بكين   مشمس ~ مشمس جزئياً -1/-8 

صور ساخنة

أخبار متعلقة

  1. أخبار باللغتين الصينية والعربية 双语新闻

تحقيق اخباري: أهالي "العدوة" مسقط رأس الرئيس المصري يطالبون بالصبر عليه ومنحه الفرصة كاملة للعمل

2013:01:25.08:17    حجم الخط:    اطبع

بقلم/ عماد الأزرق الزقازيق

مصر 24 يناير 2013 / طالب أهالي قرية "العدوة" مسقط رأس الرئيس المصري محمد مرسي ، بالصبر عليه ، ومنحه الفرصة كاملة للوفاء بوعوده والقيام بمسئولياته، وتحقيق أهداف وطموحات الشعب المصري.

وفي الذكرى الثانية لثورة 25 يناير ، الاولى في عهد الرئيس محمد مرسي ، توجهت وكالة انباء ((شينخوا)) إلى مسقط رأسه في محاولة للتعرف عن قرب على البيئة التي نشا وترعرع فيها أول رئيس مصري بعد الثورة، تلك البيئة التي لابد وأنها ساهمت بشكل كبير في صياغة فكره ووجدانه.

في بداية زيارتنا للقرية طلبنا من مرافقنا معتز سليمان حاصل على ليسانس أداب، وهو من ابناء القرية ، أن نتوجه إلى منزل اسرة الدكتور مرسي ، الذي نشأ وتربي فيه، وكان يقيم فيه إلى وقت قريب ، وينزل فيه كلما ذهب القرية حتى بعد توليه رئاسة الجمهورية.

وبينما نسير في طرقات القرية إذ بمرافقنا يستوقفنا، قائلا "هذا هو القصر الريفي للرئيس محمد مرسي"، وهو ما اصاب فريق عمل ((شينخوا)) بالدهشة، بل وألجم السنتهم للحظات ، المنزل في قمة التواضع والبساطة، مكون من ثلاثة طوابق، واجهته على الطوب الأحمر ، لا يوجد أي طلاء أو حتى محارة، من الداخل الطابقين الأول والثاني على المحارة، والطابق الثالث يبدو طلاؤه حديثا، قال مرافقنا "هذا الطلاء تم من شهرين أو ثلاثة فقط وقام به الأستاذ حسين شقيق الرئيس ، ليكون المنزل معدا لأستقبال ضيوف الرئيس عند حضوره "وفيما نحن نشاهد المنزل من الخارج بدهشة واستغراب، خرج علينا الاستاذ حسين شقيق الرئيس مرسي ويشبهه الى حد كبير، وهو مدرس رياضيات، مصافحا ومرحبا بنا ترحيبا حارا ، ومعتذرا في نفس الوقت عن الحديث معنا بشكل رسمي، وعزا ذلك إلى أنه ليس ذو صفة رسمية ليتحدث لوسائل الاعلام ، وحرصا من أن يقول شيئا بغير علم يحسب على شقيقه.

ولكنه استطرد قائلا "أبلغوا الجميع على لساني أننا نحب كل الناس ونقدر كل الناس ، ونعتز بكل الناس، ونفتح صدورنا وقلوبنا للجميع ، ونتمنى الخير كل الخير لمصر ولكل المواطنين" ثم استأذن منا للذهاب للمسجد لاداء صلاة الظهر، والتي كان قد أذن لها.

يشار إلى أن للرئيس مرسي 5 اخوة، بينهم ثلاثة رجال يقيمون بمنزل العائلة وهم الاستاذ سعيد موظف بالوحدة المحلية، والاستاذ حسين مدرس رياضيات بمدرسة اعدادي، والاستاذ سيد فني معمل بمدرسة العدوة الثانوية، هذا بالاضافة إلى الاستاذة عزة والمرحومة الحاجة فاطمة.

الأمر الذي كان اكثر دهشة، أننا بينما نجرى بعض اللقاءات مع جيران مرسي وبعض القريبين منه في سنوات عمره المختلفة، توقف توك أمام منزل اسرة الرئيس ونزل فتى منه، حاملا حقيبة سوق وبعض أكياس السكر، فاخبرنا مرافقنا بأن هذا الفتى هو عمرو نجل شقيق الرئيس مرسي بالصف الأول الثانوي ، أحضر التموين الذي توزعه الحكومة على اسر الفقراء ومحدودي الدخل.

