بكين   مشمس 2/-8 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

مقابلة : الزرقا: التظاهر السلمي حق مكفول لكل المصريين ..وهدم المؤسسات الشرعية مرفوض

2013:01:17.08:09    حجم الخط:    اطبع

القاهرة 16 يناير 2013 / أكد الدكتور بسام الزرقا مستشار الرئيس المصري للشئون السياسية، عضو الهيئة العليا لحزب النور (السلفي)، على أن التظاهر السلمي حق مكفول لكل المصريين، رافضا في الوقت ذاته محاولات هدم المؤسسات الشرعية خاصة المنتخبة منها.

وقال الزرقا، في مقابلة خاصة مع وكالة أنباء ((شينخوا))، " التظاهر السلمي حق مكفول لكل المصريين، ونحن الآن في طور بناء مؤسسات شرعية، ومحاولة هدم المؤسسة الشرعية خاصة المنتخبة هو أمر مرفوض، ولا يمكن النظر اليه باعتباره عمل جيد، وانما عمل هدام".

وأضاف في معرض رده عن الموقف من دعوات القوى السياسية للتظاهر يوم 25 يناير الجارى في الذكرى الثانية للثورة، إنه لا أحد يمكنه أن يحجر على رأي الآخرين، أو يصادر حريتهم، طالما أنها تتم بشكل سلمي، وتحافظ على الأمن الأهلي، ولا تدعو للاقتتال الداخلي.

وتدعو القوى السياسية المعارضة وقوى الثورة لتظاهرات حاشدة في ذكرى ثورة 25 يناير للمطالبة بضرورة تحقيق الأهداف التي قامت من أجلها الثورة، وتنفيذ المطالب التي طالبت بها على أرض الواقع وخاصة فيما يتعلق بالثلاثية "عيش، حرية، عدالة اجتماعية"، فيما ذهب البعض للدعوة للاحتشاد لاسقاط نظام الحكم وهو ما رفضته قوى أخرى.

وحذر الزرقا من أنه اذا استمرت هذه الحالة من التربص السياسي، فإن مصر ستظل في فوضى لفترة طويلة، وتابع قائلا "نحن لا نريد السيناريو الفرنسي للثورة الفرنسية، أو أن تستمر ثورتنا لسبع سنوات، فالاقتصاد المصري لا يحتمل، ونرجو أن يلتزم الجميع بالمصلحة العامة، ولا يقدم عليها مصالحه الخاصة".

واستبعد قيام القوى الاسلامية بتنظيم وقفات مضادة في 25 يناير تكون شبيهة بما تم من مليونيات ومليونيات مضادة بين الاسلاميين والقوى المدنية، قبيل الاستفتاء على الدستور، مضيفا أن هذه مسائل ادارية وليست استراتيجية.

ولم تحسم القوى الاسلامية أمرها حتى الان فيما اذا كانت ستدعو للاحتشاد للاحتفال بالثورة من عدمه، خاصة مع وقوع حادث جديد لقطار البدرشين بمحافظة الجيزة أخيرا، مما أسفر عن سقوط 19 قتيلا و117 مصابا، الأمر الذي اثار موجة من الغضب والانتقاد ضد الحكومة والاخوان المسلمين.

وعما تردده بعض قوى المعارضة من أن القرار في رئاسة الجمهورية لا يصنعه الفريق الرئاسي وانما يصنع في مكتب الارشاد التابع لجماعة الاخوان المسلمين، قال مستشار رئيس الجمهورية للشئون السياسية "أظن أن في هذا مبالغة وتجني، وبهذا الأمر الفج يصعب أن يكون تعبيرا دقيقا".

وتابع " مما لا شك فيه أن مؤسسة الرئاسة عندما تتخذ قرارا فهي توازن بين المتطلبات والمواءمات السياسية وكل القوى الموجودة على الساحة، وهذه القوى تنقسم إلى قوى حليفة، وقوى صديقة، وقوى متعاونة، وقوى متربصة، وكل ذلك يؤخذ في الاعتبار، فالرئاسة تنظر لكل القوى حسب موقعها من مؤسسة الرئاسة، وحسب موقعها من المصلحة العامة لمصر"، رافضا أن يجب عن سبب تراجع مؤسسة الرئاسة عن بعض القرارات حيث إنه ليس مخولا له الحديث رسميا باسم رئاسة الجمهورية ".

وفيما يتعلق بما يتردد عن "أخونه الدولة"، وما اذا كان هذا التوجه يسبب قلقا للسلفيين، قال الزرقا "الحزب الفائز في الانتخابات من حقه أن يدير البلد الفائز فيها بقدر التفويض الشعبي الذي أخذه، ولكن اذا فكرت اية قوى أن تتعسف في استخدام هذا الحق، فإنها ستحقق مكاسب على المدى القريب، ولكن خسائرها على المدى البعيد ستكون هائلة".

وعن تقييمه لاداء حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين في الحكم، لفت إلى أن الاخوان المسلمين لهم طريقة معينة في التفكير والتعامل، وهذه الطريقة التي ينتهجونها ستبرهن الأيام عما اذا كانت حكيمة أم قصيرة النظر.

وحول استمرار دعوات بعض القوى السياسية لاسقاط الدستور بعد اقراره من الشعب، قال "في الازمان الغابرة كان العرب يصنعون أصناما من العجوى فاذا جاعوا أكلوها، وهؤلاء يفعلون نفس الفعل، يتحدثون عن الديموقراطية باعتبارها شيئا مقدسا، وعند أول منعطف يلقون بها في صندوق القمامة، اذا لم توافق نتائج الديموقراطية أهواءهم".

