وو سي كه: الصين مستعدة لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط عبر تلخيص التجارب وبناء الثقة

أكد مبعوث الصين الخاص للشرق الأوسط وو سي كه أن الصين مستعدة لدفع عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط قدما عن طريق تلخيص تجارب السنوات العشرين الماضية منذ توقيع إتفاق أوسلو وبناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بغية استئناف المفاوضات بين الجانبين في أسرع وقت ممكن.

جاء ذلك خلال مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا عبر إتصال هاتفي يأتى عقب اختتام زيارته إلى فلسطين وإسرائيل في أواخر أبريل الماضي وقبل قيام رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس بزيارة دولة إلى الصين في الفترة من 5 إلى 7 مايو الجاري بدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ وقيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتياهو بزيارة دولة إلى الصين بدعوة رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ في الفترة من 6 إلى 10 مايو الجاري.

وقال وو سي كه إن القيادة الصينية الجديدة وجهت بُعيد توليها مهامها دعوتي الزيارة إلى الزعيمين الفلسطيني والإسرائيلي, ما يدل على أن الصين تولي اهتماما كبيرا بعملية السلام , مشددا على أن الصين ستواصل بذل جهود حثيثة لتسهيل المحادثات بين الطرفين وتهيئة مناخ موات لاستئنافها في أسرع وقت ممكن.

وأشار وو إلى أنه منذ توقيع إتفاق أوسلو قبل 20 عاما، أحرزت محادثات السلام الفلسطينية- الإسرائيلية بعض التقدمات والإنجازات المشجعة بما فيها تشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية, ومن ثم فإن الصين ترغب في تلخيص هذه التجارب لكي يستفيد منها الطرفان وبناء الثقة بتسوية المشكلات عبر طاولة المفاوضات، سعيا لدفع الطرفين نحو التحرك بشكل عملي لإحياء عملية السلام .

وصرح المبعوث الصيني بأنه وسط الاضطرابات والفوضى التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، بدا أن القضية الفلسطينية تخضع للتهميش وأن محادثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين تسير في طريق مسدود. بيد أنه أكد على أن القضية الفلسطينية مازالت قضية جوهرية تؤثر على الوضع العام في الشرق الأوسط. وإذا لم تحل هذه القضية، سيكون لها تداعيات سلبية على قضايا أخرى في المنطقة.

وفي معرض إشارته إلى زيارته الأخيرة لفلسطين وإسرائيل, قال وو إنه في أعقاب محادثاته مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين, شعر أن لدي الطرفين رغبة في استئناف محادثات السلام، لكن هناك فجوة بين مواقفهما إزاء مسألة العودة للجلوس إلى طاولة المفاوضات.

وفي هذا الصدد, أوضح وو أن الجانب الفلسطيني يتمسك بموقفه المطالب برؤية حل الدولتين على أساس حدود عام 1967وعاصمتها القدس الشرقية ويمكنه أن يدرس تعديلات متبادلة ومتساوية عند الاقتضاء، إذ أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجددا يوم الأربعاء الماضي في مؤتمر صحفي عقد برام الله بأن "هذا هو موقفنا".

وتابع وو قائلا إنه على الجانب الآخر، يؤكد الإسرائيليون على ضرورة العودة إلى المفاوضات أولا دون وضع أية شروط مسبقة.

وذكر وو أن الجانب الصيني سيسعى جاهدا إلى تعزيز التواصل مع الطرفين خلال زيارتي زعيميهما إلى بكين, قائلا إننا سنحث من ناحية الجانب الإسرائيلي على بذل جهود في معالجة القضايا التي تهم الفلسطينيين مثل وقف بناء المستوطنات اليهودية وتحسين البيئة الإنسانية في قطاع غزة وسندفع من ناحية أخرى الجانب الفلسطيني إلى بدء المفاوضات لتسوية القضية.

وصرح وو بأن "الجانب الصيني سيحاول تضييق الفجوة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتهيئة مناخ مناسب لاستئناف المفاوضات"، مشددا على "أن المفاوضات هى الوسيلة السياسية الوحيدة الفاعلة لحل المشكلات بين الجانبين".

وتابع وو أن "القضية الفلسطينية -الإسرائيلية بالغة التعقيد، ولكن لا يمكن أن نفقد الثقة في إمكانية حلها، ولابد لنا من العمل بنشاط على دفعها إلى الأمام", مضيفا أن الصين مستعدة للعمل مع المجتمع الدولي على تكثيف الجهود لإيجاد حل للقضية.

يذكر أن وو سي كه قام خلال الفترة من 25 إلى 30 أبريل الماضي بزيارة لفلسطين وإسرائيل، لتبادل وجهات النظر مع الشخصيات المعنية من الطرفين حول آخر المستجدات على صعيد عملية السلام في الشرق الأوسط بهدف محاولة دفع محادثات السلام قدما.

/مصدر: شينخوا/