بكين   مشمس ~ مشمس جزئياً -1/-8 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تقرير إخباري : اشتداد المعارك في دمشق وريفها وسط تردي الاوضاع الامنية

2012:12:05.08:40    حجم الخط:    اطبع

دمشق 4 ديسمبر 2012 / تشتد المعارك والعمليات العسكرية منذ نحو اسبوع في العاصمة السورية دمشق ومحيطها وسط تردي الاوضاع الامنية الأمر الذي دفع بمنظمات دولية الى تقليص حجم عملها في البلاد ، فيما توقفت حركة الملاحة الجوية الدولية في مطار دمشق الدولي.

ولليوم السابع على التوالي تدور معارك ضارية بين الجيش السوري النظامي والجيش الحر المعارض في محيط مطار دمشق الدولي الذي يبعد عن مركز العاصمة نحو 25 كيلومترا (جنوب شرق)، وعلى اطراف الطريق المؤدي اليه.

وأفاد شهود عيان وكالة ((شينخوا)) بدمشق ان حركة السيارات على طريق مطار دمشق الدولي شبه معدومة بسبب تلك الاشتباكات، فيما يتواصل سماع دوي الانفجارات واصوات اطلاق نار بين الحين والآخر، مشيرين الى ان "اعدادا كبيرة من الأهالي نزحت من البلدات المجاورة للطريق المؤدية الى المطار".

وذكر ناشطون سوريون معارضون اليوم (الثلاثاء) ان قصف الجيش السوري قد تجدد اليوم على مناطق تابعة لمقاتلي المعارضة إلى الجنوب الشرقي من دمشق حيث يقع مطار دمشق الدولي.

وتسمع اصوات انفجارات واطلاق قذائف من راجمات الصواريخ بينما يحلق الطيران المروحي والحربي في اجواء العاصمة وريفها.

وسقطت قذيفتا هاون اليوم على منطقة جرمانا بريف دمشق (شرقا) دون وقوع ضحايا او اصابات ، بحسب ما أفاد شاهد عيان يقطن في جرمانا (شينخوا).

وقال شاهد العيان ان القذيفتين سقطتا على اسطح البيوت في شارع الخضر وسط جرمانا ، دون وقوع اصابات او ضحايا ، مبينا ان الاضرار اقتصرت على الماديات البسيطة.

واشار الى ان القذائف تأتي من محيط بلدة عقربا المجاورة لمدينة جرمانا حيث يتمركز فيها عدد كبير من مسلحي الجيش الحر ، مؤكدا ان معارك عنيفة تدور حاليا بين الجيشين السوري والحر هناك.

وكانت قذيفة هاون سقطت اليوم على مدرسة "البطيحة الاولى" في مخيم الوافدين الفلسطينيين في ريف دمشق (شمالا) اسفرت عن مقتل 9 طلاب ومعلمة ، بحسب وكالة الانباء السورية (سانا) ، في حين تحدثت مصادر اعلامية عن ان عدد القتلى تجاوز الـ 30 طالبا.

وكانت مدينة جرمانا ذات الغالبية الدرزية والمسيحية قد شهدت اواخر الماضي انفجار سيارات مفخخة اسفرت عن مقتل 42 شخصا وجرح العشرات.

وتنتشر في مناطق عديدة من دمشق وريفها الحواجز الامنية وخصوصا قرب المراكز الامنية الحساسة ، وفي محيط القصر الجمهوري ، حيث يتم تدقيق هويات المارة، وتفتيش السيارات، وفقا لمراسل (شينخوا).

وتقول مصادر المعارضة السورية ان "مقاتلي المعارضة احرزوا تقدما كبيرا خلال الأسابيع القليلة الماضية وسيطروا على قواعد عسكرية بعضها قريب من دمشق"، مشيرين الى ما يصفوها بـ "معركة دمشق وتحرير العاصمة" قد شارفت على الانتهاء.

من جانبها ، قالت السلطات السورية ان وحدات من قواتها المسلحة " واصلت عملياتها في ملاحقة إرهابيي جبهة النصرة التابع لتنظيم القاعدة حيث نفذت سلسلة من العمليات النوعية موقعة عشرات الإرهابيين بين قتيل ومصاب في داريا وعقربا وبيت سحم والذيابية وحجيرة ودوما وقارة بريف دمشق".

ونقلت وكالة (سانا) عن مصدر مسؤول قوله " ان وحدة من قواتنا المسلحة اشتبكت مع مجموعات إرهابية من جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة قرب جامع الخلفاء الراشدين بمنطقة الكورنيش ومبنى المالية في مدينة داريا بريف دمشق (جنوبا) ، وأسفر الاشتباك عن مقتل عدد من الإرهابيين".

كما نفذت وحدة من القوات السورية "سلسلة عمليات نوعية في عقربا وبيت سحم والذيابية وحجيرة أسفرت عن القضاء على عدد من الإرهابيين المنتمين لجبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة".

