تونس 6 إبريل 2022 (شينخوا) رد الرئيس التونسي قيس سعيد، اليوم (الأربعاء)، على تصريحات نظيره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي سبق أن رفضتها تونس، وذلك بعد ساعات من استدعاء السفير التركي لإبلاغه احتجاج تونس على تلك التصريحات المرفوضة.
وقال قيس في كلمة ألقاها خلال زيارته صباح اليوم لضريح الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة، في مدينة المنستير بشرق البلاد، بمناسبة الذكرى الـ 22 لرحيله، "تعلمون كلكم مواقف الرئيس الحبيب بورقيبة رحمه الله من أي تدخل أجنبي بالرغم من المغريات التي تم تقديمها في أوقات كثيرة ولكنه لم يسلم في أية ذرة من تراب الوطن".
وتابع في إشارة إلى تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بخصوص الوضع الداخلي في تونس، قائلا " ...نحن أيضا لنا سيادتنا، ولنا اختياراتنا بناء على الإرادة الشعبية ...لسنا أيالة - الإيالة في التقسيم الإداري العثماني كانت تشكل المستوى الإداري الأولي (الأعلى) بين القرن السادس عشر والقرن التاسع عشر- ولا ننتظر فرمانا من جهة معينة، ولا نقبل بالقناصل الأجانب".
وأضاف "...سيادتنا وكرامتنا وعزتنا قبل أي اعتبار، نحن دولة ذات سيادة، والشعب فيها هو صاحب السيادة، ولا يمكن أن ننتقل من مرحلة إلى أخرى بناء على مؤامرات أو بناء على الإرتماء في أحضان الأجانب".
وأردف "... نحن نُقدرهم ونتعامل معهم، ولكن على قدم المساواة هذا ما ينص عليه القانون الدولي وهذا ما تنص عليه كرامتنا قبل هذه المبادئ المكرسة في القانون الدولي".
وأكد في المقابل، أن الشعب التونسي "سيقول كلمته بعيدا عن أي محاولات للتدخل الأجنبي، وسنعمل بحول الله تعالى على أن نُكمل مسيرة الشعب نحو الحرية التامة بعيدا عن أي تدخل في شؤوننا الداخلية".
ويأتي رد الرئيس التونسي على نظيره التركي، بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية التونسي، عثمان الجرندي، صباح اليوم (الأربعاء)، أنه تم استدعاء السفير التركي لدى تونس، تشاغلار فخري تشاكر ألب إلى مقر وزارة الخارجية لإبلاغه احتجاج تونس على تدخل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في شأنها الداخلي.
وقال في تغريدة نشرها في حسابها على شبكة "توتير"، إنه تحادث أيضا هاتفيا مع نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو، وأبلغه "رفض تونس التدخل في شؤونها، وأنها لا تسمح بالتشكيك في مسارها الديمقراطي".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد اعتبر في تصريح نقلته عنه في وقت سابق وكالة الأنباء التركية "الأناضول"، أن "حل البرلمان المُنتخب في تونس يُشكل ضربة لإرادة الشعب التونسي".
وقال في تصريحه" ...الديمقراطية نظام يُحترم فيه المنتخب والمعين كل منهما الآخر، نحن ننظر إلى التطورات في تونس على أنها إساءة للديمقراطية"، على حد قوله.
وجاء عقب هذا التصريح المثير للجدل للرئيس التركي بخصوص الوضع في تونس، تصريح آخر لرئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب، وصف فيه قرار حل البرلمان بتونس الذي أعلنه الرئيس التونسي قيس سعيد في 30 مارس الماضي، بأنه "خرق صارخ للقانون وللمبادئ الديمقراطية، ويبعث على القلق إلى أبعد درجة".