تحليل اخباري: الصين وفرنسا تسعيان للتعاون الاقتصادي في مجالات جديدة

بكين 26 ابريل 2013/ تسعى الصين وفرنسا كاقتصادين متكاملين بشكل كبير إلى توسيع التعاون الاقتصادي إلى ما هو أبعد من القطاعات التقليدية كالطاقة النووية والملاحة.

وإلى جانب توقيع اتفاقية لشراء الصين 60 طائرة من شركة ايرباص الفرنسية وعدد من الصفقات في مجال صناعة الطاقة النووية وافقت الدولتان على دعم التعاون في قطاعات مثل حماية البيئية والتنمية الحضرية المستدامة وامن الغذاء، وذلك خلال زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند إلى الصين.

وقال تشو شينغ رئيس معهد الصين للدراسات الدولية إن التعاون الأوسع نطاقا سيساعد على تخفيف عدم التوازن التجاري الحالي بين الدولتين، حيث ستمثل الصين سوقا ضخما للمنتجات والتكنولوجيا الفرنسية المتطورة.

وتعتبر الصين حاليا اكبر شريك تجاري لفرنسا في آسيا بينما تعد فرنسا رابع اكبر شريك تجاري للصين في منطقة اليورو. وفي عام 2012 بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 51.02 مليار دولار شهدت خلاله فرنسا عجزا تجاريا بلغ 2.8 مليار دولار.

وقال اولاند خلال زيارته إن مفتاح تصحيح عدم الاتزان في الميزان التجاري ليس تقليل الاستثمارات والصادرات بل زيادتها.

وقال تشو إن توجه الصين الحالي نحو الحضرنة وتأكيدها على اهمية الاستهلاك المحلي يمثل فرصة جيدة لفرنسا لتعزيز صادراتها في البلاد.

واشار الى أن معدل الحضرنة في الصين بلغ 51.3 بالمائة وهو اقل بكثير مقارنة بمعدل الدول المتقدمة الذي يصل إلى 70 بالمائة، بما يعني زيادة احتمالات الطلب، مضيفا ان ادارة المدن في فرنسا ستساعد الصين في مواجهة التحديات التي تظهر خلال العملية، بما في ذلك تلوث الهواء وامن الغذاء.

وقال رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ في وقت سابق في يناير عندما كان نائبا لرئيس مجلس الدولة لوزير الاقتصاد والتمويل الفرنسي الزائر بيري موسكوفيسيفيس إن الصين ساعدت في العمل بشكل اكثر عن قرب مع فرنسا ودول أوروبية اخرى عالية الحضرنة في الافكار والتكنولوجيا والاسواق خلال مبادرة الحضرنة التي طرحتها الصين.

وفي منتدى الاعمال امس الخميس تبادل مسؤولون من الدولتين الافكار وبحثوا فرص التعاون في مختلف المجالات بما فيها الاغذية الزراعية والرعاية الصحية والتنمية الحضرية المستدامة والاقتصاد الرقمي.

وقال وان تساو تيان نائب رئيس شركة كوفكو للحبوب والزيوت التي تديرها الصين في المنتدى ان الشركة تأمل ان تتبادل الخبرات مع نظيراتها في فرنسا في التكنولوجيا والادارة للمساعدة في التغلب على قضايا الأمن الغذائي التي تتعرض لانتقادات متزايدة في الصين.

وفي المنتدى اكد الرئيس شي جين بينغ على ان الصين مستعدة لاستيراد المزيد من المنتجات الفرنسية، معربا عن امله في ان تساعد فرنسا في حث الاتحاد الأوروبي على تخفيف القيود على تصدير منتجات التكنولوجيا الفائقة إلى الصين.

ووافق الجانبان على معارضة الحمائية وخلق آليات لتسهيل التجارة والاستثمار.

وقال تشو إن "التعاون التجاري والاقتصادي بين الصين وفرنسا يعود بالنفع بشكل متبادل على الطرفين -- فالصين تحتاج إلى فرنسا في عملية الحضرنة وفرنسا تحتاج إلى السوق الصينية للخروج من محنتها الاقتصادية. "

وتوقع الاستمرار في تضيق الفجوة في الميزان التجاري بين الدولتين وسط تعزيز التعاون.

/مصدر: شينخوا/