ودفعت هذه الاشتباكات منظمات دولية الى تقليص حجم عملها في سوريا، حيث أعلنت الامم المتحدة امس الاثنين عن إجلاء جميع موظفيها الدوليين غير الأساسيين من سوريا وتعليق كافة الجولات الميدانية خارج العاصمة دمشق.

وقال المنسق الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا رضوان نويصر، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) وهي الخدمة الإخبارية التابعة لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن "الوضع الأمني أصبح صعبا جدا بما في ذلك في دمشق".

وتابع نويصر " وطالما أن الأطراف في هذا النزاع لا تحترم القانون الدولي الإنساني بالكامل وطالما أن أمن العمال الإنسانيين ليس مضمونا بالكامل، فإن على وكالات الأمم المتحدة أن تعيد النظر بحجم وجودها في هذا البلد وبطريقة تقديم المساعدة الإنسانية هناك".

واقدم الاتحاد الاوربي على خطوات مماثلة عبر تخفيض عدد موظفيه الى الحد الادنى في سوريا.

ونفى خالد العبود عضو مجلس الشعب السوري (البرلمان) ان الاشتباكات الدائرة في محيط مدينة دمشق هي " احتدام للمعارك " ، واصفا هذا التطور الميداني بأنه " مشاغلة لإلهاء السلطات الامنية واطالة امد الازمة ، ومحاولة فرض اجندات سياسية خارجية".

واضاف العبود وهو قيادي في احد الاحزاب المتحالفة مع حزب البعث الحاكم في البلاد في تصريحات لوكالة (شينخوا) بدمشق إن " زمن هذه المشاغلة مفتوح وطويل ، وان مسألة الوضع الامني تتمتع بحساسية ، فبمجرد اطلاق عدة عيارات نارية يمكن ان تتوقف حركة الملاحة في المطار " ، مؤكدا ان هذا لا يعبر عن احتدام المعارك ، ولا يشير الى ان المعارضة المسلحة قد حققت نصرا".

وردا على سؤال حول تخفيض مستوى عمل المنظمات الدولية قال العبود إن " مثل هذا الخطوة كانت متوقعة وذلك لاعطاء انطباع بأن الأوضاع الامنية في العاصمة قد خرجت عن السيطرة " ، لافتا الى أن هذا الاجراء الاممي " لا معنى له " .

وأقر مع ذلك بأن الأوضاع الامنية ليست بالشكل المطلوب ، ولكنها ايضا ليست كما تصورها الفضائيات ووسائل الإعلام التي تبالغ في وصف المشهد الامني "تنفيذا للاجندات واغراض باتت معروفة".

من جانبه ، قال ماهر مرهج رئيس حزب الشباب الوطني السوري المعارض إن " التصعيد العسكري في دمشق ومحيطها يبدو امرا طبيعيا او متوقعا على اعتبار ان العاصمة ترمز الى قوة النظام وتماسكه ، مبينا ان الجانبين الجيش السوري والمعارضة قد صعدا من عملياتهما العسكرية ، غير أن الحسم الذي يتحدثون عنه ليس قريبا كما ارى.

وأعرب مرهج عن اعتقاده بأن تنامي الدعوات الى ايجاد حل سياسي سلمي للازمة السورية يدفع المعارضة الى تصعيد عسكري بهدف افشال تلك المحاولات،مشيرا الى ان التجارب السياسية تفيد بأن القوة العسكرية على الارض هي التي تمنح هذه الجهة او تلك قوة على طاولة المفاوضات لفرض شروطها.

وأقر مرهج بأن المعارضة المسلحة تسيطر على قسم كبير من الغوطة الشرقية ، لان الجيش السوري منهمك في تطهير منطقة داريا ومطار المزة العسكري من المجموعات المسلحة،مبينا ان الجيش السوري قادر على الحسم غير ان مثل هذه العمليات تتصف بالتعقيد لذلك فهي تحتاج الى بعض الوقت.

الا ان مصادر في المعارضة السورية ترى ان الجيش السوري لم يعد قادرا على الحسم الذي يدعيه لان قدراته استنزفت خلال الاشهر الماضية في عدد من المحافظات السورية ، مشيرة الى غياب التنسيق العسكري بين القادة الميدانيين على الارض ، وهو ما يعيق قدراتها على الحسم بشكل سريع.

وتشهد مدن سورية منذ نحو 21 شهرا احتجاجات مناهضة للسلطة، ما لبثت ان تطورت الامور الى مواجهات عسكرية حادة بين الجيش ومعارضين مسلحين، بالتزامن مع اعمال قصف وتفجير، اسفرت عن سقوط الاف الضحايا، ونزوح مئات الالاف داخل وخارج سوريا.

/مصدر: شينخوا/

تعليقات