وبينما مرافقنا يحدثنا، كنا نتابع حوارا بين نجل شقيق الرئيس وسائق التوك التوك، الذي يرفض أخذ 5 جنيهات يدفعها له الأول نظير توصيله، في اصرار من نجل شقيق الرئيس ، وفي النهاية اضطر عمرو أن يترك الجنيهات الخمس أمام السائق ويذهب.

الدكتورة فداء ابو العلا صيدلانية، ابنة خالة الدكتور مرسي ، قالت لوكالة أنباء ((شينخوا)) عندما أعلن فوز الدكتور مرسي برئاسة الجمهورية، انتابني شعورا عميقا بمزيج من السعادة والحزن في أن واحد لأنه سيتحمل مسئولية عظيمة سيسأل عنها أمام الله ، خاصة وانني أدرك مدى استشعاره لهذه المسئولية والسؤال امام الله عما فعله اثناء توليه هذه المسئولية.

وأضافت أبو العلا، "أعلم أن الدكتور مرسي لدية القدرة الكاملة والكفاءة على ادارة شئون الدولة واحداث طفرة ونقلة كبيرة في كل مناحي الحياة ، بتوفيق الله وتعاون الشعب المصري معه، وأن نكون جميعا يدا واحدة لتحقيق مايصبو اليه الشعب المصري كله.

واعربت عن شعورها بالصدمة حيال تعامل الشعب المصري مع الدكتور مرسي، وخاصة الاعلام الذي يسعى لتزييف الحقائق وتشويه كل شيء ، حسب قولها .

وتابعت "اشعر بالرعب وأن اسمع هذا الكم من الزيف والتشويه في الاعلام المصري والحرب الشعواء التي يشنها على الرئيس ، وللاسف الشديد هذا الاعلام غير صادق".

وعن الدعوات للخروج في ذكرى الثورة لاسقاط النظام قالت، "للاسف هم يسعون سعيا حثيثا لافشال الرئيس وهم لا يدركون أنهم بمحاولاتهم هذه يفشلون الوطن ، ويزيدون من حجم المعاناة للمواطنين ، ويعرقلون كل الجهود الاصلاحية، ويعيدون الوطن للخلف".

وأضافت "هؤلاء لايدركون أن الدكتور مرسي صار بالفعل رئيسا لمصر باختيار الشعب المصري، وأنه باق في منصبه أربعة سنوات حتى يقول الشعب كلمته وأن عليهم أن يتعاونوا معه اذا كانوا فعلا محبين لهذا الوطن ، يقولون نحب مصر، ولكنهم للأسف يحبون المناصب والكراسي أكثر مما يحبون هذا الوطن".

وفيما يتعلق بعلاقتها بمرسي، قالت "الدكتور مرسي ابن خالتي، وهو أكبر مني سنا، وكان قدوة لنا، وخاصة لي، كان يحصل على مجموع عالي ودرجات مرتفعة، وكنت أسأل نفسي لماذا يحصل على درجات مرتفعة لابد أن أحصل على درجات أعلى منه أو على الأقل مثله.

واضافت على المستوى الشخصي والانساني الدكتور مرسي مختلف تماما عما يريد أن يصوره هذا الاعلام المغرض، صدره رحب جدا جدا وقلبه كبير للغاية ويتسع للجميع أكثر مما تتخيل.

أما أحمد رجب الجندي 28 عاما، يقيم بالمنزل المقابل مباشرة لاسرة الرئيس بقرية "العدوة" فيقول لاشك أنني شعرت بسعادة غامرة لفوز الدكتور مرسي بالرئاسة ، وزاد من سعادتنا أنه للمرة الأولى يتم انتخاب رئيس مصري بطريقة حرة ونزيهة، و بارادة الشعب الحرة، وليس كما اعتدنا خلال فترة حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، والذي كان ينجح باستمرار دون الحاجة الى اصوات الشعب.

