بيروت 22 أغسطس 2021 (شينخوا) أعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله، مساء اليوم (الأحد) أن سفينة ثانية محملة بالوقود ستبحر من إيران إلى لبنان خلال أيام.
وقال نصر الله في كلمة عبر شاشة في حفل تأبين أحد قادة حزب الله العسكريين، إن "سفينة ثانية محملة بالوقود ستبحر خلال أيام من إيران إلى لبنان وستلحق بها سفن أخرى"، وذلك بعد أيام من إعلانه عن إبحار سفينة إيرانية محملة بالمشتقات النفطية إلى لبنان.
وكان نصر الله قد أعلن الخميس الماضي أن سفينة بالمشتقات النفطية ستنطلق من إيران إلى لبنان.
وتابع نصر الله "سنواصل مسار سفن الوقود الإيرانية طالما أن البلد يحتاجها"، مشيرا إلى أن "ما سنأتي به هو لمساعدة كل اللبنانيين والتخفيف من معاناتهم".
وأشار إلى أن حزب الله كان قد دعا السلطات اللبنانية سابقا إلى شراء النفط من إيران بالليرة اللبنانية إلا أن المسؤولين قالوا "إن الأمريكيين سيضعوننا في قائمة العقوبات".
وأضاف "نحن لسنا بديلا عن الدولة وعن الشركات التي تستورد المشتقات النفطية، ولا بديلا عن محطات الوقود ولسنا ننافس أحدا".
ومضى قائلا إن حزب الله سيأتي "بكميات مقبولة من الوقود"، لافتا إلى أن ما يريده الحزب هو "كسر الأسعار والسوق السوداء".
وجدد مطالبة الدولة اللبنانية بالقيام بدورها، داعيا إلى "اعتقال محتكري الوقود وزجهم في السجن"، مشيرا إلى "تخزين عشرات ملايين لترات الوقود لدى المستوردين ومحطات الوقود لتستفيد من ارتفاع السعر لاحقا".
ويشهد لبنان أزمة في الوقود وسلع أساسية أخرى بسبب عدم فتح خطوط ائتمان لاستيرادها في ضوء شح الدولار في لبنان وتراجع احتياطي المصرف المركزي، في إطار أزمات مالية واقتصادية غير مسبوقة.
وأعلن مصرف لبنان المركزي في 11 أغسطس الجاري رفع الدعم عن واردات الوقود إلى البلاد.
وأدت أزمة الوقود إلى أزمة في إنتاج الكهرباء، حيث لا تتجاوز ساعات التغذية بالتيار ساعتين يوميا بعد توقف معظم معامل إنتاج الطاقة، مما أثرعلى عمل كل القطاعات الحيوية.
ورحب نصر الله بـ"مشروع استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية وكل ما يمكن أن يساعد لبنان"، معتبرا أن ذلك "يساهم في كسر قانون قيصر ويحل مشكلة كبيرة في أزمة الكهرباء في لبنان".
وكانت الإدارة الأمريكية قد أبلغت لبنان في 19 أغسطس الجاري قرارها مساعدته في إيصال الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا عن طريق توفير كميات من الغاز المصري إلى الأردن لإنتاج كمية إضافية من الكهرباء، إضافة إلى تسهيل نقل الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا.
ولفت نصر الله إلى أن استجرار الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا يحتاج إلى تفاوض مع سوريا، فضلا عن مفاوضات مع البنك الدولي كما أن التنفيذ يحتاج إلى 6 أشهر على الأقل.
واتهم الولايات المتحدة بفرض حصار على لبنان، مشيرا إلى أن السفارة الأمريكية في بيروت تتدخل مع شركات الوقود والأدوية ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب والبلديات.
وأشار إلى أن دولا كثيرة يمكن أن تقدم مساعدات للبنان لكن أمريكا تمنعها من ذلك، داعيا "الإدارة الأمريكية إلى رفع الفيتو عن تقديم الدعم إلى لبنان إن كانت فعلا عازمة على مساعدته".
وندد نصر الله بما وصفه بتدخلات السفارة الأمريكية في لبنان، مؤكدا أن "السفارة تدير المعارك ضد المقاومة في لبنان منذ عام 2005"، مشيرا إلى أن "وثائق (ويكيليكس) تقول ذلك وكيف يتدخل هؤلاء بالتفاصيل اللبنانية ويتدخلون بالانتخابات وبالتعيينات وكل شيء".
وأكد "فشل الولايات المتحدة في إشعال حرب أهلية في لبنان ومواجهة حزب الله"، مذكرا بـ"اعتراف الولايات المتحدة بأنها أنفقت 500 مليون دولار لتشويه صورة حزب الله".
وأوضح أنه "يتم العمل، منذ العام 2019 على تفتيت الدولة والطوائف والقرى والبلدات كبديل عن الحرب الأهلية"، مضيفا أن "المطلوب هو ضرب المجتمع اللبناني".
وقال نصر الله إن "المطلوب اليوم أن تنهار الدولة والطوائف والمجتمع، وليس حزب الله فقط"، مشيرا إلى "أنهم بعد أن أنفقوا مليارات على الأحزاب التي لم تستطع خدمتهم توجهوا نحو المجتمع المدني".
وتتزامن أزمة الوقود في لبنان مع شغور حكومي منذ أكثر من عام بسبب خلافات القوى السياسية على الحصص في الحكومة العتيدة بعد استقالة حكومة حسان دياب في أغسطس 2020 على خلفية كارثة انفجار مرفأ بيروت.