بكين   غائم~مشمس 8/-3 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تحقيق إخبارى: أطفال غزة يعيشون حالة تشرد وخوف بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية

2012:11:22.08:16    حجم الخط:    اطبع

غزة 21 نوفمبر 2012 / ما أن يغمض الطفل بهاء غباين (10 أعوام) حتى يرى صورة أربعة أطفال من عائلة الدلو وهم غارقون في دمائهم وقد وضعوا على نقالة في مجمع (الشفاء) الطبي بعد أن قضوا مع سبعة آخرين من أفراد عائلتهم في غارة شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على منزلهم في مدينة غزة.

وعلى الرغم من أن عائلة بهاء فرت من منزلها في بيت لاهيا شمال قطاع غزة تحسبا لقيام الجيش الإسرائيلي بعملية برية في القطاع إلا أن بهاء ما زال تنتابه حالة من الهلع من هول ما رآه على مدى ثمانية أيام من قتل ودمار جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة.

ونزحت مئات العائلات الفلسطينية المقيمة في المناطق الحدودية باتجاه المدارس التابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوت وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) في مدينة غزة بحثا عن ملاذ آمن يحميهم في حال أقدم الجيش الإسرائيلي على تنفيذ عملية برية في القطاع.

ومن بين تلك العائلات النازحة عائلة الطفل بهاء الذي فر وعائلته المكونة من 18 فردا معظمهم من الأطفال، إلى مدرسة "غزة الجديدة" في حي النصر بمدينة غزة.

وبدا القلق الشديد على ملامح بهاء، نتيجة التجربة الصعبة التي مر بها منذ اندلاع موجة العنف الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية المسلحة بقيادة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) من جهة، وبين الجيش الإسرائيلي من جهة أخرى.

ويجلس بهاء دائما في إحدى زوايا فصل في مدرسة (أونروا) صامتا غير قادر على الحديث عن كيفية وصولهم من بيت لاهيا في أقصى شمال قطاع غزة إلى مدينة غزة.

وارتفعت حصيلة عدد القتلى في قطاع غزة منذ بدء التوتر مع إسرائيل الأربعاء الماضي إلى 141 وأكثر من 1000 جريح مقابل مقتل خمسة إسرائيليين بينهم جندي جراء سقوط مئات القذائف الصاروخية على إسرائيل.

ويقول بهاء لوكالة أنباء ((شينخوا)) بعد أن هدأ قليلا وتمالك أعصابه، إنه وعائلته بالكاد استطاعوا أن يجمعوا جزءا بسيطا من متاعهم وتوجهوا إلى مدينة غزة نحو منزل خالته التي تسكن في شارع "الثلاثيني" المكتظ بالسكان.

لكن هذا الحي على ما يبدو لم يكن أكثر أمنا من بلدة بيت لاهيا، فالقصف الإسرائيلي سبق عائلة بهاء إلى هناك.

لم يجد والد بهاء سبيلا سوى الذهاب إلى إحدى مدارس (اونروا) التي فتحت أبوابها لاستقبال النازحين من المناطق الحدودية.

ويقول بهاء إن أكثر ما دب الرعب في نفسه هو مشاهدة صور الأطفال الذين قتلوا خلال عمليات القصف وهي تعرض على شاشات التلفاز، مضيفا أنه لا يريد أن يتحول جسده الصغير إلى أشلاء كما يحدث لهؤلاء.

وتحدث بهاء عن تجربته خلال الأيام الثمانية الماضية قائلا، إن أصوات الانفجارات الشديدة حرمته النوم طوال الليل.

ويضيف بينما بدت علامات التوتر والخوف على يديه الصغيرتين المرتعدتين، "كنت أشعر بأن كل صاروخ يسقط في المنطقة يحمل معه موتي".

ويتابع بهاء، أن ما زاد من رعبه هو فقدانه صديقين له في عملية قصف إسرائيلية على مدينة بيت لاهيا قبل يومين، مضيفا بنبرة حزينة أن الإحساس الوحيد والمسيطر عليه حاليا هو "الخوف".

وكانت الأونروا التي تقدم خدمات تعليمية وصحية ومادية لنحو مليون لاجئ فلسطيني في قطاع غزة، قد فتحت أبواب مدارسها في مدينة غزة بعد أن علقت الدراسة فيها منذ يوم الخميس الماضي، لاستقبال مئات النازحين من المناطق الحدودية.

وزودت الأونروا النازحين بمئات البطاطين والفراش كمساعدة عاجلة لهم إلى حين انتهاء هذا الوضع.

وتقول خديجة غباين، والدة بهاء، إنها حاولت إقناع زوجها منذ بداية العنف الأربعاء الماضي بأن يتركوا المنزل ويتوجهوا إلى أي مكان آمن في مدينة غزة، مشيرة إلى أنها لا تريد أن تعيش تجربة الحرب الأخيرة التي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة تحت اسم "الرصاص المصبوب" نهاية عام 2008 واستمرت قرابة الشهر.

وتضيف خديجة بينما كانت تضع ملابس أحضرتها معها أسفل إحدى الطاولات في أحد صفوف المدرسة، إن القصف لم يتوقف في بيت لاهيا منذ بداية العملية التي يطلق عليها الجيش الإسرائيلي "عماد السماء"، مضيفة أن ما دعاها إلى الرحيل عن منزلها هو خوفها من فقدان أحد أبنائها الثمانية.

وتضيف بحسرة وحزن، إنها "تعرف أنه لا يوجد مكان آمن في غزة، فكل شيء مستهدف".

وتتنهد خديجة بعد أن حبست أنفاسها في صدرها قائلة، "لا يوجد أي خيار سوى الانتظار في المدرسة وليحدث ما يحدث".

وعلى الرغم من اقتناع بعض الناس بأن تلك المدارس قد تكون ملاذا آمنا كونها تقع تحت حماية الأمم المتحدة، إلا أن خديجة لا تنس مأساة مدرسة (الفاخورة) التي تعرضت للقصف الإسرائيلي خلال عملية الرصاص المصبوب ما أسفر حينها عن وقوع "مجزرة" طالت من احتموا بها وراح ضحيتها 46 فلسطينيا.

كما أن الطائرات الإسرائيلية أغارت خلال عملية "عماد السماء" الحالية على سيارة مدنية أمام المدرسة التي تقطن بها عائلة غبيان وقتلت صحفيين كانا يستقلانها.

وبالرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها بهاء، إلا أنه وأقرانه في المدرسة يحاولون نسيان الحرب حتى ولو لدقائق معدودة.

فبعض الأطفال استطاعوا الحصول على كرة من بيت مجاور للمدرسة، ويمضون بعض وقتهم في اللعب لمحاولة تمضية الساعات التي تبدو طويلة وثقيلة عليهم على وقع القصف الإسرائيلي بين الفينة والأخرى.

ولكن على ما يبدو أن لعب الكرة والمرح لقليل من الوقت ليس كافيا لتهدئة بهاء الذي وجه رسالة قصيرة لدولة إسرائيل قائلا " أريد أن أعود إلى منزلي، أريد للحرب أن تتوقف".

وقتل أكثر من 30 طفلا وأصيب 310 آخرون بجروح خلال العملية الإسرائيلية المستمرة منذ ثمانية أيام، وتم قتل وإصابة معظم الأطفال وهم داخل منازلهم.

/مصدر: شينخوا/

تعليقات