عـدن، اليمن 4 مايو 2022 (شينخوا) تصاعدت خروقات الهدنة التي ترعاها الأمم المتحدة في اليمن اليوم (الأربعاء) وسط اتهامات متبادلة بين الحكومة وجماعة الحوثي بمحاولة تقويضها وذلك مع انقضاء نصف المدة المحددة لهذه الهدنة.
ورعت الأمم المتحدة الشهر الفائت هدنة بين الحكومة اليمنية والحوثيين، دخلت حيز التنفيذ في الثالث من أبريل الماضي، وتستمر لمدة شهرين.
وشن الحوثيون اليوم قصفا على مقر أمني في مدينة تعز خلف خسائر بشرية ومادية، الأمر الذي أعدته الحكومة اليمنية محاولة من الحوثيين لنسف التهدئة.
وفي وقت سابق اليوم، قال مصدر محلي مسئول، فضل عدم ذكر اسمه لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن قصفا للحوثيين بطائرة مسيرة استهدف مقر إدارة الأمن ومبنى الدفاع المدني، في شارع القيادة بالجهة الشرقية من مدينة تعز، عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم ذاته.
وأكد المصدر حينها أن خمسة من أفراد الأمن أصيبوا جراء القصف.
بدوره، قال أسامة الشرعبي المتحدث باسم شرطة تعز لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن قصفا للحوثيين بطائرة مسيرة وقذائف موجهة استهدف مقر إدارة أمن محافظة تعز ومحيطها، في شارع القيادة بمدينة تعز.
وأكد الشرعبي تسجيل خمس إصابات جراء القصف والذي اعتبره خرقا واضحا للهدنة السارية في البلاد.
وأشار المتحدث الأمني إلى أن قصف الحوثيين، تسبب بحالة هلع كبيرة في صفوف المدنيين، خاصة بين الأطفال والنساء، بحديقة "جاردن سيتي"، الواقعة في محيط المنطقة التي تعرضت للقصف.
وأدان معمر الإرياني وزير الإعلام اليمني، في بيان، "استهداف ميليشيا الحوثي حديقة (جاردن سيتي) و مبنى إدارة الأمن الكائنة في شارع القيادة بمدينة تعز، بطائرة مسيرة وعدد من القذائف، والذي خلف 10 إصابات بين المواطنين، وحالة من الخوف والهلع بين الأطفال والنساء من مرتادي الحديقة".
واعتبر الأرياني، أن "قصف ميليشيا الحوثي للأحياء السكنية والمتنفسات العامة بمدينة تعز،لاغتيال الفرحة بعيد الفطر المبارك في ذروة الازدحام بالمناسبة، خرق سافر للهدنة الأممية، وتأكيد على استخفافها بأرواح المدنيين، وحقدها الدفين على أبناء المحافظة، واستهتارها بالمجتمع الدولي، ومحاولاتها نسف مساعي التهدئة".
وطالب الوزير اليمني، "المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأمريكي إلى اليمن، بإدانة هذه الجريمة النكراء، وممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي الإرهابية للانصياع للهدنة والالتزام بوقف إطلاق النار، وعمليات الاستهداف الممنهج للمدنيين، ورفع الحصار بشكل فوري وغير مشروط عن محافظة تعز".
ولم تعلق جماعة الحوثي على القصف في تعز، لكنها قالت بأن طيران التحالف شن غارة جوية في محافظة حجة (شمال غربي البلاد) الأمر الذي يعد تماديا لتقويض الهدنة.
وقال محمد عبد السلام، المتحدث باسم جماعة الحوثي، إن طيران العدوان ( في إشارة للتحالف العربي بقيادة السعودية) شن غارة جوية في منطقة حرض بمحافظة حجة، وذلك بعد خرق الهدنة بطائرة تجسسية في المحافظة ذاتها.
وأضاف عبد السلام، في حسابه على ((تويتر))، "من شأن هذا التمادي في الأعمال العدوانية تقويض الهدنة الإنسانية العسكرية المهددة أساسا بعدم تنفيذ بنودها فيما يخص إعادة فتح مطار صنعاء الدولي وتسهيل وصول السفن القادمة نحو ميناء الحديدة".
وفي وقت سابق اليوم، قال المتحدث العسكري للحوثيين العميد يحيى سريع، في بيان، إن الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط طائرة تجسسية مسلحة بصاروخ أرض جو محلي الصنع في الساعات الأولى من صباح اليوم.
وأوضح سريع أنه تم إسقاط الطائرة "أثناء قيامها بخرق الهدنة والقيام بأعمال عدائية في أجواء مديرية حرض بمحافظة حجة".
ولم يتسن التأكد من مصادر مستقلة عما ذكره الحوثيون.
وفي حجة أيضا .. شهدت مناطق تماس عسكرية بين القوات الحكومية والحوثيين مناوشات خلال الساعات الماضية بالمحافظة.
وذكر مصدر عسكري في القوات الحكومية، لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن مناوشات اندلعت خلال الساعات الماضية، في عدد من القطاعات إثر إطلاق الحوثيين النار على مواقع تمركز قوات الجيش (حكومية).
وأضاف، المصدر"كما رصدنا خلال ساعات الفجر الأولى اليوم، إطلاق الحوثيين مقذوف باتجاه الأراضي السعودية".
وفي الحديدة، قال الحوثيون إنهم رصدوا 83 خرقا بالمحافظة الساحلية على البحر الأحمر.
وذكرت قناة "المسيرة" الناطقة باسم الحوثيين، أن "غرفة الارتباط في الحديدة رصدت 83 خرقا لقوى العدوان بينها غارتان لطيران تجسسي واستحداث تحصينات قتالية وتحليق طائرات تجسسية".
وأوضحت القناة، أن "من بين الخروقات في الحديدة 31 خرقا بقصف صاروخي ومدفعي و34 بالأعيرة النارية المختلفة".
وفي محافظة مأرب النفطية، قالت القوات الحكومية إنها تفقد يوميا من جنودها قتلى وجرحى إثر خروقات من الحوثيين.
وذكر موقع (26 سبتمبر) الناطق باسم وزارة الدفاع، أن رئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير بن عزيز، ناقش اليوم مع قيادة المنطقة العسكرية السابعة وقادة الألوية والوحدات العسكرية التابعة لها وقادة الجبهات، الأوضاع الميدانية والجاهزية القتالية لمنتسبي المنطقة.
وأكد بن عزيز "أن قوات الجيش تفقد كل يوم شهداء وجرحى وخسائر مادية نتيجة خروقات الميليشيا الحوثية للهدنة، رغم التزام قواتنا بها تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية والعسكرية ونزولا عند رغبة الأشقاء في تحالف دعم الشرعية والأمم المتحدة".
ووجه رئيس الأركان "قوات المنطقة بالبقاء في حالة جاهزية والاستعداد الكامل لخوض المعركة القادمة، مؤكداً أن الميليشيا الحوثية لن تلتزم بالهدنة كعادتها خلال السنوات الماضية فهي تنظر للهدنة على أنها فترة استراحة للاستعداد للمعركة"، حسب الموقع الرسمي.
ويعاني اليمن من نزاع دموي منذ نحو 8 سنوات، بين جماعة الحوثي والقوات الحكومية اليمنية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية.
ولم تفلح جهود إقليمية ودولية خلال السنوات الماضية من وضع حد للنزاع في اليمن، والذي خلف "أسوأ أزمة إنسانية في العام"، ودخول نحو ثلثي سكان البلاد مرحلة الاحتياج للمساعدات، بحسب تقديرات الأمم المتحدة.