وعن حالة لاستقطاب السياسي الشديدة الموجود بمصر، أكد الزرقا أن "الحاصل بمصر هو استقطاب اعلامي أكثر منه استقطاب سياسي، أو بمعنى أدق الاعلام يعطيه حجما أكبر من حجمه بكثير، ونتيجة الانتخابات ستبرهن حجم الاختلاف في وجهات النظر، وسنعرف الأحجام الحقيقية للقوى السياسية الموجودة في مصر، ومن المؤكد أن هذا الاستقطاب السياسي سيهدأ إلى حد كبير بعد الانتخابات البرلمانية لأن كل قوى ستعرف حجمها على الأرض وفي الشارع".

وقال مستشار الرئيس المصرى للشئون السياسية "نحن نعاني من مشكلة وهي أن النظام السابق لم يكتف بسرقة الثمرة أو قطع الشجرة وانما جرف الأرض، فأمامنا وقت طويل حتى تتعافى الأرضية السياسية في مصر، وفي هذه المرحلة سيكون هناك شيء من التجربة للكل، والكل سوف يكتسب المزيد من الحكمة من خلال الممارسة والأحداث".

وأوضح أن التجربة السياسية في مصر وليدة، وقبل ذلك لم يكن هناك تجربة سياسية حقيقية في مصر، وانما حزب طاغية وديكور، ونحن الان بدأنا التجربة السياسية وهذا بالنسبة لكل الأحزاب السياسية في مصر بمختلف مرجعياتها.

ونوه الزرقا إلى أن الوضع السياسي في مصر ينتقل من السيولة إلي المؤسستية، وهذه الفترة هي أشبه ما يكون بآلام المخاض، ومصر العافية والرائدة في الطريق، لكن لابد من الوقت، وشيء من الاضطراب وعدم اليقين، وهو أمر طبيعي في هذه المرحلة.

وبالنسبة للانتخابات الداخلية التي جرت أخيرا بحزب النور (السلفي) ، قال الزرقا إن "حزب النور من الأحزاب القوية، وعندنا رؤية واضحة، وبالتالي فالانتخابات هي لتجديد الدماء واعادة الهيكلة، وضخ دماء جديدة، وهو حزب مؤسسات، يضم أجهزة تعمل بتناغم دقيق في توزيع المهام، الأشخاص دورها محدود، والمجموعة التي خرجت من حزب النور نتمنى لها التوفيق.

وانتخبت الجمعية العمومية لحزب النور السلفي الأربعاء الماضي الدكتور يونس مخيون رئيسا للحزب بالتزكية، خلفا للدكتور عماد عبد الغفور الذي أعلن استقالته من الحزب في وقت سابق.

وأعلن الدكتور عماد عبدالغفور رئيس حزب النور المستقيل في أول يناير الجاري عن تأسيس حزب "الوطن" الذي يضم مجموعة من قيادات حزب النور المستقيلين، كما أعلن القيادي السلفي حازم صلاح ابو اسماعيل المرشح الرئاسي السابق عن تأسيس حزب "الأمة المصرية" كحزب سلفي.

وعن تأثير ظهور أحزاب سلفية جديدة مثل "الوطن"، و"الأمة المصرية" على حصة النور في الانتخابات البرلمانية المقبلة، قال الزرقا "علينا ان ننظر لنصف الكوب المملوء، وهو ما يعني أن تنوع الاجتهادات تعني أن كل من يريد المرجعية الاسلامية سيجد اجتهادا يناسب رؤيته وثقافته وفكرته وهو أمر إيجابي، ويصب في صالح الدعوة السلفية".

وعما اذا كان من المستبعد أن يحدث تحالف سلفي على الاقل مالم يكن تحالف اسلامي في الانتخابات، أشار إلى أن المستبعد هو ما يمس الثوابت، فنحن نستبعد أن نتحالف مع حزب يرفض أو يعادي المرجعية الاسلامية، وغير ذلك لا يوجد أمر مستبعد.

وعن فرص التقارب بين التيارات والأحزاب الاسلامية والمدنية، أوضح الزرقا أه من الواضح أن هناك تباعدا كبعد المشرقين في المناهج بين الأحزاب الاسلامية والمدنية، ولكن هذا لا يمنع من التعاون بين الجانبين لخدمة البلد، وهذا أمر طبيعي ومنطقي.

وتابع "إن مصر من العظم والكبر مايحول من أن تحمل بيد واحدة، ومصر لا تحمل بيد فصيل أو جماعة أو حزب واحد، فلابد من أن نتعاون جميعا ولا مناص من ذلك، وسيكون لنا مبادرات في هذا الشأن، وسنكون أول المادين الأيدي في هذا الأمر".

وكانت مؤسسة الرئاسة قد دعت لحوار وطني للقوى السياسية المختلفة قبيل الاستفتاء على الدستور، وهو ما رفضه قطاع كبير من القوى السياسية خاصة المدنية، بمبرر عدم وجود أجندة محددة وواضحة للاجتماعات.

يذكر أن الدكتور بسام الزرقا من مواليد 24 أكتوبر 1960 وهو طبيب بشري، وسياسي، ومستشار لرئيس الجمهورية للشئون السياسية، وعضو الهيئة العليا لحزب النور السلفي ومسئول الملف السياسي بالحزب، وعضو الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور.

/مصدر: شينخوا/

تعليقات