تعليق: يلزم اتخاذ إجراءات مخلصة لتحريك العلاقات الصينية - اليابانية

بكين 18 سبتمبر 2013 /ليس هناك نظير لشهر سبتمبر شهد هذا الكم من الأحداث الكبري على الطريق المتعرج للعلاقات الصينية-اليابانية.

فقد طلبت افتتاحية نشرتها مؤخرا صحيفة ((أساهى شيمبون)) اليابانية من الصين أن "تدرك غباء" تجرع "المشاعر القومية بشأن القضايا المتعلقة بالتاريخ".

ولكن السير في حارة الذاكرة ينبغى أن يكون بمثابة تذكير بأن الصين واليابان لا تستطيعان بحث العلاقات الثنائية المتدهورة الحالية دون الإشارة إلى التاريخ.

فيمثل 18 سبتمبر 1931 بداية الغزو الياباني للصين الذي استمر 14 عاما. ويجرى إحياء تاريخ 3 سبتمبر 1945 باعتباره يوم الانتصار في الحرب ضد العدوان الياباني. وقد أدت الحكومة اليابانية مسرحية هزلية بـ "تأميم جزر دياويو"، وهى أراضى صينية، من خلال "شرائها" في 11 سبتمبر 2012. وكانت الدولتان قد أقامتا علاقات دبلوماسية ثنائية في 29 سبتمبر 1972.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه الصين موقفا واضحا بشأن القضايا المتعلقة بالتاريخ، فإن التصريحات والمواقف المستفزة للحكومة اليابانية تجاه التاريخ لم تؤد سوى إلى تأجج التوترات في ظل الانعدام المتبادل للثقة، ما أفسح المجال بسهولة لتنامي حالة التنافس والعداء.

ومن ناحية أخرى، كان للعلاقات الدبلوماسية المتوترة ضريبتها على التعاون الاقتصادي إذ أحجم المزيد من الصينيين عن شراء المنتجات التي تحمل علامات تجارية يابانية عقب "شراء جزر دياويو".

وتظهر البيانات الصادرة عن منظمة التجارة الخارجية اليابانية أن الصادرات اليابانية للصين تراجعت بواقع 16.7 في المائة في الأشهر الستة الأولي من عام 2013، مقارنة بانخفاض نسبته 14.8 في المائة في النصف الثاني من عام 2012، وهو أدنى مستوى منذ أربع سنوات. كما تغير وضع الصين كأكبر سوق للصادرات بالنسبة لليابان للمرة الأولي منذ خمس سنوات.

وتتمتع الصين واليابان بإمكانات تعاون اقتصادي كبيرة. ومن اجل استكشافها، يلزم إجراء مفاوضات مخلصة بسبب الوضع الحالي للتعاون السياسي والاقتصادي الثنائي.

وتتفهم الصين أن الأمر سيستغرق وقتا لحل القضايا المتعلقة بالتاريخ وليست في عجلة بشأن إيجاد حل بين ليلة وضحاها. فقد أقامت الصين واليابان علاقات دبلوماسية ثنائية في عام 1972، واختار قادة البلدين موازنة نزاعاتها، بما في ذلك نزاع جزر دياويو، للتركيز على التعاون.

واعتادت الدولتان إلتزام الهدوء بشأن الجزر المتنازع عليها منذ سنوات حتى كٌسرت هذه الموازنة بالقرار الاستفزاري الذي اتخذته طوكيو في سبتمبر الماضي.

ويظهر التبادل المقتضب للكلمات بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في روسيا في وقت سابق من الشهر الجاري يظهر رغبة بكين في إعادة العلاقات الثنائية إلى المسار الصحيح. ومع اقتراح اليابان إجراء حوارات ثنائية مع الصين، فقد حان الوقت لكى تبعث البلاد برسائل مخلصة.

/مصدر: شينخوا/