وحول تأثير فوز مرسي وما الذي كان يتوقعه عن اعلان فوزه على حياته الشخصية قال " كمواطن مصري أدعوا الله أن يحقق للشعب المصري كل أحلامه وطموحاته، ويجعل خير مصر على يديه.

وأضاف "أسرة الدكتور مرسي متواضعة جدا جدا، وأنا جلست مع الدكتور مرسي أكثر من مرة، وتشعر عندما تجلس معه أنك تجلس مع صديق لك تربطك به علاقة وطيدة منذ وقت طويل، واشقاؤه محترمون و متواضعون للغاية".

وتابع لايمكن أن نتوقع أن تتغير الحياة في عدة اشهر، وهناك اشياء كثيرة ننتظرها منه، خاصة وان الدكتور مرسي تسلم الدولة شبه مدمرة، ولكن لابد من أن نصبر عليه ونعطيه الفرصة كاملة للعمل والانجاز، وباذن الله لدينا أمل كبير في أن تتغير البلاد على يديه، ولايمكن أن يحدث ذلك في عام او عامين.

وبدوره قال مبارك السيد عباس، 53 عاما يعمل عامل بالأزهر انه يعرف اسرة الدكتور مرسي جيدا ، مشيرا إلى أنهم اسرة متواضعة وطيبة، متمنيا أن تهدأ الأمور وتعيش البلاد في استقرار وأمان ، وهذا هو كل مانريده.

وأعرب عن أمله أن تتغير في عهده الأوضاع ويكون هناك مستقبل افضل لأولادنا وللأجيال القادمة، وأن نوفر لهم حياة افضل ، من حياتنا ، ونوفر لهم مستوى افضل من التعليم والصحة والعلاج والسكن والمواصلات.

وتابع " في الذكرى الثانية للثورة أتمنى أن ينحى الجميع خلافاتهم ، ويركزوا في العمل من أجل الوطن والمواطنين من أجل الأجيال القادمة فنحن جميعا ذاهبون والوطن باق وعلينا أن نعمل من اجله ومن أجل الأجيال القادمة ومن أجل المستقبل".

من جانبه، يقول محمد سعد ، محاسب، "عندما أعلن فوز الدكتور مرسي بالرئاسة اشفقت عليه جدا من جثامة المسئولية، ولكن مصر في هذه المرحلة تحتاج الى مخلصين، وهو انسان مخلص ويعمل لله قبل أن يعمل لنفسه، و نحن واثقون من قدرته على تحقيق النجاح ، رغم العقبات التي نراها.

وحول تأثير فوز الرئيس مرسي بالرئاسة على أداء حزب الحرية والعدالة، باعتباره عضوا بالحزب قال سعد الحزب انشئ منذ عامين ، وكان أداء الدكتور مرسي خلال قيادته للحزب متميز للغاية ، مما زاد من اسهم الحزب، وبعد انتخابات الرئاسة الامور اختلفت لأنه اصبح من الضرورة على الحزب أن يزداد قوة ، لاتهامه بأنه الحزب الحاكم على الرغم من كونه لم يتول شئ بعد، وعليه أن يتكاتف مع الدكتور مرسي بشكل كبير ويتحمل أعباء المرحلة الحالية، وكلما زادت الأعباء كلما ازداد قوة .

وبدوره قال الدكتور عبدالعزيز محمد شلبي طبيب بيطري، تربطه علاقة صداقة وقرابة بالرئيس أن اي دولة في العالم تسعد بأن يكون شخص مثل الدكتور مرسي وبامكانياته رئيسا لها، لما يمتلك من امكانيات عالية جدا .

وأعرب شلبي عن شعوره بالشفقة على الرئيس للمسئولية الملقاه على عاتقه ، خاصة وأن مصر من فترة تعتبر مغيبة، وتحتاج الى اعادة بناء شامل ، وهي مسئولية صعبة وفي غاية الصعوبة ، مستطردا ولكن ماذا نفعل ، الوطن في هذه الظروف يحتاج إلى من يتحمل هذه المسئولية ويكون مستشعرا لها وحريصا على الوفاء بها.

وأضاف "أتمنى ان يوفق الدكتور مرسي خلال السنوات الأربع من حكمه أن يضع لنا القواعد التي يمكن البناء عليها والأسس التي نسير عليها ولو استطاع ذلك فسيذكره التاريخ " .

