24 سبتمبر 2024/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أكد سفير المملكة العربية السعودية لدى الصين عبد الرحمن أحمد الحربي، أن المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية يجمعهما علاقات متميزة ومتنامية على كافة الأصعدة، وبينهما تفاهم مشترك، ورؤى متجانسة حول مجمل القضايا الإقليمية والدولية، ومن ركائز سياستهما الخارجية دعم تحقيق الأمن والسلام العالمي واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والحفاظ على المنظومة الدولية وفق مرجعيتها الأساسية المتمثلة بميثاق الأمم المتحدة، فالبلدين الصديقين بما يملكانه من مكانة دولية بارزة وتأثير كبير على الصعيد الدولي كان لتعاونهما المثمر في العديد الملفات أثرا بارزا في تحقيق الاستقرار اقليمياً وعلى المستوى الدولي، واستمرار تطور تعاونهما الإيجابي سينعكس بلا شك على ما يمكن أن يحققه البلدين الصديقين لدعم قضية السلام العالمي.
وقال السفير في لقاء خاص مع صحيفة الشعب اليومية اونلاين على هامش حفل اليوم الوطني الـ 94 للمملكة العربية السعودية المقام في بكين يوم 23 سبتمبر الجاري، إن المملكة والصين تلعبان دورا بارزا في تعزيز الأمن والسلام على المستوى الإقليمي والدولي، مضيفًا، أن المنطقة اليوم تمر بمرحلة صعبة جدا وتتطلب بالإضافة الى المملكة والصين، المجتمع الدولي بأكمله ليلعب دور أكبر لتصدي التحديات التي تواجهها المنطقة، حتى يتسنى لشعوب هذه المنطقة العمل على تحقيق الاستقرار والدفع بالتنمية. مؤكدًا أنه لا يمكن تحقيق التنمية دون إرساء دعائم السلام والاستقرار، لذا تواصل المملكة والصين العمل، كأصدقاء وشركاء، لتحقيق هدفهما المشترك المتمثّل في دعم السلام والاستقرار في المحيط الإقليمي والدولي.
وعلى الصعيد التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين الصينية والسعودية، قال السفير، إن العلاقات بين المملكة والصين تاريخية وقوية واكتسبت المزيد من الزخم في السنوات الأخيرة. كما شهدت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين طفرة من التطور وحقّق التعاون العملي نتائج مثمرة بعد توقيع البلدان الصديقان اتفاقيتين جوهريتين خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى المملكة عام 2022، وهما (اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة) و(خطة المواءمة بين رؤية المملكة 2030 ومبادرة الحزام والطريق الصينية). وأرست هذه الاتفاقيات أساساً قوياً لتعزيز التعاون والعمل المشترك بين الجانبين في كافة المجالات بما في ذلك القطاعات الاقتصادية والصناعية. كما أكد السفير، أن المملكة والصين لاعبين رئيسيين في الاقتصاد العالمي وتشتركان في أهداف مشتركة ضمن خططهما التنموية الطموحة (رؤية السعودية 2030) و(مبادرة الحزام والطريق).
وأشار السفير الى التوافق والتكامل بين تطلعات البلدين لتحقيق مستويات جديدة من التقدم الصناعي، وتشجيع المؤسسات السعودية (الخاصة والعامة) على التوافق مع نظيراتها الصينية في شراكات ملموسة، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي والطاقة الجديدة، الذي يشهد تعاونا واسعا في سنوات الأخيرة، ويتضمن صناعة السيارات الكهربائية وغيرها، وكذلك في موضوع الطاقة الجديدة بشكل عام، التي لدى الجانبين نقاط قوة وخبرات وفرص واعدة فيها، بحكم الواقع والموارد التي لديها. مضيفًا، أن المملكة والصين يعملان على الدفع وتعزيز التعاون في هذا المجال، كما أن هناك العدد من المشاريع التي تم الإعلان عليها وترجمت الى شراكات ملموسة، سواء في الصين او في المملكة، واليوم مستمر هذا العمل والتعاون لزيادة عدد الفرص التي تعود بالمنفعة الى الجانبين.
أقامت السفارة السعودية لدى بكين يوم 23 سبتمبر الجاري حفل استقبال بمناسبة اليوم الوطني السعودي الـ94 تحت شعار "نحلم ونحقق"، بحضور معالي نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي، ومعالي رئيس الهيئة السعودية للمياه بالمملكة العربية السعودية، وعدد من رؤساء الجهات الحكومية السعوديين، وأعضاء السلك الدبلوماسي العرب والأجانب القائمين لدى الصين، إلى جانب حشد من المسؤولين والمثقفين والأكاديميين والإعلاميين الصينيين والقطاع الخاص من الجانبين، و عدد كبير من الطلبة والجالية السعودية في الصين. كما شهد الحفل، فلم وثائقي حول تاريخ والتطورات التي شهدتها المملكة طيلة 94 سنة، وقدم براعم المدرسة السعودية ببكين أناشيد وطنية وعرض موسيقي رائع.