران لرأس المال الغربي في تدهور طفيف في العلاقات الصينية ـ الإيرانية. وإن الانسحاب الأحادي الجانب لإدارة ترامب من الاتفاق النووي الإيراني في عام 2018، وتراجع العلاقات الأمريكية ـ الإيرانية إلى نقطة التجمد، لم يؤثر على العلاقات الصينية ـ الإيرانية التي بقيت في تطور مستمر. وأن توقيع اتفاقية التعاون الصينية ـ الإيرانية لمدة 25 عامًا هذا العام أتاح فرصًا جديدة لتنمية العلاقات الثنائية بين الصين وإيران.