وأشار إلى أن اشقاء الرئيس لم يحدث عليهم اي تغيير، وهم يتحملون المسئولية، ويتحملون المشاكل، مشيرا إلى أنهم في البداية يتضررون من أنهم لايستطعون الجلوس بالمنزل من كثرة الشكاوى والمطالب المقدمة اليهم من المواطنين ، ولكن الدكتور مرسي طلب منهم الاستماع للجميع والانصات لكل الشكاوى والمشاكل وتوصيلها له، لأنه راغب في ان يعمل شيئ لهذا الوطن.

ونوه إلى أن كل المطلوب من المواطنين أن يصبروا على الرئيس، ولا يتعجلون الأمور، فالهدم سهل للغاية، ولكن البناء اصعب بكثير وما تهدم في 30 عاما أو أكثر لا يمكن بناؤه في شهور أو سنوات عدة ، كما على من لهم مطالب أن يشاركوا بالعمل والانتاج والانجاز حتى تتحقق مطالبهم، وأن يؤدوا واجبهم حتى يطالبوا بحقوقهم.

وتابع "على الجميع أن يدرك أن الدكتور مرسي الأن لا يمثل نفسه وانما يمثل وطنا بأكمله، ولذلك لابد من مساعدته والعمل على تذليل العقبات أمامه ثم نحاسبه في نهاية المدة، وهذا شيئ منطقي، معربا عن تفاؤله بأن الأمور ستسير إلى الأفضل.

في المقابل، التقينا بأحد الشباب، الغاضب بالقرية، ويدعى محمد النجدي 36 عاما، يعتبر نفسه في عداد البطالة ولا يعمل ، له محل للبقالة بالقرية مشيرا إلى أن المحل ايجار وليس تمليك ولا يكفيه للانفاق على نفسه واسرته.

يقول النجدي ، "الثورة قامت تحت شعار ،عيش – حرية –عدالة اجتماعية، ولا شفنا عيش ولا شفنا عدالة اجتماعية ولا شفنا وظائف ولا شفنا أي حاجة، الشباب كله يشكو من البطالة، أنا أسأل إلى متى نظل نعاني من هذه البطالة وعدم وجود فرص العمل" .

واضاف الشيئ الوحيد الذي تحقق من أهداف الثورة هو الحرية التي حصل عليها البلطجية واصبحوا فوق القانون وفوق الدولة.

وحول ما اذا كان قد توقع أن يحصل على وظيفة عند فوز مرسي بالرئاسة قال اتوقع كل الخير على ايدي الدكتور مرسي ولكن لابد الناس ان تتركه يعمل ، ولكن للأسف الفساد أكثر من اي جهود لمواجهته ، والنظام السابق يحاول افشاله بكل الطرق .

ويبلغ عدد سكان قرية العدوة نحو 15 ألف نسمة، وتبعد عن مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية حوالي 11 كم ، وتتبع اداريا مركز هيهيا.

ذهبنا إلى مسقط رأس الرئيس المصرى لنجيب على سؤالين أو ثلاثة عن البيئة التي ساهمت في تشكيل فكره ووجدانه، وعدنا من هناك وقد تزاحمت الأسئلة في رؤسنا، هل يمكن أن يكون منزل اسرة الدكتور مرسي الذي عاش فيه لوقت قريب بهذا التواضع خاصة وأنه كان عضوا بمجلس الشعب لمدة 5 سنوات ونحن ندرك جميعا حجم التغير الذي كان يطرأ على أعضاء البرلمان واسرهم ومؤيديهم ومحبيهم، بعد دخولهم البرلمان ولذا كانوا يقاتلون على عضويته.

هل من الممكن أن يكون منزل الدكتور مرسي القيادي البارز بجماعة الاخوان المسلمين وأول رئيس لذراعها السياسي حزب الحرية والعدالة بهذه البساطة، فأين أموال الاخوان التي يقدرها البعض بمئات المليارات من الدولارات، واين استثمارات رجال أعمال الاخوان واموالهم .

/مصدر: شينخوا/

تعليقات