الصفحة الرئيسية >> الثقافة والحياة

مقالة : ألعاب الفيديو تجعل الثقافة التقليدية الصينية أكثر رواجا بين الجيل الجديد

/مصدر: شينخوا/   2024:07:22.14:39

بكين 22 يوليو 2024 (شينخوا) تصدرت لعبة الفيديو "الأسطورة السوداء: ووكونغ"، المستوحاة من الرواية التقليدية الصينية الشهيرة "رحلة إلى الغرب" من القرن الـ16، قائمة الرغبات على منصة (ستيم) العالمية لبيع ألعاب الفيديو.

تعتبر هذه اللعبة، إلى جانب ألعاب فيديو أخرى، من السفراء الجدد للتراث الثقافي الصيني الغني. وقد سلطت مجلة نيو لاينز الأمريكية الضوء على الاهتمام العالمي بها، مشيرة إلى أن الاستثمار الصيني في القوة الناعمة أثمر نتائج إيجابية".

في هذا الصدد قال شي أن بين، مدير مركز إسرائيل إبشتاين لوسائل الإعلام والاتصالات العالمية بجامعة تسينغهوا، إن العناصر الثقافية الصينية تندمج مع تكنولوجيات الاتصالات المتقدمة لتشكل " تيارا صينيا رقميا "، وأضاف أن هذا التيار يخلق صورة جديدة لصين لطيفة ومدهشة وديناميكية، مما يجذب أنظار الجيل زد ( الجيل الذي يتكون عموما من مواليد منتصف التسعينات إلى منتصف العقد الأول من الألفية) في شتى أنحاء العالم.

ولم يكن هذا التحول الرقمي حدثا معزولا. فقد اكتسبت الصادرات الثقافية الصينية إقبالا دوليا في السنوات الأخيرة. من النجاح الكبير لرواية الخيال العلمي "معضلة الأجسام الثلاثة" إلى الإنجازات السينمائية لسلسلة أفلام "الأرض المتجولة"، والمسلسل التلفزيوني التاريخي "رواية قصر يانشي"، استمر نفوذ الثقافة الصينية في النمو. والآن، تساعد الألعاب الإلكترونية الصينية، مثل لعبة "جينشين إمباكت" المشهورة عالميا، على توسيع هذا النفوذ، وخاصة بين الجماهير الأصغر سنا.

وتجسد لعبة المغامرة في عالم مفتوح "جينشين إمباكت" هذا الاتجاه أيضا. فبعد طرحها في سبتمبر عام 2020، سرعان ما تحولت إلى ظاهرة عالمية، حيث نالت إعجاب الجماهير بفضل رسوماتها المذهلة وقصتها المثيرة ودمجها للعناصر الثقافية المختلفة، بما في ذلك العناصر الصينية.

على سبيل المثال، تتميز منطقة "لييويه" في اللعبة بأسلوب معماري مستوحى من المباني الصينية التقليدية، وتتضمن أزياء الشخصيات تصاميم مستوحاة من ملابس هانفو الصينية التقليدية. كما تعكس أحداث اللعبة مهرجانات صينية حقيقية مثل "مهرجان الفوانيس" الذي يتم الاحتفال به في اللعبة في أول ليلة لاكتمال القمر من العام. وتعزز هذه العناصر الثقافية الاتصال العميق مع اللاعبين عالميا وتثري تجربتهم.

أشار شي إلى أن الألعاب مثل"جينشين إمباكت" تعمل على تحديث الثقافة الصينية التقليدية من خلال إعدادات الشخصيات وتصميمات الخلفية وتصوير المشاهد. مضيفا أن اللعبة تمزج خصائص ثقافية متعددة ببراعة، مما ينشر "التنوع الثقافي"، كما أنها تبث حياة جديدة في الثقافة الصينية التقليدية من خلال الرسوم المتحركة.

أظهرت بيانات من منصة الإحصاء الألمانية ستاتيستا أن "إمباكت جينشين" هي واحدة من أسرع الألعاب التي يتجاوز إنفاق اللاعبين عليها 100 مليون دولار أمريكي في جميع أنحاء العالم، حيث حققت هذا الرقم في غضون 13 يوما فقط. وذكرت مجلة "الدبلوماسي" الإلكترونية، أن "جينشين إمباكت" كانت أول لعبة فيديو صينية تحقق نجاحا عالميا، ووصفت النجاح الهائل الذي حققته اللعبة بأنه "فوز لقوة الصين الناعمة".

وأظهر تقرير صناعي أن 84 في المائة من شركات الألعاب الإلكترونية الصينية تستوحي تصميم شخصيات ألعابها من الشخصيات التقليدية الصينية، وتعتمد 98 في المائة من الشركات على عناصر الثقافة التقليدية الصينية في تصميم البيئات والأشياء داخل ألعابها.

وفي هذا السياق، قال شياو هونغ، الرئيس التنفيذي الأول لشركة (بيرفيكت وورلد) الصينية الرائدة في صناعة الألعاب الإلكترونية، خلال منتدى حول الابتكار والتنمية في قطاع الثقافة، إن الدمج بين ألعاب الفيديو والثقافة التقليدية يعزز انتشار الثقافة على مستوى عالمي. وأضاف أن هذا التكامل يزيد من معرفة اللاعبين وفهمهم للثقافة الصينية، ويوفر لهم فرصة لتجربة سحرها الفريد. وأكد أن هذا الأمر يعزز التبادل والتعلم بين مختلف الثقافات والحضارات.

لقي مقطع فيديو للمدون الألماني ميكادو، إعجابا كبيرا على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، حيث زار ميكادو مواقع حقيقية في الصين تطابق السيناريوهات التي تظهر في لعبة "جينشين إمباكت".

قام ميكادو بتصميم مسار زيارته بعناية، حيث التقط مقاطع الفيديو وحررها وأضاف الشرح لتتيح للمشاهدين الاستمتاع بجاذبية هذه المواقع والتعرف على خلفيتها. وأوضح أن مناطق هوانغلونغ في مقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين ومدينتي قويلين ويانغشوه في منطقة قوانغشي جنوبي الصين، بالإضافة إلى بعض المناطق في تشانغجياجيه وجيوتشايقو، تعد الأكثر تشابها مع سيناريوهات لعبة "جينشين إمباكت". وتركت هذه الزيارات لديه ذكريات لا تنسى.

وخلال رحلته استقل ميكادو قاربا من الخيرزان في نهر ليجيانغ وتعرف على لهجة سيتشوان واستمتع بتذوق الأطعمة المحلية اللذيذة واستمع إلى أوبرا سيتشوان.

ولم تنته رحلته بعد، حيث يخطط لزيارة الباندا العملاقة في مدينة تشنغدو وقضاء مهرجان الفوانيس في مدينة تسيقونغ، كما يخطط لزيارة شيآن وتشونغتشينغ ولوهيانغ وغيرها من المدن المشهورة تاريخيا.

صور ساخنة